"قليل من الأيديولوجيا" شعار حزب جديد بالمغرب
الحسن أبو يحيى-الرباط
وأوضح محمد ظريف -المرشح الوحيد لرئاسة الحزب في كلمة في مؤتمر عقد بمناسبة انتخابه- أن تأسيس هذا الحزب يأتي في سياق تجربة الربيع العربي التي تعيشها شعوب المنطقة، والتي "أوصلت فئات إلى السلطة أنتجت التسلط عندما اكتفت بشرعية الصناديق، ولم تعمل على تحصين المشروعية الديمقراطية بمشروعية الإنجاز".
وفي معرض تفسيره لعدم دخول المغرب في الدوامة التي دخلت مصر فيها، رأى أن المعطيات التي أدت بمصر إلى ما هي فيه ليست موجودة في المغرب، محذرا من استخدام نتائج الانتخابات لإقصاء الآخرين.
وفي تصريح للجزيرة نت قال ظريف إننا من خلال شعار "قليل من الأيديولوجيا وكثير من النجاعة والفعالية" نؤسس لتجربة ديمقراطية في العالم العربي وفي المغرب مؤمنين بثقافة الاختلاف ونعتبر أنفسنا "ثمرة متأخرة للربيع العربي الديمقراطي، ونتاجا لتداعياته الإيجابية والسلبية".
حروب هامشية
وأضاف "لا نؤمن بالتركيز على المرجعية الأيديولوجية لأنها تدخلنا في حروب هامشية لا تفيد المواطنين، ولأن الحزب السياسي أداة لتدبير الشأن العام وبلورة الحلول".
وقد حضر مؤتمر الحزب سفير تونس بالمغرب شفيق حجي، وقال إن الأحزاب السياسية في الوطن العربي مدعوة إلى تبني شعار "قليل من الأيديولوجيا وكثير من النجاعة والفعالية".
واعتبر حجي أن كثرة التنظير والحسابات السياسية تجعلنا نغفل عن ما يهم الشعوب، وقال "إن كثرة الأيديولوجيات أخرت انطلاق تونس، لكن تونس ماضية في الطريق الصحيح رغم الصعوبات، والتوافق الوطني سيخرج بها إلى بر الأمان".
واعتبر القيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي عبد العالي حامي الدين أن المغرب في حاجة إلى كل المبادرات الرامية إلى تعزيز المشاركة السياسية الفاعلة في الحياة السياسية والحزبية.
وقال في تصريح للجزيرة نت إننا لا يمكن إلا أن نكون مع التعددية السياسية، وإن حزب الديمقراطيين الجدد هيئة سياسية تتأسس على المبادئ الدستورية القائمة، وعلق بالقول "ما حضورنا برفقة قياديين آخرين إلا مباركة لهذا العمل، فهو خطوة تكرس العمل المؤسساتي والديمقراطي".
خط أحمر
وخلال الندوة الصحفية التي عقدها ظريف، أكد أن حزبه ليس لديه أي خطر أحمر أو تحفظ يمنع التحالف والتنسيق مع أي حزب مغربي، وكشف عن أنه سيقوم بمعارضة بناءة للحكومة الحالية بما يحقق التكامل معها.
وقال "إن المعارضة الحالية ضعيفة وتعارض من أجل المعارضة، والأغلبية الحالية تتحمل مسؤولة إضعافها".
ونفى المتحدث أن يكون حزبه بمثابة غطاء سياسي لجماعة العدل والإحسان -التي ترفض المشاركة في النظام السياسي، ولم يرخص لها بالعمل السياسي حتى الآن- أو أن يكون حزبه نسخة معدلة لتجربة حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتهمه كثيرون بأنه حزب تدعمه جهات في السلطة، لكنه في الوقت ذاته أعلن أن حزبه مفتوح أمام جميع المغاربة بمختلف توجهاتهم.
ولكن ظريف لفت الانتباه في الوقت ذاته إلى أنه لن يسمح بالتحاق الشيعة بحزبه كتيار منظم، وقال "زارنا وفد من الخط الرسالي الشيعي بالمغرب، لكننا تحفظنا على انضمامهم لنا كتيار، واشترطنا عليهم الالتحاق بنا كأفراد".
وبشأن الموقف من الانتخابات البلدية القادمة أكد المتحدث أن حزبه سيشارك فيها، داعيا إلى أن تتحمل الأحزاب المغربية مسؤوليتها في منح التزكيات للراغبين في الترشح وقطع الطريق على أصحاب المال والنفوذ الذين يشترون الذمم.