حركة "أحرار" المصرية تحيي ذكرى قتلاها

جوانب من المسيرة والاشتباكات
من مسيرة حركة "أحرار" التي تبعتها اشتباكات مع قوات الأمن (الجزيرة نت)

رمضان عبد الله-القاهرة

عاد هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" من جديد في ميدان البحوث بمدينة الجيزة أثناء إحياء حركة "أحرار" ذكرى ما يسمى "مذبحة ميدان لبنان" التي وقعت في أغسطس/آب 2013، وقتل فيها ستة من أعضاء الحركة.

وبينما قررت الحركة الاحتشاد في ميادين طلعت حرب، وسفنكس، ولبنان، انطلقت المسيرة فقط من ميدان البحوث من حي الدقي بالجيزة، بعد أن حولت الأجهزة الأمنية بقية الميادين إلى ثكنات عسكرية.

وردد المتظاهرون هتافات سمع منها "يسقط يسقط حكم العسكر، مصر دولة مش معسكر"، و"مش ناسيين كشف العذرية، ولا ناسيين رابعة العدوية"، إضافة إلى ترديد بعض الأغاني الخاصة بالحركة.

ورفع المتظاهرون صور شهداء الثورة من جميع الأطياف السياسية، وكان من بينها صور خالد سعيد، وأسماء البلتاجي.

وتصدت قوات الأمن للمسيرة بالرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغاز المدمع، ورد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة والألعاب النارية.

واستمرت المواجهات قرابة ساعتين، وأسفرت عن إصابة العديد من المتظاهرين، واعتقال البعض.

‪حركة أحرار أكدت تمسكها بمبادئها الثورية‬ (الجزيرة نت)
‪حركة أحرار أكدت تمسكها بمبادئها الثورية‬ (الجزيرة نت)

مستمرون وثابتون
وقالت الحركة -في بيان لها- "أشعلوها مرة أخرى أيها الشباب، وأوقدوا نارها لتصل إلى الطغاة والمستبدين فقد آن أوان جديد للثائرين".

وأضافت "الثلاثون من أغسطس لن ننساه، ولن ننزل لإحياء ذكرى الشهداء ولا من أجل البكاء عليهم، لكننا ننزل إعلانًا منا بأننا متمسكون ومستمرون في نضالنا، وثابتون على ما استشهدوا عليه".

وحركة "أحرار" هي حركة شبابية تضم شبانا رافضين الاعتراف بالمسار السياسي الذي حدده المجلس العسكري بعد ثورة 25 يناير/كانون ثاني 2011، وتعلن تمسكها بالثوابت الدينية والمجتمعية.

وحدد مؤسسو الحركة عشرة مبادئ لها، وأهمها: نصرة المظلوم دون النظر لدينه أو انتمائه السياسي، وإنكار الذات، وقبول الحق ولو من الأعداء، ورفض الباطل ولو كان من الحلفاء، ورفض حوار الغرف المغلقة مع الجهات الرسمية والأمنية، كما ترفض أن تتحول إلى حزب سياسي.

وتتهم الحركة بأنها امتداد لحركة "حازمون" التي عرفت بتأييدها الشيخ حازم أبو إسماعيل المعتقل حاليا في مصر.

ويرد عضو الحركة المهندس أحمد سمير على هذه التهم بالتأكيد على أن بعض أبناء الحركة كانوا أعضاء في حملة حازم أبو إسماعيل لتوافقهم معه في رسم المسار الثوري، لكنهم أسسوا حركة "أحرار" بعد أن اختلفوا معه بشأن المسار الديمقراطي.

وعن سبب وصف الجهات الأمنية الحركة بأنها امتداد لـ"حازمون"، قال سمير "النظام لا يستطيع مقاومة ثورة شعبية، فيلجأ إلى اتهام الحراك بأنه نخبوي ليسهل عليه قمعه والسيطرة عليه".

وفي ما يتعلق باتهام الحركة بأنها صنيعة أجهزة المخابرات، قال سمير "لأننا رفضنا النزول إلى ميدان رابعة العدوية عندما رأينا أن مطالب المعتصمين هناك تكريسًا للمسار الذي صنعه العسكر".

‪الاعتصام شهد اشتباكات مع قوات الأمن التي اعتقلت عددا من المشاركين‬ (الجزيرة نت)
‪الاعتصام شهد اشتباكات مع قوات الأمن التي اعتقلت عددا من المشاركين‬ (الجزيرة نت)

ممارسات قمعية
وأضاف "نحن متضامنون مع ضحايا مجزرتي رابعة والنهضة وما تبعهما من ممارسات قمعية لكل من أسهم في ثورة 25 يناير".

أما عضو الحركة محمد حسين، فاعتبر أنه "لا قدسية لكيان على حساب منهج، فنحن حركة وجدت للعمل على تغيير الواقع بما نحمله من مبادئ وقيم الإسلام".

وفي ما يخص نشاط الحركة، قال حسين "يتركز نشاطنا في نشر الوعي السياسي بين طليعة الشباب لكشف خطورة الهيمنة الغربية على واقعنا السياسي والاجتماعي والثقافي".

وأضاف "نحن مستمرون في فعاليات الحراك الثوري، وندعو للاحتشاد في كافة الميادين".

التأثير والمصير
ويعلق الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية يسري العزباوي بالقول إن حركة أحرار "حركة مثل باقي الحركات التي ظهرت بعد 25 يناير، ولا نعرف الهدف من إنشائها ولا مصدر تمويلها".

وعن علاقة أحرار بجماعة الإخوان المسلمين، قال العزباوي للجزيرة نت "كل الحركات في بدايتها أعلنت أنها ليست لها علاقة بالإخوان، وأنها ترفض التحالفات، والأيام القادمة سوف تكشف هذه العلاقة، وعن نهج الحركة السياسي".

وفي ما يخص ثأتير أحرار على الحراك الثوري والمسار السياسي، اعتبر العزباوي أن الحركة إذا أرادت أن تؤثر على المسيرة الثورية والسياسية، فلا بد أن يكون لها وزن وقبول شعبي في الشارع، حسب قوله.

المصدر : الجزيرة