تراجع اهتمام الإعلام العربي بالقدس

ورشة القدس في الإعلام العربي-الواقع والمأمول
الورشة عقدت بإسطنبول بمشاركة ممثلين عن أربعين مؤسسة إعلامية عربية (الجزيرة)

خليل مبروك-إسطنبول

 

يسعى خبراء إعلاميون، ومختصون في مجال الاتصال، إلى إعادة الاهتمام بقضايا مدينة القدس وإحيائها في وسائل الإعلام العربية، مؤكدين أن أولوية هذا الملف تراجعت في الأعوام الأخيرة جراء تراكم الملفات القُطرية، وانشغال وسائل الإعلام العربية بقضاياها المحلية.

ودعا المشاركون بورشة "القدس في الإعلام العربي.. الواقع والمأمول" التي نظمها منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، إلى تطوير إستراتيجية إعلامية مقدسية شاملة، استنادا إلى تشخيص موقع القدس في الإعلام العربي.

كما دعا المشاركون بالورشة التي عقدت بمدينة إسطنبول التركية أمس الخميس، بمشاركة ممثلين عن أربعين مؤسسة إعلامية عربية، إلى تعزيز التنسيق بين وسائل الإعلام العربية في هذا المجال.

وأشار الأمين العام لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، هشام قاسم، في كلمته أمام المشاركين، إلى أهمية تكامل الجهود الإعلامية العربية، لبناء رؤية إعلامية تتبنى دعم القدس في مواجهة مساعي التهويد الإسرائيلية.

وشدد قاسم على أهمية صياغة إستراتيجية منبثقة من توصيات الخبراء وأهل الاختصاص من الإعلاميين والعاملين بحقول الاتصال والتأثير.

‪الحيلة: قضية القدس تراجعت إعلاميا لأسباب موضوعية‬  (الجزيرة)
‪الحيلة: قضية القدس تراجعت إعلاميا لأسباب موضوعية‬  (الجزيرة)

عوامل التراجع
من جهته، قال أحمد الحيلة، عضو الأمانة العامة لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، إن قضية القدس تراجعت على مستوى الإعلام العربي وفي الرأي العام لأسباب موضوعية، تتعلق بانشغال المستويين بقضاياهما المحلية وتغيير سلم أولويات العالم العربي، مشيرا إلى أنه من غير المنطقي أن تغيب القدس بصورة كلية عن المشهد العربي.

وأضاف الحيلة للجزيرة نت أنه من غير المقبول أن يتحول جزء من الإعلام العربي إلى "جلاد للفلسطينيين وعراب للتنازل عن قضية القدس أو التراجع عن حمايتها" مشيرا إلى أن الورشة ناقشت موقع القدس في كافة أشكال الإعلام العربي.

وأوضح الإعلامي الفلسطيني أن إعادة البوصلة باتجاه القدس بالغ الأهمية للقضايا العربية الداخلية باعتبار القدس ملفا جامعا قادرا على تخفيف حالة الغليان والفوضى التي تشهدها المنطقة.

الحرمي: الحاجة إلى رؤية قادرة على مواجهة المشروع الصهيوني (الجزيرة)
الحرمي: الحاجة إلى رؤية قادرة على مواجهة المشروع الصهيوني (الجزيرة)

سبل النهوض
وشملت ورشة العمل عرض عدة أوراق تناولت التحديات التي تواجه القدس، وقراءة لمواقف الاحتلال الاسرائيلي والمواقف العربية والإسلامية تجاه المدينة، وأشكال تعاطي الإعلام العربي مع القضية من حيث مضمون الخطاب المقدسي وأدواته.

وشارك في تلك الورشة باحثون ومختصون حضروا من مدينة القدس، إضافة إلى إعلاميين من عدد من وسائل الإعلام العربية وصحفيين أتراك.

وذكر رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية أن تراجع الاهتمام بالقدس شمل النخب السياسية والفكرية والثقافية والقطاعات الشعبية لصالح قضايا المجتمعات ذاتها، وأرجع جابر الحرمي تاريخ هذا التراجع إلى مطلع تسعينات القرن الماضي بعد توقيع اتفاقية أوسلو، والأحداث التي تبعت ذلك ثم مستجدات ثورات الربيع العربي.

وأشار الحرمي، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن هناك حاجة لبناء رؤية وإستراتيجية واضحة، وتكامل أدوار بين جميع وسائل الإعلام لتكون قادرة على مواجهة "المشروع الصهيوني" القائم على رؤية وإستراتيجية وخطط معدة.

كما أكد أهمية استثمار الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، لما لها من قدرة على الوصول لقطاعات الشباب العربي باستخدام لغة "كي بورد" التي يفهمها قطاع الشباب، مشيرا إلى أهمية خلق مبادرات غير تقليدية تواكب في أسلوبها وطرحها ولغتها أسلوب الحياة الجديد.

القرعاوي: يجب عدم حصر القدس في الإطار السياسي (الجزيرة)
القرعاوي: يجب عدم حصر القدس في الإطار السياسي (الجزيرة)

الأعمال الفنية
أما المدير التنفيذي لشركة ميديا ماسترز برو في الكويت،  فركز على أن أولويات المواطن العربي المحلية انعكست بصورة كبيرة على الأداء الإعلامي، لكنه لفت إلى أن حصر القضية الفلسطينية في المشهد السياسي المرتبط بالمستجدات تسبب في تراجع الاهتمام بالقدس.

وطرح أحمد القرعاوي، في حديثه للجزيرة نت، ضرورة إعادة إحياء القضية المقدسية عبر الإنتاجات المنوعة والفنية والأعمال القائمة على المتعة والإثارة والتشويق، والأعمال الكرتونية التي تجذب انتباه الجمهور وتربطه في ذات الوقت بقضية القدس.

وشدد على أهمية إنتاج أعمال درامية تروي قصة حياة الإنسان المقدسي في جانب الحياة الاجتماعية أسوة بالدراما السورية التي نجحت في تكوين صورة ذهنية بالعقلية العربية عن الحياة في سوريا.

المصدر : الجزيرة