تساؤلات بشأن تحقيقات الحويجة بالعراق

اقتحام قوات الأمن ساحة اعتصام الحويجة بالقوة
undefined

علاء يوسف-بغداد

توالت علامات الاستفهام في العراق بشأن سير التحقيقات بحادث اقتحام ساحة اعتصام الحويجة على خلفية استقالة رئيس اللجنة البرلمانية للتحقيق بالحادث، والنائب عن التحالف الوطني عمار طعمة، وعضوة اللجنة النائبة عن دولة القانون سميرة الموسوي, بالإضافة إلى تتابع الشهادات بشأن ملابسات الاقتحام الذي خلف عشرات القتلى والجرحى.

وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان وعضو لجنة التحقيق في أحداث الحويجة سليم الجبوري للجزيرة نت إن تقرير اللجنة وصل إلى رئاسة مجلس النواب وبانتظار إدراجه على جدول الأعمال لقراءته.

وذكر الجبوري أن البنود التي تضمنها التقرير تشمل سبع توصيات أبرزها مطالبة القائد العام للقوات المسلحة بسحب قوات الجيش من الحويجة لتهدئة الأوضاع، ومطالبة المتضررين بإقامة دعوى قضائية ضد من أمر ونفذ عملية الاقتحام، مؤكداً أن التقرير بيّن أن ساحة الاعتصام كانت خالية من السلاح.

‪الجبوري: تقرير لجنة التحقيق بيّن أن ساحة الاعتصام كانت خالية من السلاح‬ (الجزيرة نت)
‪الجبوري: تقرير لجنة التحقيق بيّن أن ساحة الاعتصام كانت خالية من السلاح‬ (الجزيرة نت)

وكان رئيس لجنة التحقيق المكلفة بإجراء البحث والتحقيق في أحداث الحويجة النائب عن التحالف الوطني عمار طعمة قد استقال من رئاسة اللجنة يوم 28 أبريل/نيسان الماضي بسبب تصريحات لأحد النواب قبل إنهاء اللجنة عملها, حسب قوله.

وقال طعمة في بيان تلاه في قاعة مؤتمرات مجلس النواب إنه على الرغم من عدم استكمال اللجنة التحقيقيات بشأن أحداث الحويجة وعدم اكتمال التقرير النهائي في الحادث، فإن عضو اللجنة التحقيقية النائب مظهر الجنابي صرح للإعلام بنتيجة غير متفق عليها من قبل أعضاء اللجنة.

وأضاف طعمة أنه بوصفه طبيبا متخصصا وجد أن جثة الأستاذ في كلية العلوم السياسية الدكتور عامر الدوري، الذي قتل في الحادث، متفسخة، حسب قوله.

تشكيك
في المقابل قال شقيق الدوري في لقاء متلفز إن شقيقه أصيب بطلقات في الصدر والبطن ومن مسافة قريبة، ونفى ما صرح به طعمة، متهما إياه بأنه لم يزر الطب العدلي ولم يطلع على الجثة، داعيا أي جهة تحقيق مستقلة لإخراج الجثة وتحديد موعد الوفاة.

من جهتها قدمت عضو لجنة التحقيق النائبة عن ائتلاف دولة القانون سميرة الموسوي استقالتها أيضاً من اللجنة، وقالت للجزيرة نت إنها انسحبت لأن اللجنة لم تكن رسمية، معتبرة أن البرلمان ليس من حقه تشكيل لجان تحقيق، "وهذه اللجنة كانت لتقصي الحقائق فقط".

وذكرت الموسوي أن السبب الثاني هو طلب رئيس مجلس النواب وبعض النواب في اللجنة تقديم تقرير أولي عن زيارة كركوك، رغم عدم استكمال لقاءاتنا مع القادة العسكريين وعدم الاستماع لآرائهم.

وأضافت الموسوي أن اللجنة التقت برئيس مجلس كركوك ومحافظها وبعض الجرحى من المعتصمين في مستشفى آزادي واستمعت إلى أقوالهم, موضحة أن لجنة التحقيق توقفت عن متابعة أعمالها بعد انسحابها واستقالة رئيس اللجنة عمار طعمة.

‪طعمة استقال من لجنة التحقيق البرلمانية بشأن الحادث‬ (الجزيرة نت)
‪طعمة استقال من لجنة التحقيق البرلمانية بشأن الحادث‬ (الجزيرة نت)

وعن إجراءات اللجنة الحكومية التي قامت بالتحقيق الأولي بشأن الحادث، قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ورئيس اللجنة حسين الشهرستاني إن اللجنة كلفت بجمع الأدلة وتقصي الحقائق ليس إلا، ولا تمتلك اللجنة ما يكفي من الوقت أو الموارد لإجراء تحقيق يحدد وقوع جريمة من عدمه.

وقال في بيان صدر عن مكتبه رداً على تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، إن بعض وسائل الإعلام تناقلت تقريرا منقولا عن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة سارة ليا ويتسن بيّنت فيه أن نائب رئيس الوزراء عضو لجنة التحقيق في أحداث الحويجة حسين الشهرستاني قال إن اللجنة المكلفة بالتحقيق بأحداث الحويجة غير مؤهلة لإجراء تحقيق تفصيلي.

وأشار الشهرستاني في بيانه إلى أن ما جاء في بيان المنظمة كان مبتورا وخارج سياقه، وذكر أن اللجنة شكلت من قبل مجلس الوزراء لتحديد ما إذا كانت هناك أوامر من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة أو أي مسؤول عسكري لاستخدام القوة وإطلاق النار على المتظاهرين.

مبررات
ورفضت عضوة اللجنة عن وزارة حقوق الإنسان بشرى العبيدي الإدلاء بأي تصريح بشأن الموضوع متعللة بأسباب شخصية، وقالت للجزيرة نت إنها شخصياً غير مقتنعة بالأعذار التي قدمها رئيس اللجنة المستقيل عمار طعمة وعضوة اللجنة سميرة الموسوي.

يذكر أن تقرير لجنة التحقيق البرلمانية أكد أن ما جرى في ساحة اعتصام الحويجة في كركوك
(240 كلم شمال بغداد) فجر 23 أبريل/نيسان الماضي يعد جريمة بكل المقاييس بسبب الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين.

وأوصى تقرير اللجنة النيابية بإحالة وزير الدفاع سعدون الدليمي وستة ضباط كبار إلى القضاء لتورطهم في قتل معتصمين، وكشف التقرير أن "الشهداء الـ45 تلقوا رصاصات مباشرة في الرأس أو البطن".

المصدر : الجزيرة