الحوثيون.. تاريخ من الصراع المسلح

Houthi fighters ride a patrol truck in Sanaa March 25, 2015. Houthi forces in Yemen backed by allied army units seized a key air base on Wednesday and appeared poised to capture the southern port of Aden from defenders loyal to President Abd-Rabbu Mansour Hadi, local residents said. REUTERS/Khaled Abdullah
مقاتلون حوثيون في صنعاء (رويترز)

لم تكن عملية "عاصفة الحزم" المواجهة العسكرية الأولى التي يكون الحوثيون طرفا فيها، فهم خاضوا معركة حدودية عام 2009 مع السعودية خلفت عشرات القتلى والجرحى وست جولات مع الدولة اليمنية في عهد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بين أعوام 2004 و2009.

ودارت معارك بين القوات السعودية والحوثيين في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني بعد اكتشاف السعوديين تسللا بريا للحوثيين في جبل الدخان بقرية الخوبة الحدودية، وأرسلت فرقة من حرس الحدود لصد الحوثيين.

وشنت القوات السعودية هجومًا جويًا على مئات المسلحين الذين أطلقوا النار على قوات حرس الحدود،  وأعلنت بعد ثلاثة أيام استعادتها السيطرة على جبل، وتحدثت الحكومة السعودية عن مقتل 73 جنديًا واختفاء 26 آخرين، وهناك حديث عن مقتل المئات من الحوثيين. وانتهت المعارك في فبراير/شباط 2010.

أما الجولات الست بين الحوثيين والدولة فهي:

يوم 18 يونيو/حزيران 2004: اندلعت الجولة الأولى بعد أن تحدثت مصادر حكومية عن مقتل ثلاثة جنود في مواجهات محدودة بين سلطات الإدارة المحلية في محافظة صعدة وأنصار "منتدى الشباب المؤمن" الذي يترأسه حسين بدر الدين الحوثي، مما جعل محافظ المحافظة يصدر قراراً بالقبض عليه.

وعندما تحركت القوات المكلفة بالقبض على الحوثي نحو جبال مرّان على بعد نحو ثلاثين كيلومترا جنوب غرب مدينة صعدة حيث تحصن الحوثي، وأحاطت بالمنطقة اندلع القتال بشكل رئيسي فيها، وكانت القوات تحسب أن العملية لن تستغرق سوى ساعات أو أيام قليلة إلا أنها سارت ببطء وسط مقاومة صلبة وضعت القوات الحكومية في موضع حرج أمام الرأي العام في الداخل اليمني وخارجه.

استمر القتال الشرس بين الجانبين حتى العاشر من سبتمبر/أيلول 2004 عندما تمكنت القوات الحكومية من الوصول إلى موقع حسين الحوثي وقتلته مع عدد من أنصاره، ثم أعلنت الحكومة وقفاً أحادي الجانب للقتال، تلا ذلك بعشرة أيام تسليم العشرات من المقاتلين أنفسهم للسلطات نتيجة وساطات قبلية.

مارس/آذار 2005: اندلعت الجولة الثانية من المعارك، في مارس 2005 بسلسلة من الاتهامات والاتهامات المضادة بين الحكومة وبدر الدين الحوثي (والد حسين الحوثي) وعبد الله الرزامي، عضو البرلمان السابق، وكلاهما ينتمي لـ"حزب الحق" حيث وجهت للمعارضة، وحزب اتحاد القوى الشعبية تهم "بالسعي لاستئناف التمرد" بينما اتهم بدر الدين الرئيس علي عبد الله صالح بعدم الاستعداد لإنهاء النزاع.

نتج عن هذه الاتهامات المتبادلة اندلاع الجولة الثانية من القتال بهجمات أشد ضراوة إلى الشمال والغرب من صعدة، واستمرت المعارك نحو شهرين بعد ذلك أعلنت الحكومة النصر ونهاية العمليات القتالية في مايو 2005.

أواخر عام 2005 حتى أوائل عام 2006: الجولة الثالثة نتجت عن استمرار المناوشات من الجولة الثانية، وظهر في تلك المواجهات متغير جديد هو العنصر القبلي، حيث بدأت المعارك على شكل مواجهات بين رجال قبائل موالية للحكومة ومقاتلين قبليين يدعمون المسلحين الحوثيين.

وقد ظهر في تلك الفترة أخوا حسين الحوثي عبد الملك ويحيى الحوثي، كما شهدت محاولات حكومية لتهدئة الصراع وذلك -كما يقول المراقبون- نتيجة قدوم موعد الانتخابات الرئاسية.

فبراير/شباط إلى يونيو/حزيران 2007: بدأت الجولة الرابعة بمتغير جديد تمثل بتهديدات الحوثيين ليهود محافظة صعدة، ورغم نفي الحوثيين ذلك فإن الحرب دارت واشتدت حدة القتال لتمتد إلى مديريات متعددة بما في ذلك خارج صعدة.

انتهت الجولة الرابعة بفضل وساطة قطرية بعد زيارة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى اليمن في مايو/أيار 2007، حيث توصلت الحكومة والحوثيون إلى اتفاق لوقف النار يوم 16 يونيو/حزيران 2007 ثم قاما بتوقيع اتفاق الدوحة بتاريخ 2 فبراير/شباط 2008 رغم بعض الاشتباكات المتفرقة بين الجانبين.

مارس/آذار 2008: اندلعت الجولة الخامسة إثر اتهامات السلطة للحوثيين بخرق اتفاق الدوحة وأنهم قاموا بهجومين عنيفين وسط نفي من الحوثيين، وقد امتد القتال في تلك الجولة إلى منطقة بني حشيش شمال العاصمة صنعاء كما استمر بمدينة صعدة والجزء الشمالي من محافظة عمران. ويوم 17 يوليو/تموز 2008 أعلن صالح وقفاً أحادي الجانب لإطلاق النار، وقد وافق ذلك الذكرى الثلاثين لتوليه الحكم، وقد تباينت تفسيرات المحللين لهذا الإعلان منها خشيته خروج الوضع عن السيطرة أو لوجود وساطة محلية أو انتقادات أميركية وأوروبية متزايدة للوضع الإنساني في محافظة صعدة.

11 أغسطس/آب 2009:  الجولة السادسة انطلقت بعد اتهامات للحوثيين باختطاف أجانب، وترافقت مع وضع السلطات ستة شروط لوقف العمليات كان أبرزها نزول الحوثيين من الأماكن التي يتحصنون فيها وانسحابهم من كافة مديريات المحافظة، وتسليم ما استولوا عليه من معدات مدنية وعسكرية، والكشف عن مصير المخطوفين، ووقف عمليات "التخريب".

واتسمت هذه الجولة بتكثيف عمليات القصف الجوي منذ اليوم الأول لاندلاعها على مناطق الحوثيين، واستمرت المعارك بشكل متقطع إلى أن توقفت يوم 12 فبراير/شباط 2010، وانسحب الحوثيون بعدها من شمالي صعدة يوم 25 فبراير/شباط.

وخلفت هذه الحرب مئات القتلى من الجانبين، وتسببت في نزوح عشرات الآلاف.

المصدر : الجزيرة + وكالات