تباين في تقييم مؤتمر باريس بشأن العراق

هولاند ومعصوم
المؤتمر دعا لحشد الدعم الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-باريس

تباينت آراء الدبلوماسيين والمحللين إزاء تقييم نتائج المؤتمر الدولي بشأن السلام والأمن في العراق والذي احتضنته العاصمة الفرنسية باريس الاثنين، وشاركت فيه وفود من ثلاثين بلدا.

فبينما رأى مسؤولون فرنسيون أن الحدث حقق غاياته وعلى رأسها الدعم الدولي للحكومة العراقية، انتقد دبلوماسي روسي رفيع المستوى ما سماها نواقص في تنظيم المؤتمر الذي اتفق مراقبون على أنه أخفق في التوصل إلى توزيع للأدوار بين أعضاء "التحالف الدولي" المناوئ لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي للجزيرة نت إن المؤتمر نجح في "حشد دعم دولي كبير للحكومة الجامعة لكل مكونات الشعب العراقي"، مشيرا إلى أن هذا هو الهدف الأول الذي كانت ترمي إليه المبادرة الفرنسية من الدعوة للمؤتمر.

‪بوغدانوف: روسيا لن تشارك‬  (الجزيرة نت)
‪بوغدانوف: روسيا لن تشارك‬ (الجزيرة نت)

التدخل الدولي
وأضاف المسؤول الفرنسي -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم أعطى أثناء خطابه في افتتاح المؤتمر "المسوغ القانوني للتدخل الدولي ضد مواقع تنظيم الدولة بطلبه رسميا مواصلة الضربات الجوية ضده ومؤازرة بلاده لدحره".

ولفت الدبلوماسي الفرنسي إلى أن البيان الختامي للمؤتمر تضمن تعهدا من قبل المشاركين بمساعدة العراق في تلك الحرب "بكل الوسائل، بما فيها العسكرية".

كما أشار إلى أن التدخل الخارجي سيحترم القانون الدولي ويراعي أمن وسلامة السكان المدنيين، موضحا أن المشاركين اتفقوا أيضا على العمل من أجل تجفيف منابع تمويل تنظيم الدولة، ووقف تدفق من سماهم الجهاديين نحو العراق وسوريا.

واعترف المسؤول الفرنسي بوجود تناقض في المصالح بين بعض المشاركين، مشددا على أنه من غير الممكن كشف الترتيبات العسكرية أو الاستخبارية التي تم وضعها أثناء هذا اللقاء أو على هامشه.

أما ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي فقد اعتبر أن مؤتمر باريس لم يكن إلا بداية لنقاشات ومشاورات دولية بشأن الوضع في العراق، منتقدا ما سماها نواقص في ترتيبات انعقاد الاجتماع.

وفي تصريح للجزيرة نت، أوضح بوغدانوف -الذي يشغل أيضا منصب الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط- أن غياب إيران كان إحدى تلك النواقص.

‪خطار أبو دياب رأى أن غياب إيران‬ (الجزيرة نت)
‪خطار أبو دياب رأى أن غياب إيران‬ (الجزيرة نت)

رفض روسي
واستبعد الدبلوماسي الروسي مشاركة بلاده في التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، مؤكدا أن موسكو مستعدة للإسهام في أي عمل جماعي تحت إشراف الأمم المتحدة وفي إطار أحكام القانون الدولي.

بيد أن بوغدانوف شدد على أن روسيا ستواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي للحكومة العراقية الحالية، مشيدا بما سماها روح التوافق التي مكنت من تشكيلها.

واعتبر أن محاربة تنظيم الدولة في العراق غير كافية، مشيرا إلى أن الحرب عليه يجب أن تمتد إلى مواقعه في سوريا "بتنسيق من الحكومة الشرعية في دمشق".

من جانبه، أكد الخبير في الشؤون الدولية خطار أبو دياب أن غياب إيران ألقى بظلاله على المؤتمر، مشيرا إلى أن الفرنسيين كانوا ينوون دعوة ممثلين لطهران إلا أنهم عدلوا عن الفكرة تحت ضغط أميركي سعودي.

وأشار المحلل السياسي إلى أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادى قاطع المؤتمر احتجاجا على "عدم توجيه الدعوة لشركائه الإيرانيين"، مضيفا أن الروس لم يكونوا أيضا متحمسين.

وأكد أبو دياب أن هذه العناصر -بالإضافة إلى التناقضات بين القوى الإقليمية المشاركة- منعت المؤتمر من الخروج بنتائج ملموسة.

وقد أيد هذا الرأي الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو الذي شدد على أن المؤتمر -خلافا للتوقعات- لم يخرج بأي خطط عملية أو توزيع للأدوار بين الحلفاء.

إلا أن مالبرونو المختص في شؤون الشرق الأوسط رأى في المؤتمر دعما سياسيا لحكومة العراق ومبادرة تساعد على استعادة النفوذ الفرنسي هناك.

المصدر : الجزيرة