أحمد ماهر.. صوت أزعج رؤساء مصر

أحمد ماهر (وسط) في احدى المؤتمرات الصحفية لحركة 6 أبريل
undefined

بعد أن شارك في احتجاجات بمحكمة عابدين وسط القاهرة، سلم منسق حركة 6 أبريل أحمد ماهر نفسه اليوم للسلطات المصرية، تجاوبا مع أمر بالقبض عليه لتحديه قانونا جديدا ينظم التظاهر.

ويعتبر ماهر -وهو مهندس مدني يبلغ 33 عاما- أحد رموز ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك.

برفقة شباب يقولون إنهم لا ينتمون لأي تيار سياسي أو أيديولوجي، أعلن ماهر عن تأسيس الحركة في 6 أبريل/نيسان 2008، خلال إضراب دعا له ناشطون ونجح نسبيا في بعض المدن.

وتيرة الاحتجاج
وقد ساهم ميلاد الحركة في رفع وتيرة الاحتجاجات ضد نظام مبارك، وانخراط الشباب بشكل مباشر في العمل من أجل التغيير.

ومع أن ماهر ورفاقه لعبوا دورا كبيرا في إنجاح الثورة، فإنهم لم يتركوا بصمة على العملية السياسية، حيث فاز الإسلاميون في كل الانتخابات التي أعقبت الإطاحة بنظام مبارك.

ماهر اعتقل في عهد مبارك ومرسي والسيسي، وعارض تدخل الجيش في الشأن السياسي

ماهر الذي يقود الحركة منذ تأسيسها، اعتقله نظام مبارك في أعوام 2006 و2008 و2010 بتهم تتعلق بتكدير الصفو العام وإهانة المناصب والتحريض.

كذلك اعتقل منسق الحركة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وأودع سجن العقرب على خلفية تظاهره أمام منزل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.

وفي أكثر من حديث صحفي، اعتبر ماهر أن إدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية التي أعقبت مبارك أجهضت الثورة، وشدد على أنه كان لا بد من إقصاء الجيش عن حكم البلاد.

ولاحقا انخرطت الحركة في العمل ضد الإخوان المسلمين ووصفتهم بالفشل واتهمتهم بالسعي لتكريس هيمنتهم على البلاد، إلى أن ساهمت في حملة تمرد التي أججت الاحتجاجات ضد مرسي.

وينطلق ماهر من أنه لا يوجد طرف فاعل في المشهد السياسي المصري سوى الإخوان والجيش، مما يحتم تجاوز هذه الثنائية والدفع بعنصر ثالث يتبني رؤية مغايرة لأجندة الجانبين.

إشراك الجميع
بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، انتقد ماهر السلطات المؤقتة أكثر من مرة، وقال إنه من الخطير جدا استبعاد جماعة الإخوان المسلمين.

ماهر عبر عن مخاوفه من عودة نظام مبارك برموزه وأساليبه

وبينما يرى أنه في التطورات الديمقراطية الحقيقية يجب إشراك جميع التيارات، يشدد على ضرورة أن يتعلم الإخوان من أخطائهم إذا كانوا يريدون لعب دور سياسي من جديد.

ويقول ماهر إنه لا يفهم ماذا يحدث في ظل السلطات الحالية، بينما عبر عن مخاوفه من عودة نظام مبارك برموزه وأساليبه.

وبالرغم من معارضته لاعتقال وملاحقة الإسلاميين، فإن ماهر يتفق مع السلطات الجديدة في وجود جماعات مسلحة متطرفة في مصر.

لكن طريق ماهر للنجومية لم تكن خالية من المنغصات، حيث واجه انتقادات كثيرة واتهما بالسعي للتحكم في الحركة دون الرجوع لرفاقه، بينما أثيرت شكوك حول علاقاته بأميركا وولائه لحركة الإخوان المسلمين.

وفي أغسطس/آب 2011، انشق بعض أعضاء الحركة وأعلنوا تأسيس تنظيم جديدة تحت عنوان "6 أبريل-الجبهة الديمقراطية".

ويعترف ماهر بأن الحركة فقدت جزءا كبيرا من قاعدتها لأن النظام الحالي أرهب العديد من النشطاء الشباب، بينما استقال بعضهم نتيجة ضغوط عائلية، على حد قوله.

يشار إلى أن اعتقال منسق حركة 6 أبريل أمس يأتي إثر تصاعد انتقاد ليبراليين ونشطاء لممارسات الجيش بحق المعارضين، بالرغم من أنهم أيدوا سابقا الانقلاب العسكري.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات