تباين بغوطة دمشق إزاء ضربات التحالف والمساعدات الأميركية

تباين للآراء في الغوطة الشرقية من ضربات التحالف على تنظيم الدولة
تباين حاد في آراء الناشطين بغوطة دمشق الشرقية تجاه غارات التحالف الدولي (الجزيرة)

سامح اليوسف-الغوطة الشرقية

ما إن شرع التحالف الدولي بضرب أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية وفصائل عسكرية أخرى، وإقرار الكونغرس الأميركي تسليح وتدريب ما وصف بـ"المعارضة السورية المعتدلة"، حتى تباينت الآراء وكثرت الأسئلة من قادة فصائل المعارضة ونشطاء في الغوطة الشرقية.

وبدأت التساؤلات من الفصائل المعارضة بالغوطة -كونها أبرز معاقل المعارضة المسلحة القريبة من العاصمة دمشق– عن نصيبها من مبلغ الخمسمائة مليون دولار التي وعدت به واشنطن لتدريب وتسليح المعارضة.

ويرى معاون القائد العام للاتحاد الإسلامي أبو مجاهد الشامي أن "جماعة البغدادي، أصغر وأضعف مما يتم تصويرها بالإعلام، وأن رأس الأفعى وصاحب الإرهاب الأكبر في سوريا هو نظام الأسد وداعموه".

أبو مجاهد الشامي: جماعة البغدادي، أصغر وأضعف مما يتم تصويرها بالإعلام، ورأس الأفعى وصاحب الإرهاب الأكبر في سوريا هو نظام الأسد وداعموه

رأس النظام
ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أن أي هجوم أو استهداف للأراضي السورية لن يكون في خدمة الثورة ما لم يكن رأس هذا النظام هو المستهدف، وأضاف أنهم لا يريدون أي مشاركة جوية، وإنما تزويد المعارضة بسلاح عبر هياكلها المعروفة ستوقف تمدد تنظيم الدولة على الأراضي السورية.

ويُذكّر الشامي بأن الثوار بكل أطيافهم، هم أول من بادر إلى قتال تنظيم الدولة، ورغم ضعف الإمكانيات حققوا تقدما ميدانيا كبيرا.

وعن موقفه من الدعم للمعارضة المعتدلة، يعتبر الشامي تقسيم المعارضة إلى معتدلة وغير معتدلة محاولة لشق صفها وإضعافها، حسب وصفه.

ويتابع أنه "لا بد من توجيه الدعم لهيئة معتبرة تكون هي الضامن والممثل للقوى الفاعلة على الأرض والتي يتم إنشاؤها الآن عن طريق مجلس قيادة الثورة".

وفي سؤال عن احتمالات ضرب غارات التحالف مراكزهم، يرى الشامي أن جميع الاحتمالات مفتوحة، والضربات منذ بدايتها لا تبشر بالخير، وخاصة أنه ذهب ضحيتها عشرات المدنيين فضلا عن أعضاء محسوبين على تشكيلات أخرى غير تنظيم الدولة.

أما الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن، أبو حمزة الدمشقي، فيؤكد موقف الفيلق المحايد من ضربات التحالف الدولي، فهم غير مؤيدين أو معارضين لضرب تنظيم الدولة في سوريا، على حد قوله.

ويقول للجزيرة نت إنه "إذا كان التحالف الدولي يريد محاربة الإرهاب، فلماذا لم يقصف قوات حزب الله اللبناني، وهو المصنف على قوائم الإرهاب عند الكثير من هذه الدول؟".

عمر حمزة: الدعم والتسليح "خطوة خبيثة" من أميركا لزيادة الشرخ في الداخل إثر تصنيف المعارضة إلى معتدلة وغير معتدلة

قضاء على الثورة
وحول ما إذا كان الدعم الأميركي يصل للفيلق، يؤكد الدمشقي عدم استلامهم أي مبلغ، ويضيف أنه "لا نعلم بالتحديد إمكانية دعمنا من قبل الولايات المتحدة".

وتنوعت آراء نشطاء الغوطة بين مؤيد ومعارض، فالناطق باسم الهيئة السورية للإعلام، ياسر الدوماني، يؤكد أنه مع الضربات ولكن إذا استهدفت النظام السوري.

ويضيف للجزيرة نت أن الضربات لا يجب أن تكون لجبهة النصرة التي نصرت الشعب السوري وقامت بحمايته من هجمات قوات النظام التي تستهدف الأطفال والنساء، وخلص إلى أن أي تحالف لا يهدف للقضاء على الأسد هو "عدوان للقضاء على الثورة بحجة القضاء على الإرهاب".

وعلى عكس الدوماني يرفض الناطق باسم مجلس قيادة الثورة، عمر حمزة، العدوان على بلاده بغض النظر عن الأهداف، ويرى أن العتب لا يجب أن يلقى على أميركا والمجتمع الغربي، فهم يتصرفون وفق مصالحهم لا وفق مصلحة الشعب السوري، بل يجب أن يكون على الأشقاء العرب.

وبالنسبة للتسليح، يرى حمزة أن هذا الدعم والتسليح "خطوة خبيثة" من أميركا لزيادة الشرخ في الداخل إثر تصنيف المعارضة إلى معتدلة وغير معتدلة، منبها إلى أنهم لم يقوموا بهذا الأمر إلا بعد لمسهم أن هناك اتفاقا وشيكا على مستوى التراب السوري كاملا للخروج بمظلة عسكرية وسياسية واحدة، حسب تعبيره.

المصدر : الجزيرة