بعد إعادة اعتقالهم.. مصير مجهول بانتظار أسرى "وفاء الأحرار"

نابلس- 21-10-2014- فؤاد الخفش مدير مركز احرار الأسرى وحقوق الانسان يتوسط بعض من اهالي اسرى صفقة وفاء الاحرار الذين تم اعتقالهم وعمدت اسرائيل لاعادة الاحكام السابقة لبعضهم- تصوير عاطف دغلس- الجزيرة نت4
مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الانسان مع مجموعة من أهالي أسرى صفقة وفاء الأحرار الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم (الجزيرة)

عاطف دغلس-نابلس

بعد أيام فقط من اعتقاله، حكم الاحتلال الإسرائيلي على الأسير المحرر ضمن صفقة "وفاء الأحرار" وهيب أبو الرب (45 عاما) من مدينة جنين بالضفة الغربية بالسجن المؤبد دون تحقيق أو محاكمة، وذلك من خلال لجنة عسكرية نطقت بالحكم "ظلما وتعسفا".

وفي يونيو/حزيران الماضي أعاد الاحتلال اعتقال أبو الرب وعشرات الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار التي عرفت بـ"صفقة شاليط"، وذلك عقب مقتل ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل في الضفة الغربية.

وفي مؤتمر صحفي بشأن "أسرى صفقة وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم" عقده مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في نابلس، حذر المركز من مغبة استمرار اعتقال إسرائيل لـ65 أسيرا فلسطينيا من محرري الصفقة وإعادة الأحكام السابقة لهم.

اعتقال انتقامي
وأكد المركز وأهالي أسرى آخرين أن إسرائيل أعادت اعتقال أبنائهم "انتقاما" لمقتل المستوطنين وليس لمخالفات أو خروقات ارتكبوها.

ووجه الأهالي، الذين أكدوا أنهم خذلوا وأبناؤهم الأسرى، رسائل أهمها ضرورة انتباه المفاوض "للضمانات" الحقيقية في أي عملية تبادل مقبلة، رافضين أن يكون الإفراج عن أبنائهم ضمن صفقات جديدة بل أن يطلقوا قبل ذلك "كي لا يأخذوا حق غيرهم من الأسرى".

ويقول علي أبو الرب شقيق الأسير وهيب إن شقيقه اعتقل ثلاث مرات وأفرج عنه في الصفقة بعد أكثر من عشرين عاما، وكان يقضي حكما بالسجن المؤبد.

وأضاف أن شقيقه اعتقل واقتيد فورا إلى السجن ونقل من سجن إلى آخر، وأن "لجنة إسرائيلية من المخابرات" شكلت بغرض إعادة الحكم المؤبد السابق له دون سابق إنذار أو أي محظور ارتكبه.

ابنتا الأسير عبد الرحمن صلاحالذي أعيد اعتقاله (الجزيرة)
ابنتا الأسير عبد الرحمن صلاحالذي أعيد اعتقاله (الجزيرة)

تخوف وتوجس
وما حل بعائلة أبو الرب تخشاه عائلة الشيخ الأسير المسن عبد الرحمن صلاح (65 عاما) من مدينة جنين، فقد أعيد اعتقاله في الفترة نفسها قبل أربعة أشهر دون تحقيق أو محاكمة.

وتقول ابنته رشا صلاح إنهم يخشون إعادة الحكم السابق لوالدها البالغ 25 عاما، قضى منها 10 سنوات قبل أن تحرره الصفقة، ووصفت وضعه الصحي بالسيئ للغاية.

ووفق العائلتين فإن الاحتلال يحرمهما من زيارة الأسيرين ويرفض إقامة أي محاكمة لهما، مكتفيا بالقول إن ملف الاتهام "سري"، وإن أخبارهما تأتي عبر محاميهما أو عبر ما يرشح من الإعلام الإسرائيلي.

وأعاد الاحتلال حكم الأسيرين نضال زلوم ووهيب أبو الرب من الضفة الغربية بالسجن المؤبد إضافة إلى 7 آخرين من القدس، بينما أبعد 4 آخرون إلى غزة.

الخفش: مصر مطالبة بالضغطعلى إسرائيل للإفراج عن الأسرى (الجزيرة)
الخفش: مصر مطالبة بالضغطعلى إسرائيل للإفراج عن الأسرى (الجزيرة)

دولة وقحة
من جهته رأى فؤاد الخفش مدير "مركز أحرار لدراسات الأسرى" أن إسرائيل تتصرف بعنجهية وتخالف بوضوح القانون الدولي وشروط الصفقة وضماناتها.

واتهم الخفش في حديثه للجزيرة نت مصر بعدم القيام بدورها الحقيقي بشأن الإفراج عن هؤلاء الأسرى بصفتها راعية للاتفاق، وحملها وإسرائيل النتائج التي تترتب على إعادة اعتقال من شملتهم الصفقة.

وقال إنهم شكلوا طاقما قانونيا وحقوقيا للدفاع عن الأسرى، كما طالبوا الأطراف المفاوضة بضرورة الإفراج عنهم قبل صفقة شاليط وقبل الشروع بأي مفاوضات بشأن عملية تبادل جديدة.

أما رئيس الهيئة العليا لشؤون الأسرى عيسى قراقع فقد أكد أن موقف السلطة الفلسطينية كان منذ البداية رفض ما أقدمت عليه إسرائيل، وقال "إنها دولة وقحة" تستعلي على القانون بتصرفاتها، ورفض تحميل السلطة أو المقاومة مسؤولية "عربدتها".

وقال قراقع للجزيرة نت إنهم كجهة مسؤولة توجهوا إلى مصر وللمؤسسات الدولية، ولكن إسرائيل "تستهين" بمصر وبالعالم وتتصرف بعنجهية مطلقة، ودعا القيادة الفلسطينية والجهات المسؤولة بغزة إلى الضغط لجعل ملف أسرى شاليط على سلّم أولويات أي مفاوضات مقبلة.

وأطلق في صفقة "وفاء الأحرار" 1027 أسيرا وأسيرة قبل 3 سنوات، بينهم 117 أسير من الضفة الغربية وآخرون من غزة، كما تم إبعاد عدد آخر إلى الخارج.

المصدر : الجزيرة