رفض فلسطيني لاعتبار القسام منظمة إرهابية

تصميم فني : يجمع بين القضاء المصري وشعار كتائب عز الدين القسام

أحمد عبد العال-غزة/عوض الرجوب-الخليل

قوبل تصنيف محكمة مصرية لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كمنظمة إرهابية، برفض واستهجان واسعين في الشارع الفلسطيني في كل من قطاع غزة والضفة الغربية.

كما انتشرت حملات تضامن مع الكتائب على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة عبر وسم "القسام مقاومة مش إرهاب".

ورغم أن مواقع التواصل الاجتماعي عكست تباين الآراء تجاه القرار داخل قواعد حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فإن قطاعات واسعة رفضته وتساءلت "لماذا لم يصدر القضاء المصري قرارات مماثلة بحق الاحتلال وجيشه الذي قتل آلاف المصريين والعرب؟".

ففي غزة، أعرب الطالب عبد الكريم السموني عن أسفه لقرار المحكمة المصرية، وقال إن الشعب الفلسطيني لم يكن يتوقع مثل هذه الأحكام بل كان يأمل "تسهيل السفر وفتح المعبر".

وأضاف للجزيرة نت أن مصر لم تثبت بالدليل القاطع أن المقاومة -وفي مقدمتها كتائب القسام- ارتكبت أي أعمال عدائية ضدها في أي من الأوقات.

وتابع أن المقاومة حريصة على أمن مصر القومي، مشيرا إلى أن التنسيق المشترك بين القاهرة وغزة لضبط الحدود يتم بشكل جيد.

‪السموني: المقاومة الفلسطينية حريصة على أمن مصر القومي‬ (الجزيرة نت)
‪السموني: المقاومة الفلسطينية حريصة على أمن مصر القومي‬ (الجزيرة نت)

حدة التوتر
وعن انعكاسات هذا القرار، رأى الطالب الجامعي أن من شأنه زيادة حدة التوتر بين مصر وغزة، وتقليل فرص فتح معبر رفح المنفذ البري الوحيد للقطاع على العالم والمغلق باستمرار.

ومن جهته، اعتبر الأسير المحرر سعيد بشارات أن القرار يخدم الاحتلال بالدرجة الأولى، ويتماشى مع مخططاته لشيطنة المقاومة، ويكشف نوايا الجانب المصري تجاه القضية الفلسطينية.

ودافع بشارات عن حركة حماس وكتائب القسام، مضيفا أنهما لم تتدخلا يوماً في الشأن المصري على الإطلاق.

واستغرب اتهام جناح حماس العسكري بالإرهاب في دولة عربية كمصر "في الوقت الذي تٌرفع فيه الحركة من قوائم الإرهاب في أوروبا".

ورأى في الخطوة دليلا على "وجود عمل ممنهج من قبل السلطات المصرية ضد غزة".

وفي الضفة، اعتبر الناشط السياسي نزار بنات القرار نتيجة لما يبثه الإعلام المصري، وأضاف أن الحكم العسكري دأب على اعتبار المقاومة الفلسطينية شماعة يعلق عليها فشله منذ عهد أنور السادات وجمال عبد الناصر.

واستحضر بنات اتهامات سابقة من حكام مصر وإعلامها لحركة فتح والجبهة الشعبية "وكلها تعكس الفشل وتهدف إلى خلق عدو سهل التناول".

واعتبر أن مصر ترى في مهاجمة حماس ومقارعتها وسيلة للإبقاء على الدعم الأميركي والخليجي للعسكر، على حد وصفه.

وأشار الناشط الفلسطيني إلى انعكاسات خطيرة لدور الإعلام المصري و"تسميم الأجواء في إحداث ما يشبه القطيعة بين الشعبين الفلسطيني والمصري".

على صفحة فتح على فيسبوك، كتب أحد المعلقين أن القسام "مارست الإرهاب في غزة قبل أن تمارسه في مصر" بينما رد آخر "إخواننا في كتائب القسام أحييكم على أعمالكم البطولية وصمودكم.. وأنتم لستم إرهابيين طالما سلاحكم موجها تجاه المحتل…كلنا أبناء قضية واحدة"

تصنيف جائر
كذلك رفض المواطن علي ما وصفه "التصنيف الجائر" لكتائب القسام، مضيفا أنها الوحيدة التي رفعت رأس الأمة منذ احتلال فلسطين عام 1948، وأنها لم تتدخل قط في أي شأن عربي.

وقال إنه لم يسمع تصنيفا مماثلا لإسرائيل التي قتلت آلاف العرب والمصريين، منددا بما سماها "محاكم السلطة في مصر".

أما أمين سامي، فتساءل في صفحته على فيسبوك عما إذا كان القضاء المصري سبق وأن أصدر قرارات تصنف الاحتلال الإسرائيلي كيانا إرهابيا بسبب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني والجيش المصري.

وعلى صفحة حركة فتح، تباينت آراء المعلقين على خبر تصنيف القسام منظمة إرهابية من قبل القضاء المصري.

فبينما كتب أحد المعلقين أن القسام "مارست الإرهاب في غزة قبل أن تمارسه في مصر" رد آخر قائلا "إخواننا في كتائب القسام أحييكم على أعمالكم البطولية وصمودكم.. وأنتم لستم إرهابيين طالما سلاحكم موجها تجاه المحتل…كلنا أبناء قضية واحدة".

وقال المدون محمد أبو علان إن من يختلف مع حماس أو يتفق معها عليه أن يقول بصراحة إنها حركة مقاومة وليست منظمة إرهابية.

وذهب إلى أنه لا فرق بين الاحتلال الإسرائيلي ونظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فكلاهما يريد كسر المقاومة ويحاصر غزة ويعتبر حماس منظمة إرهابية، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة