أول شبكة بجيبوتي للمتعايشين مع "الإيدز"

ممثلة برنامج الامم المتحدة الانمائي حضرت مناسبة افتتاح الشبكة الوطنية للمتعايشين مع الأيدز بجيبوتي
undefined

محمد عبد الله-جيبوتي

لم يستمتع إبراهيم أحمد جيدي (46 عاما) بحيوية الشباب ولا بمباهج الحياة وملذاتها طويلا، إذ سرعان ما دهمه مرض "الإيدز" عام 2004 بينما كان منغمسا في علاقات غير شرعية. وبذلك انضم إلى الآلاف من ضحايا هذا الوباء المدمر لجهاز المناعة البشري.

ويقول جيدي -الذي يتلقى العلاج من مركز "يونس توسان" لرعاية المتعايشين مع "الإيدز" منذ عشرة أعوام- إنه لم يتقبل في البداية خبر إصابته بهذا الداء "اللعين" ولا النتائج الإيجابية التي أظهرتها الفحوص المخبرية المتكررة التي خضع لها ذلك اليوم الذي كان نقطة تحول غيرت مجرى حياته بالكامل.

وأشار جيدي في حديثه "للجزيرة نت" إلى أن من أبرز عوامل انتشار المرض في صفوف الشباب والمراهقين في جيبوتي الاندفاع والتهور وراء العلاقات الجنسية غير الشرعية، وغياب التثقيف الصحي والتوعية الهادفة والمؤثرة عن الخطر المحدق بهم جراء هذا الوباء.

واشتكى جيدي -وهو الأمين العام للشبكة الوطنية للمتعايشين مع الإيدز بجيبوتي- مما سماها "نظرة المجتمع السلبية" تجاههم التي تعمق معاناتهم وتؤدي إلى تفاقم أوضاعهم الصحية والنفسية والاجتماعية.

ابراهيم أحمد جيدي: التهور وراء انتشار المرض(الجزيرة)
ابراهيم أحمد جيدي: التهور وراء انتشار المرض(الجزيرة)

بسمة أمل
وفي مسعى للحد من الانتشار المتواصل "للإيدز"، والدفاع عن الحقوق الأساسية للأشخاص المصابين به وتوفير جميع المعلومات الطبية والنفسية والاجتماعية الخاصة بهم من جهة أخرى، دشنت في 12 فبراير/شباط الماضي أول شبكة للمتعايشين مع فيروس "الإيدز" تضم 6 جمعيات أهلية تعنى بشؤون مرضى الإيدز.

واعتبر البعض افتتاح الشبكة -التي تلقى دعما ماديا من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز والوكالة الأميركية للتنمية الدولية والحكومة- خطوة في الاتجاه الصحيح، ورأى آخرون أنها لن تغير كثيرا من واقع ضحايا الإيدز، نظرا لكثرة عددهم وضعف الموارد المادية وقلة الكوادر المؤهلة.

وفي تعلقيها للجزيرة نت أكدت إسنينو فارح رئيسة الشبكة -التي يعمل فيها 20 شخصا من المتطوعين وأغلبهم من المتعايشين مع فيروس "الإيدز"- إلى أن من أهداف الشبكة أيضا تعزيز التعاون والتنسيق بين الجمعيات الست وتوحيد جهودها وخلق نظرة إيجابية للمجتمع تجاه المرضى، مما سيضع حدا لمعاناتهم جراء التهميش والإقصاء، ويمكنهم من اجتياز حواجز "الوصمة الاجتماعية" ورسم بسمة أمل على وجوههم بدلا من دموع اليأس.

ولفتت إسنينو إلى أن الشبكة تضم في عضويتها 1375 مصابا بالمرض يتلقون العلاج الطبي، مضيفة أن حاملي فيروس (إتش آي في) بحاجة ماسة إلى المعلومات الطبية والنفسية والاجتماعية التي ستوفرها الشبكة لأنها تمكنهم من التكيف مع الداء ومع المحيطين بهم وعدم انتقال المرض إليهم.

 ديقة أبو بكر حدي: الحكومة اتخذت إجراءات فعالة (الجزيرة)
 ديقة أبو بكر حدي: الحكومة اتخذت إجراءات فعالة (الجزيرة)

إجراءات فعالة
بدورها أعربت مديرة قسم الصحة بوزارة الصحة ديقة أبو بكر حدي عن أملها بأن تكون الشبكة آلية جديدة لمساعدة المتعايشين مع "الإيدز" الذي وصفته بأخطر الأمراض التي تهدد حياة الشباب، وقالت إن وزارتها "مصممة على مواصلة مساعيها لمكافحة هذا الداء بالتعاون مع الشركاء".

وفي معرض حديثها عن أبرز تلك الجهود نوهت إلى أن الحكومة اتخذت إجراءات فعالة ضد المرض من خلال إطلاق البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، وتشكيل الأمانة التنفيذية لمكافحة أوبئة الإيدز والسل والملاريا عام 2008إضافة إلى إنشاء مركز "يونس توسان" لرعاية مرضى الإيدز مجانا عام 2001, مضيفة أن العلاج متوفر بالمجان في جميع المراكز الطبية وأن حملات التوعية متواصلة على مدار العام.

وأضافت ديقة للجزيرة نت أنه على مدى السنوات العشر الماضية وضعت برامج متوسطة وطويلة المدى بشأن الوقاية من فيروس الإيدز إلى جانب إعداد خطة عمل لكل خمسة أعوام، مما مكن من خفض سرعة انتشار المرض.

يذكر أن التقديرات الأخيرة أظهرت أن عدد المصابين بمرض فقدان المناعة المكتسب في جيبوتي يقدرون بحوالي  15 ألف شخص.

المصدر : الجزيرة