المعارضة السودانية تشكو "هجر" الترابي و"غزله" للحكومة
عماد عبد الهادي-الخرطوم
وكان الترابي قد أعلن في ندوة الاثنين الماضي قبوله بالحوار مع الحكومة "بسبب فشل المعارضة في خيار إسقاط النظام بعدما عصفت بها الخلافات الداخلية" واصفا الحوار بأنه "الخيار الأفضل" لمواجهة أزمات البلاد، مضيفا أنه لم يعد يجمع المعارضة "إلا كره هذا النظام، وإذا ذهب هذا النظام بعد ذلك لا يجمعنا شيء".
حديث الصفقة
وفي قراءته لتصريحات الترابي، لم يستبعد عضو مركزية الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض علي السيد "دخول الترابي وحزبه في صفقة مع المؤتمر الوطني الحاكم لجمع فرقاء الإسلام السياسي" مشيرا إلى أن المؤتمر الشعبي "كان أكثر المتمسكين بخيار إسقاط النظام دون غيره من الخيارات التي كانت تطرحها المعارضة".
وقال علي السيد إن اتهامات الترابي "محاولة لإحباط المعارضة بالتقليل من شأنها، وهي سياسة درج عليها في كل مراحل حياته السياسية لتشويه صور الآخرين، وكان يخطط لهذا الموقف منذ فترة ليست بالقليلة".
وذكر أن الترابي سبق له المشاركة بالانتخابات الماضية رغم اتفاقه مع قوى المعارضة بعدم المشاركة، وأضاف "كما أنه تحول إلى داعية للحوار رغم أنه كان من أكثر المتشددين في الدعوة لإسقاط النظام". وتوقع أن يصطدم الترابي بالمختلفين معه داخل المؤتمر الوطني من الذين تسببوا بإبعاده عن مسرح الحكم من قبل.
أما الأمين العام لـ حزب المؤتمر السوداني المعارض عبد القيوم قسم السيد، فقال للجزيرة نت "لا جديد في موقف المؤتمر الشعبي الذي أصدر توجيهات لقواعده بعدم المشاركة في مظاهرات سبتمبر/ أيلول قبل الماضي رغم اتفاق المعارضة على مشاركة كافة قواعدها لرفض رفع الدعم عن المحروقات".
عود على بدء
وأضاف قسم السيد أن الترابي "عاد إلى عهده القديم بتغليب مصلحة الحركة الإسلامية التي ينوي توحيدها على مصلحة الوطن، واتهاماته للمعارضة أكدت أن خروجه من المؤتمر الوطني من قبل كان صراعا سياسيا، واتهاماته للمعارضة محاولة لتعزيز موقف الحكومة وإرسال رسالة سالبة عن المعارضة".
وذكر أن "الفشل في إسقاط النظام ليس بسبب ضعف المعارضة وإنما لوجود أحزاب على شاكلة المؤتمر الوطني تعمل على تثبيط العمل المعارض في كل خطواته".
وفي تعليقه على المشهد الراهن، قال المحلل السياسي تاج السر مكي "في ظل تراجع الإسلام السياسي في المنطقة فإن الترابي يعمل على إعداد نفسه ليقدمها بصورة جديدة ثمنها وحدة لحمة الإسلاميين في السودان، ويراهن على وحدة الحركة الإسلامية".
ويرى مكي أن "التقليل من شأن المعارضة يدفع الأخيرة للعمل على إثبات وجودها، كما حدث من قبل حينما كان الترابي يمثل رأس الرمح في حكم البلاد". وتوقع فشل مساعي الترابي في توحيد الإسلاميين "بسبب وجود مرارات خلفتها أحداث ما بعد الانشقاق عام 1998".