نكوسازانا دلاميني.. امرأة تقود الأفارقة

South African Home Affairs Minister Nkosazana Dlamini Zuma attends the African Union summit on July 15, 2012 in Addis Ababa. Dlamini-Zuma is challenging the sitting chairperson of the commission, Gabon's Jean Ping, after neither won the required two-thirds of the vote at the last summit six months ago, leaving Ping in the post. African leaders hold a summit to discuss the continent's hotspots and try to agree on a new head for the African Union's executive body after a deadlocked vote in January. AFP PHOTO/SIMON MAINA
undefined

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعرف نكوسازانا دلاميني التي اختيرت لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، بأنها المرأة الأكثر قوة ونفوذا من بين نساء جيلها في جنوب أفريقيا، وهناك من يسميها بالمرأة الحديدية، لما تملكه من حنكة دبلوماسية وسياسية صقلتها سنوات الكفاح ضد نظام التمييز العنصري (أبرتايد).

وباختيار هذه الطبيبة لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي في قمة أديسا بابا أمس الأحد، تصبح دلاميني أول امرأة في القارة السمراء تشغل هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد على أنقاض منظمة الوحدة الأفريقية عام 2002، كما أنها أول شخص ناطق بالإنجليزية يتبوأ المنصب.

فازت نكوسازانا دلاميني برئاسة المفوضية الأفريقية لمدة خمس سنوات بعد أربع جولات من التصويت، بعد حصولها على تأييد 37 من بين 54 عضوا، متفوقة بذلك على الرئيس الحالي للمفوضية الغابوني جان بينغ الذي يشغل المنصب منذ العام 2008. 

ويأتي اختيار هذه السيدة لينهي انقسامات ظهرت بين الدول الفرنكفونية والأنغلوفونية داخل الاتحاد الأفريقي خلال القمة التي عقدت في يناير/كانون الثاني الماضي وفشلت وقتها في الفصل بين دلاميني وبينغ، مما أدى إلى تمديد ولاية بينغ مؤقتا. 

ولدت نكوسازانا دلاميني عام 1949 في مقاطعة ناتال بجنوب أفريقيا من عائلة تنتمي إلى قبائل الزولو، ودرست علم النبات وعلم الحيوان ونالت شهادة البكالريوس في العلوم، قبل أن تدرس الطب في جامعة ناتال.

انخرطت دلاميني في الحياة السياسية منذ كانت طالبة بانضمامها إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي كان يقود النضال ضد الأبرتايد، لكنها اختارت المنفى هروبا من ملاحقات النظام في تلك الفترة، والتحقت بجامعتي بريستول وليفربول البريطانيتين لمواصلة دراستها، ومن هناك ساهمت في تنظيم نضال المؤتمر الوطني الأفريقي في الخارج.

وإضافة إلى نضالها السياسي، مارست دلاميني مهنة طب الأطفال في مستشفى بسوازيلاند، وهناك التقت الرئيس الحالي لجنوب أفريقيا جاكوب زوما لتصبح زوجته الثالثة عام 1982، قبل أن تطلق منه عام 1998.

من أعمال قمة الاتحاد الأفريقي بأديسا أبابا (الجزيرة)
من أعمال قمة الاتحاد الأفريقي بأديسا أبابا (الجزيرة)

نجاحات
عادت إلى جنوب أفريقيا عام 1990، ليكلفها نيلسون مانديلا بعد توليه الحكم وزارة الصحة عام 1994، وكانت مهمة ضخمة بحكم أن نظام الصحة العمومية كان يقوم على مبدأ التمييز العنصري. ونجحت دلاميني في مجالها وخاصة مصادقتها على قانون يسمح للمواطنين الأكثر فقرا بالحصول على العلاج الأساسي مجانا.

تولت دلاميني منصب وزيرة الخارجية في جنوب أفريقيا بين عامي 1999 و2009، لتشغل بعدها منصب وزيرة الداخلية إلى غاية اختيارها لمنصب مفوضية الاتحاد الأفريقي.

ومن بين النجاحات التي تحسب لهذه السيدة الجنوب أفريقية على مستوى القارة السمراء، دورها الكبير في المفاوضات التي أدت إلى وضع حد للحرب الأهلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويرى مراقبون أنها قادرة بخبرتها وحنكتها وكذلك صرامتها على أن تكون في مستوى المنصب الذي تبوأته على مستوى الاتحاد الأفريقي. وقد كان زوجها السابق جاكوب زوما أول المهنئين وأول المعترفين بقدرتها، بقوله إن فوزها بالمنصب "يكتسي أهمية كبرى لأفريقيا وللقارة ولقوة ووحدة النساء".

كما قال عنها رئيس أوغندا يوري موسيفيني "إنها مناضلة من أجل الحرية وليست دبلوماسية أو  بيرقراطية". وبدوره علق جاكي سيلييرز من معهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا على فوز دلاميني بقوله إنها ستكون "مسؤولة تشمل الجميع ولن تقصي أحدا.. فقد كانت وزيرة ناجحة للخارجية، وحققت نجاحا أكبر كوزيرة للداخلية".

ومهما كانت الآراء حولها، تواجه دلاميني في منصبها الجديد جملة من التحديات، تتقدمها أزمة مالي ومحاولة الاتحاد الأفريقي كسب دعم مجلس الأمن الدولي للقيام بتدخل عسكري في شمال هذا البلد، في ظل انقسام في المواقف داخل البيت الأفريقي.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات