في ذكراها الرابعة.. هتافات الثورة تهز قلب القاهرة
يوسف حسني-القاهرة
ومع ارتفاع وتيرة العنف، توجه المتظاهرون إلى شوارع سليمان باشا وشريف وقصر النيل المتاخمة لميدان طلعت حرب، غير أن الشرطة والبلطجية أغلقوا عليهم كل الطرقات وجاؤوهم من كل مكان، شاهرين الأسلحة في وجه الجميع، فاعتقلوا عددا منهم، واعتدوا على آخرين بينهم فتيات.
وفي ميدان طلعت حرب نفسه، كانت المدرعات والأسلاك الشائكة تسيطر على المشهد، وكان كبار ضباط الشرطة يديرون عملية تفريق المتظاهرين ويصدرون أوامرهم لأفراد الأمن بالزي المدني للهجوم على نقاط تمركز المتظاهرين كلما رصدتها عيونهم، فيأتون بحافلات صغيرة وسيارات الحمل الصغيرة لتفريق المتظاهرين أو اعتقالهم.
وعاد الغاز المدمع إلى شوارع وسط القاهرة، وأغلقت المحال أبوابها، وعلت أصوات المدرعات التي تطارد الشباب والفتيات في الشوارع الضيقة، والتي وصفها مواطن مصري كان جالسا في أحد مقاهي القاهرة بقوله "إنها أجواء الثورة تعود في ذكراها الرابعة، وليست الثورة نفسها".
هذا الشاب الذي رفض الحديث للجزيرة نت قائلا "لن أتكلم.. كلكم مخبرون"، لكنه أكد لأصدقائه الذين كانوا يتابعون الأخبار عبر هواتفهم "من يقترب من التحرير سيموت".
وكما حلقت طائرات "أف16" في سماء التحرير لترهيب المتظاهرين قبل أربع سنوات، حلقت الطائرات التابعة للشرطة المدنية في سماء المنطقة لرصد التحركات في الشوارع المحيطة بالميدان.
وكان الحديث على المقهى الذي يرتاده اليساريون بكثرة يدور حول ما يمكن أن يصنعه النظام مع المعارضين في يوم كهذا.
وكانت شاشة التلفاز أسرع في الإجابة عن هذه الأسئلة، فقد كانت أخبار سقوط القتلى والجرحى من المتظاهرين تأتي على مدار الساعة، من كل مكان.
وبينما كان الغاز يزكم أنوف معارضي النظام في وسط القاهرة، كان عشرات من مؤيدي السيسي يرفعون صوره ويهتفون باسمه ويرقصون قرب ميدان عبد المنعم رياض تحت حراسة الشرطة والجيش.
ورغم أن المدرعات لم تطارد أنصار السيسي، فإنهم مُنعوا أيضا من دخول ميدان التحرير.
وقد حضرت الكاميرات بكثافة لتصوير مؤيدي السيسي على قلتهم وهم يحتفلون "بالثورة"، بينما غابت عن تصوير القمع وإطلاق الرصاص الذي تعرض له معارضوه الذين كانوا ينادون بإحياء ثورة يقولون إنه انقلب عليها.