النيل الأزرق.. عودة صراع الهامش

أسامة سيد أحمد

المعارك بين الجيش السودااني والمتمردين خلفت عددا من القتلى والجرحى (الجزيرة-أرشيف)

صارت ولاية النيل الأزرق السودانية المتاخمة لجنوب السودان بمثابة قنبلة موقوتة أعادت أجواء الحرب بل والصراع بين الهامش والمركز من جديد بعد أقل من شهرين من انفصال جنوب السودان.

إذ سرعان ما اندلع القتال فيها بين الجيش السوداني وعناصر من الولاية ممن قاتلوا مع "الجيش الشعبي لتحرير السودان" التابع للجنوب لما يعتبرونه تشابها بين مناطقهم التي يصفونها بالمهمشة والوضع بالجنوب.

ولم تفلح المعالجات التي وضعتها اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب للولاية وولاية جنوب كردفان -المتمثل في تطبيق ما عرف بالمشورة الشعبية والذي يقرر فيه السكان رسم وتحديد النظام الإداري الدائم لكل من الولايتين- في تقديم حلول يمكن أن تجنب شبح الحرب.

إذ رأى فيه المناوئون للخرطوم بأنه لا يلبي طموحاتهم ومحاولة للالتفاف على مطالب أهل الولايتين بما حمله من نصوص وصفت بأنها غامضة. بينما تصر الحكومة السودانية على أن البروتوكول يمثل تسوية نهائية للنزاع السياسي بالولاية.

ووسط توترات بين الخرطوم ووالي النيل الأزرق رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار بشأن بند يخص دمج عناصر الحركة الشعبية بالولاية في الجيش السوداني بعيد انفصال الجنوب، اندلع القتال أوائل سبتمبر/ أيلول الماضي بين الجانبين، ويتهم كل طرف آخر بالمسؤولية في بدئه. وشهدت عاصمة الولاية الدمازين ومناطق أخرى معارك ضارية انتهت بإعلان الجيش سيطرته على الوضع بعاصمة الولاية.

بعدها أعلن الرئيس السوداني عمر البشير حالة الطوارئ بالولاية، وقام بعزل عقار وتعيين حاكم عسكري محله. وما زالت معارك متقطعة تدور بين الجانبين في جيوب بالولاية على الرغم من إعلان الجيش السوداني سيطرته على كافة مواقع المتمردين ومنها معقلهم الرئيسي بمنطقة الكرمك.

وأعلنت الأمم المتحدة أن المعارك أدت إلى نزوح حوالي ستين ألف شخص عن ديارهم. وتهدد الحرب بالنيل الأزرق وجنوب كردفان بحرب شاملة بين دولتي السودان وجنوب السودان في ظل اتهامات الخرطوم لحكومة الجنوب بدعم عناصرها السابقين بالولايتين.

وتقع ولاية النيل الأزرق بالجزء الجنوبي الشرقي من السودان بمساحة تقدر بنحو 38500 كيلو متر ويسكنها نحو ثمانين ألف نسمة، تحدها من الشمال الشرقي ولاية سنار ومن الجنوب الشرقي دولة أثيوبيا ومن الغرب ولاية أعالي النيل بجنوب السودان.

وأهم مدنها عاصمة الولاية الدمازين، والروصيرص، والكرمك، وقيسان، وباو، وأهم المحاصيل الزراعية الصمغ العربي، والقطن، والحبوب الزيتية والفول السوداني.

وتشكل قبائل الفونْج والأنقسنا وفازوغلي والبرتا والقمز والبرون والرقاريق والجمجم والكدالو والأدوك والهمج الأفريقية العدد الأكبر من سكان الولاية، بجانب بعض القبائل العربية والإثنيات المشتركة مع دولة جنوب السودان والمناطق الطرفية من دولة إثيوبيا.

المصدر : الجزيرة