مدينة سرت

عثمان الطيف

احتضنت سرت قمما عربية وأفريقية (الجزيرة)

تتوسط مدينة سرت الساحل الليبي الطويل بين أكبر مدينتين في البلاد طرابلس وبنغازي، وهي من المدن الأكثر امتداداً على ضفاف الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط، وقد منحها موقعها بعدا إستراتيجيا خاصا، حيث أصبحت صلة الوصل بين شرقي ليبيا وغربيها، وكذلك بين شماليها وجنوبيها.

حظيت سرت بعناية خاصة من قبل العقيد معمر القذافي لأنها مسقط رأسه، لكن قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد لا تشكل غالبية السكان في المدينة.

ورغم أنها تبعد عن العاصمة طرابلس نحو 450 كيلومترا،  فإنها تضم عددا من المؤسسات الرسمية الكبرى مثل مجمع الأمانات (الوزارات) الذي يضم بعض الوزارات الهامة التي نقلت إليها بجانب استحواذها على بناء كثير من المؤسسات الأخرى كقاعة أوقادوقو الشهيرة للمؤتمرات التي تلتئم فيها القمم العربية والأفريقية والمؤتمرات الكبرى.

وتضم المدينة أيضا جامعة التحدي -التي تعتبر جزءا من أهم المعالم فيها- ومجمع مؤتمرات سرت -الذي يعتبر من أكبر المجمعات- والمقر الرئيسي لمؤتمر الشعب العام (البرلمان) كما يلتقي فيها أنبوبا النهر الصناعي العظيم القادم من واحات السرير والكفرة وفرعه الآخر القادم من جبل الحساونة.

وتضم المدينة معسكرا كبيرا بجانب المطار المدني، وقاعدة جوية تضم بداخلها نحو خمسين من الحظائر الخرسانية من النوع الذي يستخدم كدروع لحماية الطائرات المقاتلة.

وتطل المدينة -التي يسميها بعض الليبيين بمدينة الرباط الأمامي، بسبب المواجهات التي شهدتها أثناء الحرب الباردة- على خليج سرت، الذي كان يطلقون عليه من قبل خليج السدرة.

وتشير بعض الروايات إلى أن مدينة سرت بنيت في القرن العاشر الميلادي على يد الفاطميين على انقاض مدن فينيقية تعود إلى القرن الرابع الميلادي، وقد بنيت سرت الحديثة غرب مدينة سرت التاريخية. 

ويتوزع سكان مدينة سرت على سبع قبائل عربية من بينها قبيلة القذاذفة التي ينحدر منها الزعيم الليبي بجانب قبائل أولاد سليمان والفرجان والمحاميد والجماعات والعمامرة وبعض قبائل البربر الصغيرة الأخرى.

وبسبب موقعها الإستراتيجي، وطبيعة وظروف الثورة الليبية حظيت مدينة سرت باهتمام خاص، في الصراع بين الثوار وقوات القذافي للسيطرة على البلاد.

تعتبر المدينة -الواقعة على البحر الأبيض المتوسط- رابطا رئيسا لخطوط المواصلات بين شمالي البلاد وجنوبيها.

المصدر : الجزيرة