"موسم الهجرة" للحزب الحاكم بالسودان
عماد عبد الهادي-الخرطوم
واعتبر الحزب الحاكم أن انضمام هؤلاء "ينم عن وعي بالتحديات التي تواجه السودان والمؤامرات التي تحاك ضده"، كما اعتبر نفسه "الأنسب والأكثر تأهيلا لقيادة السودان في المرحلة المقبلة".
وأدى الأعضاء الجدد في الحزب الحاكم "البيعة" لحزبهم الجديد أمام حشد من قياداته في الخرطوم أمس الأربعاء، مؤكدين أن خطوتهم هذه "تبين جديتهم نحو الخروج بالبلاد إلى بر الأمان".
أحفاد المهدي
وبدا رئيس القطاع السياسي في حزب المؤتمر الوطني مصطفى عثمان إسماعيل متفائلا بالخطوة، وقال إن القائمين بها "اختاروا الطريق الصحيح"، وشبههم بـ"أحفاد الإمام المهدي مؤسس طائفة الأنصار في السودان".
كما أكد في كلمته بهذه المناسبة أن هذه الخطوة "لا تنفصل عن الدعوة إلى الحوار، أما الذين اختاروا طريق الشيطان فهم الخاسرون، والأيدي ممدودة لكل من راجع نفسه وأراد الانضمام إلى الصف الوطني".
أما المتحدث باسم المجموعة عبد الرحمن الكويك، فقال إن الانضمام إلى الحزب الحاكم "جاء بعد حوار جاد مع المؤتمر الوطني استمر أكثر من ثلاث سنوات شمل قضايا الشعب والوطن"، مضيفا أن "التحديات الخطيرة التي تواجه السودان دفعت لهذا التوحد".
ليس جديدا
وفي المقابل، شكك حزب الأمة القومي المعارض بقيادة الصادق المهدي -الذي أصبح من أقوى أحزاب المعارضة- في مصداقية المؤتمر الوطني، وتحداه أن "ينشر اسم أي قيادي واحد من قيادات الأمة في الولاية المعنية ممن انضموا إليه".
وقال نائب رئيس الحزب فضل الله برمة إن الحزب الحاكم "دأب على انتهاج مثل هذا السلوك مع كل انتخابات، وإن أعضاء حزب الأمة في الولايات يعلمون مدى تدهور البلاد في ظل نظام الإنقاذ الحالي".
واستبعد برمة انضمام أي عضو مؤثر من حزبه للمؤتمر الوطني "رغم تقديمه كثيرا من الإغراءات الكبيرة لكل أعضاء الأحزاب السياسية السودانية"، متسائلا عن كيفية الانضمام للوطني "وهو يقود البلاد للهاوية".
ويرى محللون سياسيون أن الحالة تمثل بداية لما يمكن أن يحدث في الانتخابات المقبلة بعد إعلان عدة أحزاب مقاطعتها، وقال الكاتب عبد الله آدم خاطر إن الحزب الحاكم "سبق أن أعلن رصد نحو ثمانين مليون جنيه سوداني للانتخابات، مما يفتح شهية بعض الباحثين عن تعزيز أوضاعهم الاقتصادية والسياسية".
مغامرات
وذكر أن إعلان البعض الانضمام إلى الحزب الحاكم "لا يعني التزامهم بمبادئ الحزب أو أنهم يشتركون معه في قيم معينة، فهي مغامرات شخصية خاصة، فالانتخابات معلومة النتائج بهم ومن دونهم".
واعتبر أن الإعلان عن انتماء مجموعة من حزب الأمة "ربما قصد به إحراج الحزب وبعث رسالة له بأن عضويته في خطر بعد مقاطعته للحوار الوطني والانتخابات، وكل ما يقرب إلى الحكومة".
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة أم درمان الإسلامية صلاح الدومة، فقال إن الحزب الحاكم "يريد إضافة أكبر عدد من الأعضاء لإعطاء نوع من الشرعية لانتخابات تقاطعها غالب القوى السياسية السودانية".
وحول العوامل التي تجعل البعض ينضم إلى الحزب الحاكم في هذا التوقيت، قال "الظروف الاقتصادية السيئة، وعدم معرفة المواطنين والانتهازية، كلها دوافع لجعل الكثيرين يتدافعون نحو المؤتمر الوطني خلال فترة ما قبل الانتخابات، والحزب فتح مزادا للتبضع لا علاقة له بالعمل السياسي الحزبي لأنه يعني انهيار ثقافة الانتماء الفكري في البلاد".