جماعة الإخوان المسلمين في الأردن

جماعة الإخوان المسلمين بالأردن تفصل مراقبها العام الأسبق
جماعة الإخوان المسلمين بالأردن واكبت العمل التحرري والسياسي في العالم العربي (الجزيرة نت)

جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، إسلامية إصلاحية، لها دور سياسي، حظيت بتأييد جماهيري عريض لعدة عقود، نظرا لمواقفها وجهادها في قضية فلسطين ودعمها لحركات التحرر في العالم العربي.

أنشئت الجماعة عام 1945 بمبادرة من عبد اللطيف أبو قورة بعد أن اتصل بمؤسس ومرشد جماعة الإخوان المسلمين الأم في مصر آنذاك حسن البنا.

وفي عام 1953، اختير محمد عبد الرحمن خليفة مراقباً عاماً لجماعة الإخوان المسلمين، وتم إنشاء نظامها الأساسي وتشكيل هيئاتها القيادية والإدارية، وانضمت لها لاحقا جماعة الإخوان بفلسطين، حيث شكلتا تنظيما موحدا لفترة من الزمن.

مواقف ومبادئ
وفي نفس العام، عقدت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن مؤتمرا في القدس حظي بمشاركة واسعة من العلماء والمفكرين من مختلف أقطار العالم الإسلامي.

وتدعو الجماعة لتحكيم شرع الله، والعيش في ظلال الإسلام وتؤكد على إيمانها بالحوار واحترام التنوع الديني والثقافي، بينما ترفض الهيمنة والاستعمار والطغيان ونهب ثروات الشعوب ومصادرة حرياتها.

وقد شاركت في العمل الفدائي ضد إسرائيل وركزت على خدمة اللاجئين الفلسطينيين، وتركت بصمات قوية على العمل الخيري في الأردن.

العمل السياسي
وابتداء من أواخر الثمانينيات، اتسع حضور الجماعة في العمل السياسي من خلال واجهتها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي حيث شاركت عدة مرات في الانتخابات النيابية وحصدت نتائج كبيرة في أكثر من محطة، وشاركت في بعض الحكومات.

وقد قاطعت الجماعة الانتخابات البرلمانية عام 1997 احتجاجا على قانون (الصوت الواحد) الانتخابي الذي اعتبرته آلية للحد من حضورها في البرلمان.

وعادت للمشاركة في انتخابات 2003 حيث حصلت على 17 مقعدا في مجلس النواب، لكنها حصدت نتائج ضعيفة عام 2007 حيث فازت بستة مقاعد فقط.

الربيع العربي
وبعد اندلاع ثورات الربيع العربي أواخر عام 2010، سيرت جماعة الإخوان حشودا غفيرة في مناسبات عديدة للمطالبة بتوسيع الحريات ومحاربة الفساد في الأردن.

لكن السلطة والجماعة حرصتا على تفادي الصدام، فلم يمارس الأمن القمع على نطاق واسع، ولم يطالب المحتجون بشكل واضح بسقوط النظام الملكي.

جماعة الإخوان المسلمين التي عادت لمربع المقاطعة عام 2013، شهدت أزمة داخلية مطلع 2015 حيث برز للعلن صراع ما سُمي جناحي الصقور والحمائم، وفق التقسيم الإعلامي للتيارات داخل الجماعة.

وتتهم الجماعة الحكومة بافتعال هذه الأزمة للحد من حضور الإسلاميين في الشارع وتفتيت جهودهم في قضايا ثانوية. لكن الحكومة تنفي هذه التهم جملة وتفصيلا.

انشقاق
وفي مطلع مارس/آذار 2015، أنشأت قيادات منشقة عن الجماعة وأخرى مفصولة كيانا جديدا تحت عنوان "جمعية الإخوان المسلمين" ونالت ترخيصا رسميا من الجهات المعنية في الحكومة.

وتعتبر الجمعية الجديدة أن حصولها على الترخيص يعني أنها حلت محل الجماعة القديمة وباتت تملك حق التصرف في أملاكها.

لكن جماعة الإخوان المسلمين (الأصلية) ما تزال قائمة وتمارس أدوارها كاملة، وتعتبر أن تأسيس الجمعية مُلغى ولا يترتب عليه أي أثر.

ويشغل منصب المراقب العام في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد، بينما يقود جمعية الإخوان المسلمين عبد المجيد ذنيبات.

المصدر : الجزيرة