هل يستفيد مرسي بأصوات أبو الفتوح وصباحي؟

مظاهرات الجمعة الماضية بميدان التحرير ركزت على رفض عودة فلول النظام السابق
undefined
 
أنس زكي – القاهرة
 
حسمت حملة المرشح الرئاسي السابق الدكتورعبد المنعم أبو الفتوح أمرها وأعلنت تأييد الدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة التي يخوضها ضد الفريق أحمد شفيق، لكن خبراء ومحللين يعتقدون أن هذا التأييد لا يعني بالضرورة أن يتحول كل من صوتوا لأبو الفتوح في الجولة الأولى وعددهم نحو أربعة ملايين ناخب إلى تأييد مرسي.
 
ويعتقد المحلل السياسي بشير عبد الفتاح وهو مدير تحرير مجلة الديمقراطية، أن هذا التحليل ينطلق من كون غالبية المصريين غير منتمين لأحزاب أو تنظيمات وبالتالي ليسوا مضطرين لتوجيه أصواتهم في اتجاه معين، كما أنه لا توجد بمصر كتلة تصويتية مغلقة على نفسها باستثناء جماعة الإخوان المسلمين والأقباط، وحتى في هاتين الكتلتين خرج البعض عن التوجه العام خلال الجولة الأولى.

وكان أبو الفتوح، وهو قيادي سابق بجماعة الإخوان المسلمين، احتل المركز الرابع في الجولة الأولى لأول انتخابات رئاسة في مصر بعد الثورة، وسبقه حمدين صباحي في المركز الثالث، بينما تصدر السباق مرسي الذي يرأس حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، تلاه الفريق أحمد شفيق الذي كان وزيرا ثم رئيسا لآخر الحكومات في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
 
وشهدت الأيام الماضية محاولات من عدد من القوى السياسية لإبرام تحالفات بين مرسي وكل من أبو الفتوح وصباحي باعتبارهم يمثلون قوى وطنية وثورية في مواجهة أحد رموز النظام السابق، وهو ما انتهى بإعلان حملة أبو الفتوح انضمامها، في حين تبقى حملة صباحي أقرب إلى مقاطعة الانتخابات من تأييد مرسي مع استبعاد احتمال تأييدها لشفيق.

‪عبد الفتاح: إعلان أبو الفتوح تأييد مرسي لا يضمن إلا نحو ثلث الأصوات التي ذهبت إلى أبو الفتوح بالجولة الأولى‬ (الجزيرة نت) 
‪عبد الفتاح: إعلان أبو الفتوح تأييد مرسي لا يضمن إلا نحو ثلث الأصوات التي ذهبت إلى أبو الفتوح بالجولة الأولى‬ (الجزيرة نت) 

انتهت الولاية
ويؤكد عبد الفتاح للجزيرة نت أنه من الضروري ملاحظة أن الحالة المصرية لا تتيح لأي مرشح خرج من السباق الانتخابي أن يتصرف في الكتلة التصويتية التي حصل عليها بالجولة الأولى "وكأن ولايته على الناخبين قد انتهت بمجرد خروجه من السباق وأصبح الناخب في حل من الالتزام تجاهه".
 
ويعتقد عبد الفتاح أن إعلان أبو الفتوح تأييد مرسي لا يضمن للأخير إلا نحو ثلث الأصوات التي ذهبت إلى أبو الفتوح بالجولة الأولى، مرجعا ذلك إلى أن هذه الأصوات كانت تتنوع بين تيارات وتوجهات متعددة بل ومتباينة، كما يتوقع أن يحظى مرسي بنسبة مشابهة أو أقل قليلا ممن صوتوا لصباحي، والذي يعتقد المحلل السياسي، أن غالبيتهم ستفضل عدم المشاركة في الجولة الثانية.
 
ومن جانبه، فإن القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين د. كمال الهلباوي يعتقد أن إعلان التأييد من جانب أبو الفتوح أو أي شخصيات عامة بهذا الحجم يعني دعما مهما لمرسي، لكنه يؤكد للجزيرة نت أن هذا لا يعني أن يتحول الناخبون بأكملهم في الاتجاه الذي تحول إليه مرشحهم.
 
ويتفق الهلباوي مع عبد الفتاح في أن النسبة التي يمكن الوثوق في تحولها إلى مرسي من أصوات أبو الفتوح لا تتجاوز الثلث، ويرجع ذلك إلى أن الجبهة التي اعتمد عليها أبو الفتوح كانت عريضة حيث ضمت تيارات وفئات ومهنا مختلفة صوتت لأبو الفتوح باعتباره شخصية وطنية أكثر من كونه منتميا للتيار الإسلامي.

‪الصياد: من بين مؤيدي أبو الفتوح من لا يؤيد ترشيح مرسي وهؤلاء سيفضلون غالبا الامتناع عن المشاركة‬ (الجزيرة نت)
‪الصياد: من بين مؤيدي أبو الفتوح من لا يؤيد ترشيح مرسي وهؤلاء سيفضلون غالبا الامتناع عن المشاركة‬ (الجزيرة نت)

خيار المقاطعة
ومع ذلك فإن الهلباوي يؤكد أن من يمكن أن يتجه إلى شفيق لا يتجاوز 10% من أصوات أبو الفتوح، مرجحا أن تفضل الغالبية عدم المشاركة في جولة الإعادة، وإن أشار إلى أن الموقف سيتضح بصورة أكبر في غضون يومين بعد اجتماع ستعقده عدد من الشخصيات الوطنية والثورية لبحث الأمر بشكل نهائي والاختيار ما بين التصويت لمرسي أو مقاطعة الانتخابات أو المشاركة مع إبطال أصواتهم.
 
أما المحلل السياسي أيمن الصياد، وهو رئيس تحرير مجلة وجهات نظر، فيعتقد أن إعلان حملة أبو الفتوح تأييد مرسي لن يغير كثيرا من المعادلة الانتخابية، لأن القسم المنتمي أو المتعاطف مع التيار الإسلامي من مؤيدي أبو الفتوح كان سيصوت لمرسي بصرف النظر عن موقف أبو الفتوح.
 
ويضيف الصياد للجزيرة نت أن من بين مؤيدي أبو الفتوح من لا يؤيد ترشيح مرسي، وهؤلاء سيفضلون غالبا الامتناع عن المشاركة، مستبعدا أن يقدم كثير من هؤلاء على التصويت لشفيق نظرا لكونه أحد رموز النظام السابق الذي اندلعت الثورة من أجل القضاء عليه.
 
وبالنسبة لأنصار صباحي، فإن الصياد يعتقد أن الأمر لا يختلف كثيرا عن أنصار أبو الفتوح حيث ستتراوح مواقفهم بين تأييد مرسي أو المقاطعة، مع قلة قليلة يمكن أن تختار التصويت لشفيق.
 
ويختم الصياد بأن كثيرا من الناخبين المصريين لا يذهبون للتصويت لمرشح ما وإنما يذهبون للتصويت ضد مرشح آخر، ولذلك فإن نسبة مهمة من هؤلاء قد تتأثر بالحملة الضخمة التي تشنها وسائل إعلام محلية حاليا وتهدف إلى تخويف المصريين البسطاء من جماعة الإخوان المسلمين.

المصدر : الجزيرة