استقبال حافل لعميدة أسيرات فلسطين

احلات التميمي وسط بين والدها وشقيقها ونجل رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية الذي قلدها باسمه وساما رفيعا

أحلام التميمي بين والدها وشقيقها وعبد السلام نجل هنية (الجزيرة نت)

محمد النجار–عمان

استقبل المئات من الأردنيين فجر الأربعاء عميدة الأسيرات الفلسطينيات أحلام التميمي التي نالت حريتها ضمن صفقة التبادل بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، التي سيفرج بموجبها عن 1027 أسيرا.

وقضت أحلام 10 سنوات في سجون الاحتلال الذي حكم عليها بالسجن 16 مؤبدا بتهمة توصيل منفذ عملية استشهادية لكتائب عز الدين القسام عام 2001 قتل فيها 16 إسرائيليا.

وتعتبر أحلام (31 عاما) التي اعتقلت أثناء دراستها الجامعية صاحبة أعلى حكم لامرأة في تاريخ إسرائيل.

وغصت صالة مطار الملكة علياء الدولي بالمئات وتحولت إلى ساحة احتفال على مدى ساعتين، وهتفوا لفلسطين وحركة حماس والمقاومة وللجندي الأردني أحمد الدقامسة المحكوم عليه بالمؤبد لقتله سبع إسرائيليات عام 1997.

 أحلام التميمي لقيت استقبالا حافلا بمطار عمان (الجزيرة نت)
 أحلام التميمي لقيت استقبالا حافلا بمطار عمان (الجزيرة نت)

مستقبلون
وكان في مقدمة المستقبلين عميد الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية سلطان العجلوني وقيادات اللجنة الوطنية للأسرى في سجون الاحتلال، وزوجة الأسير إبراهيم حامد القائد السابق للجناح العسكري لحركة حماس بالضفة الغربية والمتوقع حصوله على أعلى حكم في تاريخ إسرائيل حيث يمكن أن يتجاوز الحكم عليه 80 مؤبدا.

وعلت الزغاريد حال دخول التميمي إلى صالة الانتظار، وبصعوبة بالغة تمكنت من تقبيل والدها وأفراد عائلتها الذين حملوها على الأكتاف، وانهالت عليها الورود والحلوى من كل جانب.

وشكرت أحلام التميمي في كلمة مقتضبة المقاومة، وقالت "بلا مقاومة لا تحرير للأسرى، بلا دعائكم فلا تحرير للأقصى ولا عودة لأرض فلسطين. فلسطين والأسرى أمانة في أعناقكم".

وأضافت "الحمد لله أن اصطفى جنودا له على هذه الأرض وهم جنود كتائب القسام والمقاومة الشعبية وأتم صفقة التبادل على خير، كل الشعب الفلسطيني يفخر ويعتز بكتائب الشهيد عز الدين القسام والمقاومة الشعبية واللجان الوطنية في غزة هاشم، الذين هم جنود الرحمن على هذه الأرض".

وقالت "أمضيت أسري مع الله وهو الذي أعانني ولولاه لما كنت بينكم الآن".

أحلام التميمي تنقل رسالة من الأسرى
أحلام التميمي تنقل رسالة من الأسرى

رسالة الأسرى
وفي تصريحات للجزيرة نت نقلت أحلام التميمي رسالة من الأسرى الفلسطينيين في العزل الانفرادي.

وقالت "رسالة الأخ حسن سلامة المعزول منذ عام 1996 حتى اليوم وكل الإخوة في العزل إبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وأبو الهيجاء وكل من هم في العزل هم الأكثر معاناة بين الأسرى. وزنازين العزل معروفة بأن من فيها ممنوع من الزيارات نهائيا والرسائل محصورة بينهم وبين أزواجهم وكل شخص موجود بغرفة، ولا يسمح له بالاختلاط بغيره".

وتابعت "هؤلاء قادتنا وهم القمم ورسالتهم أن لا ننساهم أبدا وأن نعمل على إطلاق سراحهم سواء بالمفاوضات السلمية أو المقاومة المسلحة".

واعتبرت أن هؤلاء الأسرى أحق منها بالإفراج عنهم، وقالت "إبراهيم حامد الذي كنت أتمنى أن يكون مكاني الآن والأخ حسن سلامة هم أحق مني بهذا المكان".

غير أن زوجة إبراهيم حامد الموجود بالعزل منذ ستة أعوام عبرت عن فرحتها باستقبال أحلام التميمي اليوم رغم حزنها لأن الصفقة لم تشمل زوجها وغيره من الأسرى.

وقالت للجزيرة نت "أحمد الله الذي أتم هذه الصفقة على خير وتحقق فيها لنا نصر كبير، آلمني وأحزنني عدم وجود إبراهيم حامد في الصفقة، لكن قلبي يحمل فرحة غامرة بخروج الأسرى وخاصة أحلام التميمي".

من استقبال أحلام التميمي بمطار عمان
من استقبال أحلام التميمي بمطار عمان

مشاعر مختلطة
واختلطت مشاعر الفرح بالحزن على الطفلة سلمى إبراهيم حامد التي قالت للجزيرة نت "أنا فرحانة كثيرا بخروج أحلام وإن شاء الله أن أرى أبي قريبا هو وجميع الأسرى".

وقالت الطفلة "صفقة الأسرى أعادت الأمل لي بخروج بابا من الأسر رغم أنني حزنت في البداية لأنه لن يشمل فيها".

وكان مشهد الدموع حاضرا في الاستقبال لاسيما من عائلات الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية وعددهم 28 أسيرا و29 مفقودا وهم يحتفلون مع أحلام بتحررها من الأسر.

وقال الناشط النقابي ميسرة ملص للجزيرة نت إن صفقة اليوم تعيد التأكيد على التقصير الحكومي الكبير في ملف أسرانا البواسل في سجون العدو.

وقلد عبد السلام هنية نيابة عن والده رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، أحلام التميمي وساما رفيعا.

وقال عبد السلام "هذا يوم من أيام الله، ومن أيام فلسطين أن يتحرر الأسرى بهذه الصفقة النوعية التي تمت بالمبادلة مع أول جندي أسر على أرض فلسطين".

وأشار إلى أن فرحة اليوم تمت بعد أن قدمت فلسطين آلاف الشهداء وبعد حرب ضروس في غزة والضفة "وقدمنا بيوتنا وأبناءنا من أجل حريتكم وكل شيء يهون من أجل حرية الأسرى ومن أجل أن تعود بطلة مثل أحلام التميمي لأهلها وبيتها".

المصدر : الجزيرة