السيول تخلف أوضاعا مأساوية في الخرطوم

السيول والأمطار التي اجتاحت مناطق بولاية الخرطوم السودانية
السيول والأمطار التي اجتاحت مناطق بولاية الخرطوم السودانية (الجزيرة)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

تعيش أحياء ومناطق مختلفة حول العاصمة السودانية الخرطوم ظروفا مأساوية إثر سيول وأمطار اجتاحت المناطق ذاتها صباح الثلاثاء، مما أدى لمقتل أكثر من 15 شخصا وتدمير أكثر من ستمائة منزل في حي الصالحة جنوب غرب العاصمة، ونحو 150 منزلا آخر في ضاحية أم بدة غرب العاصمة.

وبينما تعيش مئات الأسر بين حطام المنازل التي تحيط بها المياه من كل جانب والخوف من تهدم المزيد من المنازل والأبنية الأخرى فشلت استعدادات الحكومة في الحد من خطورة الأزمة المتكررة عاما بعد آخر.

ولم يجد والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر غير إعلان حالة التأهب القصوى بين كافة أجهزة حكومة ولايته وكافة غرف الطوارئ للتصدي للحالة المتكررة.

ظروف مأساوية تعيشها مناطق مختلفة بالخرطوم جراء السيول والأمطار (الجزيرة)
ظروف مأساوية تعيشها مناطق مختلفة بالخرطوم جراء السيول والأمطار (الجزيرة)

سوء تخطيط
وكشفت جولة للجزيرة نت في مناطق القيعة والودي بريف أم درمان الجنوبي عن هدم السيول الجارفة والأمطار منازل بأكملها، بينما بقيت أخرى محاصرة بانتظار دورها.

ويعيش سكان المناطق ذاتها معاناة حقيقية في كيفية الحصول على الضروري من حاجاتهم اليومية في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب وتضرر مجمل المرافق الصحية.

المواطن مصطفى إبراهيم شكا من عدم وصول أي نوع من المساعدات لمواطني المنطقة التي تحيط بها المياه من كل جانب "رغم أنهم فقدوا كل ممتلكاتهم ومقتنياتهم منذ صباح الأربعاء".

وكشف للجزيرة نت أنه وخلال خمس ساعات هدمت السيول في طريقها الكثير من المنازل بالكامل "ومنها منزله الذي تبقت منه غرفة واحدة آيلة للسقوط في أي لحظة"، محملا الحكومة ما سماها الكارثة "بسبب التخطيط العشوائي الذي لم يراعِ طبيعة الأرض أو مجرى السيول الطبيعية".

ويضيف أن مستوى المياه ارتفع بشكل كبير غطى معه أحد الجسور الجديدة، مشيرا إلى أن التصميم الخاطئ للجسور أدى لتغيير اتجاه المياه إلى منازل المواطنين بدلا من توجهها إلى البحر.

بينما أكد رئيس اللجنة الشعبية بالمنطقة عبد الحفيظ العوض أحمد انهيار نحو أربعمائة منزل بالكامل وتضرر نحو مائتين تضررا جزئيا، متوقعا استمرار انهيار المنازل خلال الساعات القادمة في ظل استمرار محاصرتها بالمياه.

وانتقد في حديثه للجزيرة نت عدم وصول أي مساعدات للمتضررين "حتى الآن" -نهار الخميس- رغم حجم الكارثة التي تواجهها المنطقة، مشيرا إلى أن مئات الأسر تعيش الآن وسط المنازل المنهارة والمتضررة "والتي أصبحت بحاجة عاجلة لمواد غذائية وخيام للإيواء وغيرها من الاحتياجات الحيوية والضرورية".

آثار دمار جزئي لبعض المنازل جراء السيول في الخرطوم(الجزيرة)
آثار دمار جزئي لبعض المنازل جراء السيول في الخرطوم(الجزيرة)

احتياجات عاجلة
أما المواطن عبد الرسول عبد الله زكريا فقد شكا من بطء التحرك، مؤكدا أن أغلب الأسر لم تتناول وجبة واحدة منذ صباح الأربعاء "بل تفتقد المياه الصالحة للشرب".

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن الأضرار الجسيمة التي خلفتها السيول تستدعي سرعة نقل الأسر إلى مناطق إيواء تتوافر فيها الاحتياجات المطلوبة لحين صرف المياه وفتح الشوارع، محذرا من تجاهل التبعات الصحية للكارثة.

ويحمّل عضو غرفة الطوارئ بمحلية أم درمان محمد تاج الأصفياء الحكومة مسؤولية ما تعرضت له المنطقة من سيول قادمة من جبال ووديان بولاية شمال كردفان، فضلا عن البناء والتخطيط الحكومي في مجرى السيول الطبيعي.

وأكد في حديثه للجزيرة نت أن كل الاحتياطات تم اتخاذها قبل فترة كافية للتعامل مع فصل الخريف، مما حد بشكل كبير من الأضرار السنوية، مشيرا إلى أن محلية أم درمان تواصل العمل بشكل مستمر من أجل ضمان سلامة المواطنين ومساكنهم.

من جهته، أكد مقرر غرفة طوارئ الخريف بولاية الخرطوم مالك بشير أن غرف الطوارئ بالمحليات تعمل بصفة مستديمة، مشيرا إلى أن مجموعة من المهندسين وقوات الدفاع المدني "تقوم بجولة للطواف على الولاية لقياس المؤشرات والوقوف على الأحياء المتأثرة، ومعرفة ما إذا كانت هناك سيول قادمة لتسوية الأمر ومعالجة ما يمكن علاجه".

المصدر : الجزيرة