مزارعو الجرود اللبنانية السورية يخشون بطش النظام

مزارع الكرز في الجرود على الحدود السورية اللبنانية
مزارع الكرز في الجرود على الحدود السورية اللبنانية (الجزيرة)

وسيم عيناوي-القلمون

يستيقظ الفلاح اللبناني الحاج أبو محمد الحجيري باكرا ليصلي الفجر، بعدها يحضر أغراضه ويضع الصناديق الفارغة في سيارته، يقبل أفراد أسرته ويودعهم، فربما تكون هذه المرة الأخيرة التي يراهم فيها، و يلهج أهله وأطفاله بالدعاء منذ لحظة خروجه حتى يعود.

ويتحدث الحجيري الذي يمتلك مزرعة للكرز بالجرود المشتركة بين عرسال اللبنانية وقرى القلمون السوري التي باتت أعنف ساحة للنزاع بعد سقوط القلمون، عن الخوف الذي استشرى بين المزارعين من الذهاب لقطف محصولهم.

ويقول إن بعضهم آثر عدم قطف محصوله على الذهاب إلى الجرود والتعرض لخطر الموت بسبب قصف الطائرات ومدفعية قوات النظام السوري. بينما يغامر آخرون -وهو منهم- بالذهاب "لجلب رزقه الذي انتظره طيلة عام تحت خطر الموت، فالذهاب لمزارع الكرز لم يعد ذاك الأمر السهل الذي كان عليه".

وأوضح للجزيرة نت "تضررت كثير من مزارع الكرز، إما نتيجة عجز المزارعين عن الوصول إليها أو خوفهم من الذهاب إليها والاهتمام بها ، الأمر الذي أضر بالأشجار وأدى لموتها ما يعني فقد مصدر الرزق الأساسي لهؤلاء المزارعين". وأشار إلى "فوضى انتشار المسلحين في الجرود حيث أصبحت بعض المزارع مقرات لبعضهم، وعبثهم بالمحاصيل الزراعية في ظل غياب أصحابها عنها وهو ما تسبب أيضا في فقدان العديد من المزارعين لمحاصيلهم هذا العام".

‪الطريق بين الحدود اللبنانية والسورية‬ الطريق بين الحدود اللبنانية والسورية (الجزيرة)
‪الطريق بين الحدود اللبنانية والسورية‬ الطريق بين الحدود اللبنانية والسورية (الجزيرة)

ذعر
ويعتبر الكرز الجردي من أجود أنواع الكرز في سوريا ولبنان، وتنتشر مزارعه على الشريط الحدودي بمسافة ستين كيلومترا تقريبا، وكان يصدر لعدة دول عربية وأجنبية بشكل سنوي بسبب جودته ورخص سعره.

وحول الاضرار المادية والبشرية جراء استهداف المزارع بشكل مباشر من قبل مدفعية وطائرات النظام السوري وقوات حزب الله اللبناني، يقول الناشط أبو زيد الحمصي إن تلك الأضرار "لحقت بالمزارعين والأراضي على حد سواء، فطائرات النظام ومدفعيته لا تهدأ عن قصف الجرود الأمر الذي سبب تلفا للمحصول الزراعي ومقتل العديد من الفلاحين".

ويضيف "النظام السوري يستهدف كل شيء في الجرود" وأحيانا "يتعمد استهداف الفلاحين ومزارعهم كنوع من العقاب لهم لأن نسبة جيدة من الثوار يتمركزون بها، ناهيك عن بعض المسلحين غير المنضبطين الذين يطالهم القصف مع الفلاحين، وتكرر قصف النظام أكثر من مرة ما أدى لوقوع عشرات الجرحى والقتلى من العمال وأصحاب هذه المزارع."

ويستشهد في ذلك بواقعة عززت المخاوف "في الأسبوع الماضي فقط سقط قتيلان في يوم واحد من قرية عرسال يعملان في قطف الكرز إضافة لأكثر من 15 جريحا وصلوا المشفى الميداني هناك ما أثار الرعب لدى عمال قطف الكرز وجعلهم يخشون التوجه إلى هنالك مرة أخرى رغم ارتفاع مرتباتهم".

المصدر : الجزيرة