الألغام تعيق عودة النازحين إلى تكريت

Iraqi security forces ride a vehicle past a wall painted with the black flag commonly used by Islamic State militants, near former Iraqi president Saddam Hussein's palace in Tikrit April 1, 2015. The Iraqi government claimed victory over Islamic State insurgents in Tikrit on Wednesday after a month-long battle for the city supported by Shi'ite militiamen and U.S.-led air strikes, saying that only small pockets of resistance remained. REUTERS/Thaier Al-Sudani
تنظيم الدولة زرع قنابل وألغاما في شوارع ومباني ومنازل تكريت لمنع عودة النازحين إليها (رويترز)

علاء يوسف-بغداد

لم يتمكن سامر الحمداني الذي نزح من مدينة تكريت في يوليو/تموز 2014، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها، من العودة إلى منزله، بسبب الألغام التي زُرعت في الأحياء السكنية، والقنابل التي لم تنفجر حتى الآن.

يقول الحمداني الذي يسكن حاليا في مدينة الأعظمية ببغداد في شقة استأجرها لتضمه مع زوجته وطفليه، إنه "بعد المعارك التي اشتدت مؤخراً في تكريت بين القوات الأمنية العراقية وقوات الحشد الشعبي من جانب ومقاتلي تنظيم الدولة من جانب آخر، فضلت العودة إلى منزلي هناك، لكن الأقارب والأصدقاء منعوني، بسبب وجود منازل كثيرة فخخت".

ويضيف للجزيرة نت "لا زلت بانتظار الأخبار التي تُعلن إزالة الألغام من الطرق في تكريت، والتأكد من عدم وجود قنابل داخل المنازل والمدارس، ليتسنى لي العودة إلى منزلي، فلم يعد بإمكاني البقاء بعيداً عنه".

وفي اتصال هاتفي مع العقيد في الشرطة الاتحادية طالب كريم في مدينة تكريت، قال إن "تنظيم الدولة قام بتفخيخ مئات المنازل في المدينة، في محاولة منه لتفجيرها عند دخول أية قوة أمنية لها، وهذه هي سياسة الأرض المحروقة التي يعتمدها".

‪ثلاثون ألف عراقي نزحوا من تكريت هربا من المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية‬ (الجزيرة)
‪ثلاثون ألف عراقي نزحوا من تكريت هربا من المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية‬ (الجزيرة)

تكتيك ناجح
ويوضح كريم -وهو آمر فوج مغاوير قيادة الشرطة الاتحادية- أن "قوات الشرطة الاتحادية وباقي التشكيلات الأمنية بذلت جهوداً كبيرة في عملية التقدم التي تجري نحو مدينة تكريت، رغم إعاقة الألغام لها، لكنها تمكنت من تفكيك آلاف العبوات التي زرعت في المدينة".

وعندما تأخرت معركة تكريت، وتضاربت الأنباء بشأنها، كان السبب وراء ذلك الألغام التي زرعت في الطرقات والبيوت، حيث قام التنظيم بعيد سيطرته على المدينة، بحفر أماكن محددة في الشوارع وتلغيمها، ثم إعادة رصفها، وقد نجح هذا التكتيك في الأيام الأولى.

وقال المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية سعد الحديثي للجزيرة نت إن "مجلس الوزراء كلف وزارة البيئة ووزارتي الداخلية والدفاع، بتهيئة فرقها الهندسية لإزالة الألغام التي امتلأت بها شوارع مدينة تكريت".

ويضيف "الحكومة العراقية خصصت أربعين مليون دولار أميركي لتمويل عمليات إزالة الألغام، التي تعيق عودة العائلات إلى مدنهم". ويوضح الحديثي أن "الجهد في إزالة الألغام عراقي فقط ولم تشارك فيه أية جهة خارجية".

ومنذ بدء عمليات إزالة الألغام قبل أسبوعين، قُتل ثلاثة من الخبراء العراقيين في مكافحة المتفجرات، كان آخرهم فتاح التكريتي، الذي قتل الأسبوع الماضي أثناء تفكيكه لغماً أرضياً.

‪المسؤولون العراقيون يقولون إن تنظيم الدولة فخخ نصف مدينة تكريت‬ (رويترز)
‪المسؤولون العراقيون يقولون إن تنظيم الدولة فخخ نصف مدينة تكريت‬ (رويترز)

نصف تكريت
ولم تكن المنازل والشوارع وحدها التي لغمت في تكريت، بل المراكز والمقار الحكومية كذلك.

ويرى رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين، جاسم الجبارة أن "نصف مدينة تكريت لُغمت من قبل تنظيم (الدولة الاسلامية)، وكانت هناك صعوبة كبيرة في تحديد أماكن الألغام، إلا بعد وصول جهاز مكافحة الإرهاب والجهد الهندسي في وزارتي الدفاع والداخلية".

ويضيف أن "حي القادسية الذي يقع وسط المدينة -وهو أكبر أحيائها- يخضع الآن لعملية إزالة الألغام بشكل مكثف، باعتباره الحي الأكثر تلغيماً، وتفخيخاً للمنازل".

وتوقع الجبارة أن "تنتهي الفرق الحكومية العراقية المختصة بإزالة الألغام من مدينة تكريت خلال شهر تقريباً، بغية فتح المجال للعائلات النازحة بالعودة إلى هناك".

وقبل بدء العملية العسكرية في مدينة تكريت التي انطلقت بداية مارس/آذار الماضي، نزح ما يقارب الثلاثين ألف شخص من المدينة باتجاه بغداد وكردستان العراق، خوفاً من المعارك بين القوات الحكومية العراقية التي تساندها مليشيات الحشد الشعبي الشيعية، وتنظيم الدولة.

المصدر : الجزيرة