ضربات التحالف الدولي .. مشكلة لخصوم الأسد المعتدلين
وضعت الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خصوم الرئيس السوري بشار الأسد في المعارضة "المعتدلة" في مأزق.
ويقول المعارضون الذين يدعمهم الغرب إنهم يواجهون نتائج عكسية من جانب السوريين الذين أغضبتهم الهجمات لتسببها بمقتل مدنيين رغم أنه لم يتم إطلاعهم على الضربات الجوية الموجهة للتنظيم.
وهذا قد يعقد خطة واشنطن لتكوين قوة برية من جماعات المعارضة المتباينة للتصدي للتنظيم.
ويقول مقاتلو المعارضة إن وقوع خسائر بشرية بين المدنيين في الحملة الجوية التي بدأت قبل أسبوع والارتياب في الدوافع الأميركية يعرضان للخطر التأييد الشعبي الذي اكتسبوه أثناء قتالهم قوات النظام.
وتعليقا على ذلك يقول قائد الفرقة 13 -إحدى مجموعات الجيش الحر– أحمد السعود إن ثمة غضبا شعبيا موجها لنا بسبب الضربات رغم عدم علمنا بها.
وأضاف "نحن نؤيد الضربات الجوية، لكن لا بد أن تستهدف بالإضافة لتنظيم الدولة النظام".
وتتباهى الفرقة 13 بأنها تضم 1700 مقاتل، وتقول إنها تحتاج كل شيء من الأحذية إلى السلاح رغم أنها حصلت على مساعدات خارجية.
من جهتها تقول الولايات المتحدة إنها تحقق في سقوط قتلى بين المدنيين من جراء الضربات الجوية وإنها تبذل جهدا كبيرا لتفادي وقوع خسائر بين المدنيين.
موقف واشنطن
وفي حين قالت واشنطن إنها لن تتعاون مع الأسد الذي تقول إنه فقد شرعيته رئيسا لسوريا تفادت ضرباتها الجوية ضرب أي أهداف حكومية.
وشد ذلك من عزم دمشق بعد عام من تراجع الولايات المتحدة عن شن عمل عسكري ضد الأسد. وفي الأسبوع الذي انقضى منذ بدأت الضربات الجوية واصلت قوات الأسد هجماتها على مختلف فصائل الجماعات المعارضة التي حاربتها في الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.
ولا يقل حرص المعارضة السورية عن حرص أي طرف آخر على وضع نهاية لتنظيم الدولة الذي استولى على ثلث مساحة البلاد أغلبها بالاستيلاء على أراض كانت جماعات معارضة استولت عليها من النظام.
ولأن قوات المعارضة تقاتل الطرفين (قوات النظام وتنظيم الدولة) فليس من مصلحتها تصعيد القتال مع التنظيم (الذي يقاتل النظام أيضا) في الوقت الراهن إلا إذا كانت واثقة أن سلاح الجو السوري لن يهاجمها.
وقال عضو المكتب السياسي لجيش المجاهدين أبو عبده "ليس من صالحنا قتال تنظيم الدولة في هذا الوقت لمجرد أن بعض صواريخ توماهوك تسقط عليهم، دون أن يفقد النظام تفوقه الجوي".
وأضاف أبو عبده أن جيش المجاهدين -المنضوي في الجيش السوري الحر ويضم نحو 7000 مقاتل وتشكل بداية العام من دمج ثماني مجموعات- موضع فحص من أميركا الآن لمعرفة إن كان مؤهلا للحصول على مساعدات من الجهات المانحة.
ولفت إلى أن واشنطن لن تتمكن من حشد أصدقاء على الأرض دون أن تأتي بخطة كاملة تستهدف فيها تنظيم الدولة والنظام.
وتعتزم الولايات المتحدة تدريب آلاف من قوات المعارضة "المعتدلة" في إطار إستراتيجيتها لمحاربة تنظيم الدولة. لكن البرنامج قد يستغرق سنوات.
وردا على اتهام واشنطن بعدم التنسيق مع المعارضة السورية بشأن بدء الحملة الجوية، علق مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية بأنه لا يوجد جماعة معارضة سورية جاهزة بما يكفي الآن يمكن التحدث معها بشأن تنسيق الضربات الجوية.
والضربات الجوية جزء مما وصفه الرئيس الأميركي باراك أوباما إستراتيجية لإضعاف تنظيم الدولة والقضاء عليه بعد أن استولى على مساحات شاسعة من سوريا والعراق. وتشمل الإستراتيجية الأميركية تدريب 5000 مقاتل سوري من المعارضة في السنة الأولى من برنامج عرضت السعودية استضافته وربما يستمر سنوات.
والجمعة الماضي قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن من الضروري تشكيل قوة من المعارضة السورية بين 12 ألفا و15 ألفا لمهاجمة تنظيم الدولة على الأرض في سوريا.