نزار وأحلام.. هل تكتمل الفرحة؟

الأسيران أحلام ونزار التميمي

الأسيران أحلام ونزار التميمي (الجزيرة نت) 


عوض الرجوب-الخليل

عاش الأسيران أحلام ونزار التميمي تجربة إنسانية فريدة في السجون الإسرائيلية، فهما لم يستسلما لإرادة السجان قط، بل قررا الخروج عن المألوف وكسر قيود السجان، حيث أعلنا الارتباط منذ خمسة أعوام وتم عقد قرانهما.

وبالفعل تمت مراسم العقد وحفل الخطوبة في قرية النبي صالح غرب مدينة رام الله، لكن بغياب العروسين اللذين كانا في الأسر. واليوم وبعد مضي أعوام على الخطوبة اقترب الحلم من الحقيقة، وحطّم أمل الحياة أقفال السجن، فشملت صفقة الأسرى كلا الأسيرين، لكن العائق أمام اكتمال الفرحة هو عودة نزار إلى منزله وإبعاد أحلام إلى الأردن.

واعتقل نزار (38 عاما) سنة 1993 وحكم عليه بالسجن المؤبد، فيما اعتقلت خطيبته أحلام (31 عاما) عام 2001، وبعد محاكمات استمرت عامين، قضت محكمة إسرائيلية بسجنها 16 مؤبدا و250 عاما.

يقول محمود التميمي شقيق الأسير نزار إن العائلة تعيش لحظات صعبة قبيل استقبال شقيقه الأسير المحرر، مضيفا أن العائلة كانت تتمنى الإفراج عن ابنها بمبادلة الجندي الإسرائيلي لدى الفصائل جلعاد شاليط، لكن الأمر تطوّر بصورة سريعة فاجأت الجميع

لحظات صعبة
يقول محمود التميمي شقيق الأسير نزار إن العائلة تعيش لحظات صعبة قبيل استقبال شقيقه الأسير المحرر، مضيفا أن العائلة كانت تتمنى الإفراج عن ابنها بمبادلة الجندي الإسرائيلي لدى الفصائل جلعاد شاليط، لكن الأمر تطوّر بصورة سريعة فاجأت الجميع.

وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- "لم نفقد الأمل يوما في الإفراج عن أحلام ونزار، خاصة بعد أسر شاليط في غزة، لكننا فوجئنا بسرعة الأحداث، ونعيش حالة لا يمكن وصفها، مزيج بين الفرح الشديد من جهة، والإرباك من جهة أخرى، خشية عدم ضمهما في الصفقة أو تراجع الاحتلال عن الاتفاق".

وحول كيفية التخطيط لإتمام مراسم زفاف أحلام ونزار، قال حقيقة هذه إشكالية نعيشها، ولا نعرف في هذه اللحظة ما الذي سنفعله بالضبط، وكيف ستسير الأمور، لكنها ستتضح لاحقا، وسيترك القرار في النهاية للأسيرين المحررين.

ومع ذلك قال إن الأمر مرتبط بمدى قدرة نزار على الحركة والتنقل، وفرص السماح له بالسفر إلى الأردن حيث ستُبعد خطيبته، خاصة أن أحلام لن تتمكن من العودة إلى الضفة.

ويرى التميمي أن خطبة أحلام ونزار لها خصوصية من حيث المشاعر الطبيعية التي عاشها الاثنان، وارتباطهما الروحي والعقلي في كل القضايا مما شكل دافعا قويا للارتباط، موضحا أن الرسالة الأهم من خطبتهما داخل السجن هي تحدي السجان، وإيصاله رسالة مفادها أن الأسير قادر على ممارسة حقوقه ومظاهر الحياة الطبيعية داخل الأسر وأن يخطط للمستقبل.

العرس الوطني
وأشار التميمي إلى تواصل الاستعدادات في بلدة النبي صالح الشهيرة بالمظاهرات المناهضة للجدار والاستيطان، لاستقبال ثلاثة أسرى محررين، مؤكدا أن أحلام ستكون حاضرة في العرس الوطني الكبير بقوة رغم إبعادها.

وبدورها عبرت أم حلمي التميمي شقيقه الأسيرة المبعدة أحلام عن سعادتها البالغة بالإفراج عن شقيقتها، لكنها بدت حزينة لإبعادها إلى الخارج رغم حيازتها هوية الضفة الغربية، مشيرة إلى استعدادات واسعة لاستقبالها والترحيب بها في الأردن حيث يقيم والدها وبعض إخوانها.

وأعربت أم حلمي عن أملها في إتمام مراسم زواج شقيقتها في وقت قريب، لكنها عبرت عن خشيتها من عدم إتمام الفرحة قريبا في حال رفض الاحتلال السماح لنزار بالمغادرة والسفر إلى الأردن.

وأعربت أم حلمي عن أملها في فرج قريب لباقي الأسرى "لأن الفرحة لا تكتمل إلا بخروج جميع الأسرى من السجون".

من جهته أشار محامي مؤسسة الضمير لرعاية السجين وحقوق الإنسان محمود حسان، إلى تكرار منع المعتقلين المحررين من السفر، دون أن يستبعد انطباق ذلك على الأسير التميمي. لكنه قال إن أمام الممنوعين من السفر عدة طرق يمكن من خلالها إلغاء منع السفر آخرها القضاء.

المصدر : الجزيرة