يمنيون يروون لحظات القصف في صنعاء

An armed member of Houthi militia (R) keeps watch as people gather beside vehicles which were allegedly destroyed by a Saudi air strike, in Sana'a, Yemen 26 March 2015. Saudi Arabia and other Gulf states launched air strikes against Houthi rebels which have taken over large parts of Yemen, attacking the Sana'a military Airport and Jiraf area, a Houthi stronghold. The strikes were 'in support of the people of Yemen and their legitimate government,' Saudi Arabia's Washington ambassador Adel al-Jubeir said. The military operation by a 'coalition of over 10 countries' was in response to an appeal from embattled Yemeni President Abdo Rabbo Mansour Hadi, al-Jubeir said.
الغارات الجوية استهدفت مقرات وقواعد عسكرية يسيطر عليها الحوثيون وأنصار الرئيس المخلوع صالح في صنعاء (الأوروبية)

عبده عايش-صنعاء

أصابت الصدمة سكان العاصمة اليمنية صنعاء وهم يعيشون أجواء حرب حقيقية، جراء قصف الطائرات المشاركة في عمليات عاصفة الحزم التي تقودها السعودية  ضد مسلحي جماعة الحوثي.

وتحدث مواطنون يمنيون للجزيرة نت عما أصابهم من رعب جراء قصف المقاتلات لقاعدة الديلمي الجوية القريبة من الحي السكني الواقع بشارع المطار بالعاصمة صنعاء.

ويقول محمد الهمداني -وهو أحد سكان الحي- إنه شعر باهتزاز الشقة التي يسكنها.

ويروي  للجزيرة نت أنهم استيقظوا الساعة الثانية والنصف فجرا على دوي انفجارات رهيبة لم يعشها من قبل وعلى أصوات المضادات الأرضية.

ويقول إن حالة من الذهول أصابته وأسرع باتجاه التلفزيون، فعلم أن حملة جوية خليجية بدأت لضرب المواقع العسكرية بصنعاء، لردع "الانقلابيين الحوثيين".

من جانبه، أشار موسى العديني إلى أنه استيقظ فزعا على دوي انفجار هائل غير مسبوق ألقى بأدوات ورشة لكهرباء السيارات فوق رأسه، حيث كان نائما بداخلها.

وفي لحظات دوت أصوات المضادات الأرضية فزادت من هلعه. ولفت إلى أن شدة الضغط الناتج عن الانفجار خلعت أبواب المحلات والبقالات المقابلة لورشته.

وأكد سكان قريبون من مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية أنهم شعروا وكأن منازلهم قد تمايلت وتشققت بعض جدرانها، وأن قلوبهم قد خرجت من صدورهم، جراء صوت الانفجارات المفاجئة.

‪جانب من تظاهرة خرجت في مدينة تعز تأييدا لعاصفة الحزم‬ (ناشطون)
‪جانب من تظاهرة خرجت في مدينة تعز تأييدا لعاصفة الحزم‬ (ناشطون)

قلق وارتياح
وبين مؤيد ورافض توزعت آراء كثير من اليمنيين إزاء قصف مواقع مليشيا الحوثيين ومعسكرات قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، خصوصا معسكر ريمة حميد في سنحان، ومعسكر 48 لقوات ألوية الاحتياط بمنطقة حزيز بجنوب صنعاء.

وتشعر شريحة واسعة من السكان بالارتياح رغم تعرض العاصمة للقصف الجوي، وتختلط مشاعر الناس بين الخوف والقلق مع الإحساس بوقوف الأشقاء معهم وإلى جانبهم والاستجابة لمطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي طالب الخليجيين بالتدخل العسكري ضد الحوثيين وحليفهم صالح.

ويقول كثيرون إن القوات اليمنية لم تحم صنعاء من مليشيا الحوثي بل شاركت في إسقاطها، وظلت خاضعة لأوامر المخلوع صالح ونجله أحمد علي عبد الله صالح وتنفذ أجندتهما في نشر الفوضى وإدارة صراعاته مع خصومه والانتقام من الشعب الذي ثار في العام 2011.

‪خريطة أبرز المواقع التي استهدفتها عاصفة الحزم في اليوم الأول‬ (الجزيرة نت)
‪خريطة أبرز المواقع التي استهدفتها عاصفة الحزم في اليوم الأول‬ (الجزيرة نت)

سخط واستياء
في الجهة الأخرى، يرى البعض أن عملية عاصفة الحزم "اعتداء وانتهاك للسيادة وتدمير للبلد وللجيش اليمني".

ويبدي أنصار جماعة الحوثي -التي تحكم سيطرتها على مفاصل الدولة والعاصمة صنعاء منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي- مشاعر السخط والاستياء إزاء عمليات عاصفة الحزم ويتوعدون بالرد على "العدوان الغاشم".

وأثناء تجمع لأنصار الحوثي عصر الخميس، دعا الناشط خالد المدان للجهاد "ضد الاستكبار الأميركي والإسرائيلي وغطرسة السعودية وحلفائها".

ومع تزايد عمليات القصف بدا سكان العاصمة اليمنية في حالة ارتباك، بينما نزح آخرون عن منازلهم، خصوصا من يسكنون قرب مواقع حيوية ومعسكرات للجيش، باتجاه مناطق آمنة.

ومع خلو بعض الشوارع من المارة والسيارات، انتشرت أطقم عسكرية للحوثيين في نقاط عديدة، بينما بدت مناطق شمال وجنوب صنعاء تعيش أجواء حرب.

المصدر : الجزيرة