جسر الشغور.. قصة التمنّع على النظام والمعارضة

جسر الشغور - معارك
المعارك احتدمت مؤخرا بين النظام وقوات المعارضة في محيط جسر الشغور (الجزيرة نت)

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

تقع مدينة جسر الشغور في الريف الغربي لمحافظة إدلب في أسفل جبل الأكراد الذي يتبع ريف اللاذقية على التخوم الشمالية لسهل الغاب وسط سوريا. هذا الموقع المميز منح المدينة أهمية كبيرة باعتبارها حلقة الوصل بين المدن الساحلية ومحافظتي إدلب وحلب، وجعلها هدفا إستراتيجيا لقوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة.

يحكم النظام السيطرة على داخل المدينة ويشدد قبضته الأمنية عليها، وقد أغرى بالمال والتوظيف الكثير من شبابها للانضمام إلى مجموعات الدفاع الوطني التي تقاتل إلى جانبه، حسب روايات ناشطين.

وتمكن ثوار ريف اللاذقية وإدلب من بسط نفوذهم على أغلب القرى المحيطة بالمدينة منذ ما يقارب السنتين، وهم يحيطون بها من كل الجهات ما عدا الجنوبية، وحاولوا مراراً السيطرة عليها ولكن دون جدوى.

أقام النظام عدة مقراتٍ لقواته، أهمها معسكر معمل السكر على المدخل الشمالي للمدينة، ومعسكر التنمية الزراعية في قرية اشتبرق على المدخل الجنوبي. ويتموضع في المعسكرين عدة آلاف من عناصره، ويعتبران من القلاع الحصينة نظرا لكمية العتاد العسكري الكبيرة الموجودة فيهما.

وكانت جسر الشغور شهدت بداية عسكرة الثورة السورية التي اندلعت منتصف مارس/آذار 2011، حيث استهدف تجمع الضباط الأحرار مفرزة الأمن العسكري في المدينة وقتل ما يقارب مائة عنصر للنظام بها في يونيو/حزيران من العام نفسه.

‪جسر الشغور تكتسب بعدا إستراتيجيا وتتميز بالتنوع الديني والطائفي‬ (الجزيرة نت)
‪جسر الشغور تكتسب بعدا إستراتيجيا وتتميز بالتنوع الديني والطائفي‬ (الجزيرة نت)

معركة النصر
وقد أعلن الثوار مؤخرا عن خوض "معركة النصر" بهدف طرد قوات النظام من جسر الشغور. وأكدت مصادر ميدانية سيطرة المعارضة على حواجز المنشرة والعلاوين والدبس.

ومن أهم الفصائل التي تحاصر جسر الشغور جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وجيش الإسلام وبعض فصائل الجيش الحر وكتائب أنصار الشام التابعة للجبهة الإسلامية.

وحسب هذه المصادر فقد قطعت المعارضة الطريق الواصل بين مدينة أريحا وجسر الشغور بعد سيطرتها على حاجز تل الأعور وذلك بعد يومين من المعارك المتواصلة.

ويؤكد المقدم محمد حمادو -قائد عسكري في الجيش السوري الحر– أن بسط النفوذ على المدينة يحقق هدفين مهمين للثوار، أولهما إكمال سيطرتهم على محافظة إدلب وفتح طرق المواصلات بينها وبين ريف اللاذقية وحلب.

أما الهدف الثاني فيتمثل في قطع طرق المواصلات بين الساحل السوري ومعاقل النظام فيها من جهة، وبين معسكراته في إدلب وحلب من جهة أخرى.

خطة وحشد
وأكد حمادو أن وجود المدينة في أسفل جبال الساحل من الجهة الشرقية، واحتشاد الثوار على الجانب الغربي منه، يجعلها هدفاً سهلاً، مؤكدا أن السيطرة عليها لن تكون صعبةً.

وأشار المقدم حمادو إلى أن خطّة الثوار بمهاجمة الشغور من الجهتين الغربية والشرقية ستضع قوات النظام بين فكي كماشة، لا سيما إذا قطعوا طريق إمداداتها من الساحل بسيطرتهم على حاجزي الكمب والسرمانية وهاجموا باقي الحواجز القريبة من المدينة.

وفي اتصال هاتفي مع أحمد حلّي -وهو أحد سكان جسر الشغور- قال إن المدينة كانت على الدوام شوكةً في حلق النظام، "وستقتلعه هذه المرة نهائياً".

وتتميز جسر الشغور والقرى المحيطة بها بالتنوع الطائفي والديني، ويبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة بينهم ما يقارب عشرة آلاف من المسيحيين.

المصدر : الجزيرة