العام الدراسي مناسبة ثقيلة على السوريين

يبلغ سعر الحقيبة المدرسية في أسواق دمشق 2000 ليرة سورية وسطياً
توفير تكاليف المستلزمات الدراسية يؤرق معظم العائلات في دمشق (الجزيرة نت)

سلافة جبور-دمشق

يطل العام الدراسي الجديد حاملاً هموماً ثقيلةً تضاف إلى معاناة السوريين التي تزداد يوماً بعد يوم، فالبلد الذي أثقلت كاهله الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام، بات يرزح تحت وطأة أوضاع اقتصادية متردية انعكست على أغلب السكان.

وبحسب أحدث الإحصائيات الرسمية، فقد بلغت نسبة البطالة في سوريا 54% في الربع الأخير من عام 2013، مقارنة مع 10.3% عام 2011، بينما يعيش حوالي 20% من السكان تحت خط الفقر المدقع.

ونتيجة لذلك، يجد المواطنون السوريون اليوم أنفسهم بين مطرقة تأمين احتياجات أولادهم مع بداية العام الدراسي، وسندان غلاء الأسعار، وذلك بعد خسارة الآلاف أعمالهم وممتلكاتهم ومنازلهم ونزوحهم عن مدنهم وقراهم.

وبحسب ناشطين وعائلات بالعاصمة دمشق، تشهد الأسواق ارتفاعاً كبيراً في أسعار الملابس المدرسية والقرطاسية يصل إلى نحو 200% مقارنة بالعام الماضي.

تشهد أسواق دمشق ارتفاعاً كبيراً في أسعار الملابس المدرسية والقرطاسية يصل إلى حوالي 200% مقارنة بالعام الماضي

غياب الرقابة
ويقول عمر الشامي -ناشط يعيش في دمشق- إن التجار والبائعين يستغلون غياب أي رقابة من قبل الحكومة، فيتحكمون في الأسعار كما يشاؤون، متحججين بارتفاع سعر صرف الدولار وصعوبة تأمين المواد المطلوبة، دون مراعاة لأوضاع الأسر الاقتصادية المتردية.

ويضيف للجزيرة نت أن سعر الزي المدرسي يتراوح بين 2 و6 آلاف ليرة سورية (الدولار= 172 ليرة)، كما ارتفعت أسعار الحقائب والقرطاسية بشكل جنوني.

وبحسب الشامي، تبلغ كلفة تجهيز التلميذ الواحد حوالي 75 دولاراً، مما يعني أن العائلة متوسطة الحجم عليها أن تدفع حوالي ثلاثمائة دولار على أقل تقدير لتجهيز أبنائها للعام الدراسي الجديد.

ويفوق هذا الواقع قدرات أغلب الأسر المقيمة في دمشق، وخصوصا تلك النازحة إليها من الأرياف المشتعلة.

ويوجد في دمشق حاليا خمسون ألف طالب من المحافظات الأخرى، وذلك بحسب الإحصائيات الحكومية.

وينوه الشامي إلى وجود بعض البدائل التي يمكن للأسر الاعتماد عليها، كسوق الخجا الشعبي وسط العاصمة، وبعض الصالات التابعة للمؤسسات الحكومية، التي تبيع بأسعار تقل بنحو 20% عن أسعار السوق.

كما يتجه البعض للشراء من باعة الأرصفة في الأسواق التقليدية كالحريقة والحميدية ومدحت باشا، إلا أن تلك البدائل لا تكفي لتغطية كافة مستلزمات الدراسة.

الشامي:
تبلغ كلفة تجهيز التلميذ الواحد حوالي 75 دولاراً، مما يعني أن عائلة متوسطة الحجم عليها أن تدفع ثلاثمائة دولار لتجهيز أبنائها

استدانة وعجز
أبو شادي -نجار نزح من حي جوبر الدمشقي- يعيش اليوم في منزل صغير استأجره في أحد أحياء دمشق الشعبية، ويقول إنه استدان من أحد معارفه مبلغاً يعينه على تغطية تكاليف العام الدراسي الجديد لأولاده الأربعة.

ويؤكد أبو شادي للجزيرة نت اهتمامه البالغ بتأمين كافة متطلبات أولاده كي يبدؤوا السنة الدراسية بأحسن حال.

أما أم محمود -أرملة تعيش مع ولديها- فتقول إنها لن تتمكن هذا العام من شراء ملابس وحقائب جديدة لطفليها، وستكتفي بشراء القرطاسية الضرورية، وذلك نظراً لضيق ذات اليد مع ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير هذا العام.

من جهتها، دعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى التشدد والرقابة على بيع الملابس المدرسية والقرطاسية وتحديد الأسعار بشكل ثابت، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وعن الوضع التعليمي في دمشق، قال معاون وزير التربية السوري للصحف الرسمية إن الوزارة تعمل جاهدة لضمان عدم التأخر في التحاق الطلاب بالدوام المدرسي.

ونوه إلى أن المدارس المكتظة بالطلاب -خاصة القادمين من الأرياف المشتعلة- عليها أن تنشئ صفوفا جديدة وتقسم الدوام اليومي إلى جزأين لاستيعاب كافة الطلاب، وذلك في ظل خروج حوالي 88 مدرسة في دمشق عن الخدمة.

كما أكد المعاون أن وزارة التربية طالبت بعدم التشدد في ما يخص الزي واللوازم المدرسية، وذلك مراعاة لأوضاع المواطنين الاقتصادية الصعبة.

المصدر : الجزيرة