مخاوف في جنوب شرق آسيا من هجمات
تثير دعوات تنظيم الدولة الإسلامية إلى الرد على الحملة التي تستهدفه من قبل التحالف الدولي في سوريا والعراق، خشية متنامية في دول بجنوب شرق آسيا على غرار إندونيسيا وماليزيا والفليبين، من حدوث هجمات، خاصة بعد انضمام عدد من مواطنيها للتنظيم.
ويسود قلق متزايد في إندونيسيا -وهي أكبر بلد إسلامي في العالم يزيد عدد سكانها على مائتي مليون- وماليزيا ذات الغالبية المسلمة، بسبب سفر مئات الشبان من البلدين إلى سوريا والعراق بهدف القتال مع جماعات توصف بالمتطرفة على شاكلة تنظيم الدولة.
ويتزايد القلق في هذين البلدين من أن يدخل أولئك أفكارا "متشددة" بعد عودتهم من سوريا والعراق، أو من تحريضهم عناصر في الداخل على شنِّ هجمات. يشار إلى أن هذه البلدان الثلاثة الواقعة في جنوب شرق آسيا شهدت من قبل تفجيرات وهجمات مسلحة نسبت إلى متطرفين.
ودعا تنظيم الدولة الأسبوع الماضي المسلمين في كل أنحاء العالم إلى قتل رعايا من دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وغير بعيد عن إندونيسيا، أفشلت الشرطة الأسترالية قبل أسبوع مخططا لقتل رهائن، واعتقلت 15 شخصا للاشتباه في صلتهم بالمخطط.
من جهتها، هددت جماعة "أبو سياف" في الفلبين بقتل رهينة ألماني تحتجزه منذ أشهر. ووضعت عددا من الشروط للإفراج عنه من بينها فدية مالية ووقف ألمانيا دعمها للغارات الجوية على تنظيم الدولة في سوريا والعراق، بيد أن مانيلا رفضت شروط المجموعة.
عودة المقاتلين
وقال بانتارتو باندورو من جامعة الدفاع في إندونيسيا إن هناك بؤرا للتجنيد في بعض أرجاء المنطقة، وحذر من أن بعض المقاتلين العائدين من جبهات القتال قد يعززون المجموعات الموجودة، وهو ما سيخلق مشكلة كبيرة، بحسب تعبيره.
وأضاف باندورو أن مقاتلي تنظيم الدولة كسبوا تأييد المتطرفين في جنوب شرقي آسيا، وهو ما يفرض على حكومات دول المنطقة دراسة المشكلة الجديدة التي تهدد الأمن الإقليمي قبل أن تتركز شبكات تنظيم الدولة فيها.
وكانت قد ظهرت في جنوب شرقي آسيا مجموعات توصف بالمتطرفة أسسها عائدون من أفغانستان، على غرار الجماعة الإسلامية في إندونيسيا التي تبنت تفجيرات بمنتجع "بالي" في عام 2002، وأوقعت أكثر من مائتي قتيل معظمهم من السياح الأجانب.
بيد أن جهود مكافحة الإرهاب الصارمة في دول جنوب شرق آسيا أضعفت الجماعة الإسلامية وغيرها من التنظيمات إلى حد كبير، مع أنها لا تزال تشكل تهديدا.
وتتخذ مختلف الدول في المنطقة إجراءات متفاوتة بعضها يقوم على حظر تنظيم الدولة الإسلامية، ومنع سفر الشبان الذين يعتزمون القتال في بؤر التوتر بالشرق الأوسط، ومنع عودة المقاتلين.
ويقول جوزف شنيونغ ليو، الخبير المتخصص في الحركات الإسلامية التي توصف بالمتشددة في جنوب شرق آسيا، إن تنظيم الدولة وأنصاره في المنطقة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي لبث رسائله، وتجنيد مقاتلين من المدارس الإسلامية في ماليزيا وغيرها.
من جهته، حذر مركز تحليل النزاعات في جاكرتا الأسبوع الماضي من هجمات يمكن أن تستهدف مجددا أجانب في إندونيسيا. وقال المعهد إن مقاتلين إندونيسيين وماليزيين في سوريا قاموا بتشكيل مجموعة خاصة بهم على ما يبدو، وهو ما قد يفضي لعواقب سيئة.
وشدد المعهد في تقرير نشر الأسبوع الماضي على أن "عناصر (من هذه المجموعة) يمكن أن يصبحوا رأس حربة مجموعة قتالية قادرة على تهديد إندونيسيا وماليزيا والفليبين".