عشرات العائلات الفلسطينية أبيدت خلال العدوان

برج السلام الذي قصفته طائرات الاحتلال واستشهدت فيه عائلة الكيلاني.
برج السلام الذي قصفته طائرات الاحتلال واستشهدت فيه عائلة الكيلاني (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

لم يعد أي من شهداء العائلات الفلسطينية التي قضت بأكملها من يروي اللحظات الأخيرة قبيل استشهادهم، لتبقى الجريمة التي طالت عشرات العائلات شاهدة عما حل بها خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

ومعظم هذه العائلات التي قضى كامل أفرادها شهداء في استهداف واضح للمدنيين العزل، في غارات على منازلهم بأنحاء متفرقة من القطاع، شطبت فعلياً من السجلات المدنية الفلسطينية التابعة لوزارة الداخلية.

أشرف المشهراوي كان أحد الذين شهدوا اللحظات الأخيرة لاستشهاد جميع أفراد عائلة الكيلاني مساء الاثنين 21 يوليو/ تموز، ما أدى إلى استشهاد 11 فرداً، منهم خمسة أطفال، إضافة إلى والدهم ووالدتهم وأشقائها. قال للجزيرة نت "بعد قصف برج السلام المجاور لبرج الإسراء وسط غزة هرعت للمكان فوجدت جزءاً كبيراً منه قد تدمر، وسمعت أصوات استغاثة من الطوابق العليا وكانت هذه الاستغاثة من عائلة الكيلاني التي كانت تسكن في الطوابق العليا من عمارة السلام حيث سمع المواطنون صراخهم وطلبهم للنجدة بعد أن علقوا في الطوابق العليا بعد القصف".

وبعد عشر دقائق من قصف الطائرات للعمارة -والحديث للمشهراوي- انهارت الطوابق العليا على ساكنيها وسكتت صوت الاستغاثات، باستشهاد جميع أفراد عائلة الكيلاني التي قد انتقلت من بيت لاهيا (أقصى شمال غزة) للإقامة في حي الشجاعية عله يكون أقل خطورة من بيت لاهيا عندما طالها القصف، ولما اشتد قصف الشجاعية، انتقلت العائلة مرة أخرى واستأجرت شقة سكنية في حي الرمال وسط غزة عله يكون آمناً قبل أن تستهدف من قوات الاحتلال ويستشهد جميع أفرادها.

أشرف القدرة: استقبلت مستشفيات الصحة بالقطاع جثامين أفراد 53 عائلة استشهدوا بالكامل خلال استهداف طائرات الاحتلال المنازل في جريمة بشعة تدل على حجم الجرائم بحق المدنيين العزل
"

تأكيدات
يؤكد الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة أن مستشفيات الوزارة بقطاع غزة استقبلت جثامين أفراد 53 عائلة استشهدوا بالكامل، خلال استهداف طائرات الاحتلال منازل هذه العائلات "في جريمة بشعة تدل على حجم الجرائم بحق المدنيين العزل".

وبعض هذه العائلات التي لم تشطب من السجل المدني، وظل بعض أفرادها كعائلة حمد التي قضت أول أيام العدوان على شمال غزة، لكن بقي طفل منها عمره أربع سنوات لا يدري ما حل بأهله. وقالت مصادر وزارة الداخلية إن السجلات المدنية التي لم تعد متاحة هي الأخرى بسبب قصف الاحتلال مقرات الوزارة، وسيكون تحديثها صعباً خلال فترة العدوان، وأن الوزارة ستصدر لاحقاً توضيحا حول هذه العائلات وأرقامها الدقيقة.

وأكد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقرّه جنيف، للجزيرة نت، أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً لمنزل عائلة "أبو جامع" بالصواريخ، أدى إلى استشهاد 26 مدنياً، 24 منهم من أفراد العائلة، معتبراً ذلك جريمة حرب مكتملة الأركان.

وذكر أن قوات الاحتلال كانت قد استهدفت أيضاً، وقبل حادثة عائلة الكيلاني بساعات قليلة، منزل عائلة القصاص غرب مدينة غزة، بصاروخ مباشر، ودون سابق إنذار، ما أدى إلى تدمير المنزل على رؤوس ساكنيه، واستشهاد تسعة من أفراد العائلة وإصابة ثلاثة آخرين.

كما استهدفت قوات الاحتلال منزلاً يعود لعائلة صيام بمدينة رفح، ما أدى إلى مقتل تسعة من أفراد العائلة، منهم أربعة أطفال، أصغرهم الطفلة دلال التي لم تتجاوز الثمانية أشهر.

وحذر المرصد من تصاعد استهداف العائلات بالجملة، وقال إن هذه النماذج للاستهداف والارتفاع الملحوظ بأعداد الضحايا من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية "يعطي تصوراً بأن عدم وجود رادع قوي لن يغير من الواقع شيئاً، وأن المجتمع الدولي إن لم يتحرك بشكل عاجل فإن أعداد الضحايا ستشهد ارتفاعاً غير مسبوق".

المصدر : الجزيرة