سجن رومية بلبنان.. معاناة للمساجين وذويهم

صورة من اعتصام لأمهات وزوجات الموقوفين في رومية
جانب من اعتصام أمهات وزوجات الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية (الجزيرة)

أسامة العويد-رومية

تتسمر أم محمد لساعات أمام سجن رومية -أكبر السجون اللبنانية- شرق بيروت, تتناوب قدميها على حمل جسد مُلئ هماً, طمعاً في بصيص أمل، لترى ولدها الذي يقبع في السجن منذ ست سنوات دون محاكمة.

وتقول للجزيرة نت "لم نستطع الوصول إلى المبنى دال" (الذي نقل إليه الموقوقون الإسلاميون) إلا بعد عناء وساعات طوال من الانتظار، وبعد إهانات كثيرة من العسكريين.

‪آمنة العبود لم تر ابنها منذ تسعة أشهر‬ (الجزيرة نت)
‪آمنة العبود لم تر ابنها منذ تسعة أشهر‬ (الجزيرة نت)

تعذيب وضرب
وتتابع أنهم "لم يسمحوا إلا بدخول زائر واحد لكل سجين، ومنعوا دخول أكثر من عشر نساء، فاللواتي دخلن قبلي خرجن وعيونهن تفيض بالدموع وبعضهن سقطن على الأرض مغشياً عليهن، وكنت أستغرب لماذا؟ إلى أن دخلت ولم أصدق ما رأيت.. رجال يلفون أنفسهم بالأغطية وببعض القماش، عراة الأرجل، يرتدون الثياب الداخلية فقط، وآثار التعذيب ظاهرة على وجوههم وأجسادهم، من كسور ورضوض.. وجوه كساها الازرقاق والسواد، نكاد لا نعرفهم من آثار الضرب.. مناظر لا يصدقها إلا من يراها".

أما آمنة العبود التي كانت تشارك في أحد الاعتصامات، فقالت لنا -وصوتها امتزج بالدموع- "أرجوكم أوصلوا صوتي, ابني حسان سرور مسجون منذ تسعة أشهر ولم أره".

وفي الأسبوع الماضي أشرف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق على عملية أمنية وصفها "بالنظيفة"، نُقل خلالها الموقوفون الإسلاميون البالغ عددهم نحو 650 (معظمهم مسجون منذ سبع سنوات دون أي محاكمة) من المبنى "ب" القديم الى المبنى "د" الذي تم بناؤه عام 2014 على خلفية ما أشيع من أن المبنى القديم "تحوّل إلى إمارة داخل السجن", مما أثار امتعاض المساجين فحصلت مناوشات مع القوى الموكلة بالعملية الأمنية، مما أدى إلى وقوع عدة إصابات.

إمارة وممنوعات
وافتتح سجن رومية عام 1970 بطاقة استيعابية تبلغ نحو 1500 سجين، إلا أن هذا العدد تتضاعف وبلغ أكثر من 5500 سجين عام 2008.

النائب في البرلمان اللبناني معين المرعبي يقول إن العملية مخطط لها منذ فترة، والسبب حالة التفلت داخل السجن وتمكنهم من الحصول على الهواتف المحمولة والاتصال عبر شبكات الإنترنت، وهناك اتهامات بتواصل البعض منهم مع "منظمات إرهابية"، الأمر الذي استدعى التدخل.

ودعا المرعبي في حديث للجزيرة نت إلى تسريع محاكمة الموقوفين الاسلاميين, وتابع أن "المشنوق حسم اﻷمر، ونتمنى أن يعمم ذلك على كافة أرجاء السجن وكافة المباني.. لا شك أن هذا الأمر يزيد من الحرج لدى حزب إيران وملحقاته لجهة استكمال الخطة اﻷمنية في البلد وبسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني".

بدوره رأى المحامي محمد صبلوح -وكيل عدد من السجناء- أن "ما  بني عليه لاقتحام المبنى (ب) في سجن رومية لا يحتمل مسؤولية الموقوفين الإسلاميين لأنهم سجناء يأتمرون بسلطة قوى الأمن الداخلي التي تتولى إدارة السجن, فالسؤال المطروح: من أدخل هذه المعدات؟ وكيف تم تهريبها؟".

وختم صبلوح حديثه بأن "من اتهم الموقوفين الإسلاميين بإنشاء إمارة داخل السجن، هو نفسه سمح بدخول الممنوعات إليه".

المصدر : الجزيرة