استنفار في تعز تحسبا لزحف الحوثيين

تعهدت السلطات الامنية بمحافظة تعز بحماية المدينة من مسلحي الحوثي (الجزيرة نت)
نقاط تفتيش على مداخل تعز ومخارجها (الجزيرة)

سمير حسن-الحديدة

يخشى سكان مدينة تعز اليمنية امتداد سيطرة جماعة الحوثيين إليها بعد أن توسعت في خمس محافظات شمالية، قبل أن يواصلوا زحفهم جنوباً دون أي مقاومة.

وتعز هي بوابة العبور التي تربط بين شمال اليمن وجنوبه، وتقع على مسافة 256 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، وتحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السكان، تليها مدينة الحديدة في غرب البلاد.

وتشهد تعز استنفارا أمنيا حيث ينتشر الجنود وبكثافة في معظم الأحياء والشوارع، ويشددون الإجراءات الأمنية في نقاط تفتيش على منافذ الدخول والخروج للمدينة.

‪العزب تحدث عن مخاوف من سقوط مدينة تعز بيد الحوثيين‬  (الجزيرة)
‪العزب تحدث عن مخاوف من سقوط مدينة تعز بيد الحوثيين‬  (الجزيرة)

مخاوف
وقال نبيل العزب أحد سكان تعز إن هذه الإجراءات "تأتي بعد أيام قليلة من سيطرة الحوثيين على محافظة الحديدة وزحفهم في اتجاه مدينة إب ووصول العشرات من مسلحيهم إلى الطريق الرئيسة المؤدية إلى شمال تعز، وسعيهم لضم المدينة إلى قائمة المحافظات والمدن التي أصبحت تحت سيطرتهم بهدف ابتلاع الدولة بأكملها".

وأضاف أن هناك "مخاوف كبيرة من احتمالات نشوب مواجهات مسلحة بين قوات الجيش ومسلحي الحوثي في أي وقت، في حال أصرَّ الحوثيون على اقتحام المدينة".

لكن المحلل السياسي تيسير السامعي استبعد ذلك قائلا إن قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء محمود الصبيحي تعهد بحماية تعز من أي محاولات قد يقوم بها مسلحو الحوثي.

وأوضح "هناك أنباء عن وصول مجاميع مسلحة تابعة لجماعة الحوثي من مدينة إب حاولوا دخول المدينة لعمل لجان شعبية، إلا أنه تم الاتفاق معها من قبل قيادة المحافظة على المغادرة وتجنيب تعز الصراع كونها مدينة آمنة وليست بحاجة إلى أي لجان شعبية".

وذكر أنه لا توجد أي مليشيات مسلحة بمدينة تعز في الوقت الراهن، وأن قوات الأمن هي التي تتولى مسؤولية الأمن، "وفي حال أقدم الحوثيون على نقض الاتفاق واقتحام تعز فإنهم سيضعون أنفسهم في مواجهة مع كافة أبناء المدينة".

‪مظاهرة في الحديدة تطالب بخروج الحوثيين‬ (الجزيرة)
‪مظاهرة في الحديدة تطالب بخروج الحوثيين‬ (الجزيرة)

توسع
وثمة مخاوف من توسيع الحوثيين رقعة انتشارهم على طول الشريط الساحلي وحتى باب المندب على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن، خاصة بعد أن سيطروا على مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، وأشرفت من خلال إحدى الجزر (بريم) على مضيق باب المندب.

ويفرض الحوثيون طوقا عسكريا مشددا على الحديدة بعد أن أحكموا سيطرتهم على مقار ومؤسسات مدنية وعسكرية مهمة. ويلحظ الزائر للمدينة بوابة كبيرة تحمل في إحدى زواياها شعارا لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وحولها يقيم مسلحون حوثيون بزي عسكري حاجزاً أمنياً، ويضعون على سلاحهم الشخصي ملصقات تحمل شعار "الموت لأميركا".

ويشير علوان محمد أحد سكان الحديدة ويعمل سائق شاحنة نقل بين المحافظات، إلى أن مسلحي الحوثي ينتشرون في نقاط أمنية على طول الخط الذي يربط بين صنعاء والحديدة الساحلية، وقال للجزيرة نت "إن الحوثيين لا يقيمون نقاطاً أمنية في شوارع الحديدة وإنما ينحصر تواجدهم في مداخل المدينة وينتشرون في بعض المقار الأمنية والمدنية بزي عسكري إلى جانب رجال الأمن، وهناك دوريات وأطقم عسكرية تابعة للحوثيين تجوب شوارع المدينة بين الحين والآخر".

وشهدت الحديدة أمس السبت أول مظاهرة مسلحة منذ سيطرة الحوثيين على المحافظة، شارك فيها المئات من أنصار "الحراك التهامي" للمطالبة بخروج مسلحي الحوثي من المدينة وهددوا باستخدام القوة لطردها.

المصدر : الجزيرة