أوباما يحاور نفسه بصوت عال

US President Barack Obama speaks at the White House Development Day event at the Ronald Reagan Building in Washington, DC, USA, 20 July 2016. The event brings together development leaders, public and private sector financing partners, civil society, diplomats, and entrepreneurs for further development efforts, according to the White House.
أوباما يتحدث عن يوم البيت الأبيض للتنمية في يوليو/تموز الماضي (الأوروبية)

في ظهوره الأخير بالجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يكن لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما الكثير مما يقوله عن الحرب الأهلية بسوريا، واكتفى بالقول إنه لا يوجد نصر عسكري نهائي، وإن بلاده ستستمر في العمل الدبلوماسي الشاق الهادف لوقف العنف وإيصال المعونات الإنسانية للمحتاجين ومساعدة من يسعون لتسوية سياسية.

هذا ما كتبه محرر صفحة الرأي بنيويورك تايمز فريد هيات، واستمر يقول "لكن، وبما أن سوريا هي فشله الإنساني والاستراتيجي الأكبر، وبحكم معرفتنا بأوباما، فإنه من المؤكد قد فكر في هذه القضية كثيرا، وإذا كان سيفكر بصوت عال فإن تفكيره سيتسلسل كما يلي:

"بالطبع كيري، اتفاق السلام الأخير سينهار. بوتين يكسب، فلماذا نتوقع أنه سيتمسك بهذا الاتفاق؟ وحتى إذا كان يرغب في أن يكون لطيفا، فإننا لا نتوقع أن يفعل الأسد نفس ما يفعله بوتين، فإنه هو الآخر يكسب. حتى إذا أراد قتل آخر كائن بشري في حلب، فمن يوقفه؟

مسكين جون
لكن أليس من الإجحاف أن أبعث جون في هذه المهمات الفاشلة؟ سنة بعد أخرى يعد بالتوصل لاتفاق ويتعهد بأننا سننتقل إلى "الخطة باء" إذا تراجع السوريون أو الروس. وفي كل مرة يقوم هؤلاء بخداعه، ثم يعود للتباحث معهم. ليست هناك "خطة باء" لأنني لن أوافق على "خطة باء".

لكن الجميع يشيد بجون وصبره وقوة تحمله، وجميعنا يبدو وكأننا نسعى ونحاول. ليتني أستطيع النجاح في هذه القضية الشائكة، كل المشكلة ستكون هيلاري، أو، لا سمح الله، الأخوين الآخرين.

الحقيقة، يجب ألا يكون هناك من يتمنى زوال الأسد رغم أنه بغيض وكريه. لا يمكنني قول ذلك بصوت عال خاصة أنني أطلقت لساني قبل سنوات وأعلنت أنه قد انتهى. نعم إنه قاتل جماعي وعذب الآلاف. كما أنه أحرجني وفضحني باستخدامه الأسلحة الكيميائية مرة أخرى بعد أن توصلنا أنا وفلاديمير لحل لتلك المشكلة، ثغرة الكلورين.

ليتني وليتني
لكن ما البديل؟ المعارضة المعتدلة؟ لا تمزحوا. ليتني لم أسخر منهم بأنهم فلاحون ومدرسون أو صيادلة. لكن إذا أردتم الصدق، القاعدة أو داعش سيرقصون في شوارع دمشق وميادينها إذا رحل الأسد.

آه، أعلم ما ستقوله هيلاري. لو كنتُ سمعتُ كلامها في 2011 و2012 وكلام بترايوس، وبانيتا وبقية الشلة، لكانت المعارضة المعتدلة أقوى الآن. كان يجب علينا تدريبهم، وإعداد أماكن آمنة لهم وإعطاؤهم فرصة أخرى ضد الأسد. جون حاول نفس الحجة معي عندما بدأ مهامه في القضية السورية. كان يعتقد أنه سينجح حيث فشلت هيلاري.

أعلم ما يقوله من تعودوا على قول "ألم أقل لك؟" من ورائي. لكنني لا أعير ذلك انتباها، لأنني قلق من أننا إذا أرسلنا قوات عسكرية فإن الإرهاب سينتشر، وستنهار سوريا وتتمزق، وسيكون هناك ملايين اللاجئين وحتى روسيا ربما تتدخل. لذلك نحن لم نتدخل وانتشر الإرهاب وتمزقت سوريا، وكان هناك ملايين اللاجئين، وتدخلت روسيا. وصحيح، أصبحت كل أوروبا مزعزعة بسبب سوريا.

لكن، أتدري؟ لو تدخلنا لأصبح الوضع أكثر سوءا. مئات الآلاف يقتلون، نصف سكان سوريا يُطردون من ديارهم، والقوات الأميركية وسط كل هذا الوضع البشع. إنه أسلوب بوش. لقد قمتُ بحماية قواتنا وشعبنا.

التغيّر المناخي
والآن أصبحت القضية السورية مشكلة لبوتين؟ ربما لم تصبح سوريا مستنقعا له بعد مثلما كنتُ أتوقع، لكن انتظروا. سوريا لم تكتف منه بعد.

وماذا سيفعل الرئيس القادم؟ هناك سبب يجعلني لا أسمع أفكارا من كلا المرشحين. مناطق آمنة؟ لقد تأخر الوقت على ذلك، مع تغطية نظم الدفاع الجوي الروسية كل سوريا. مناطق آمنة؟ من سيجعلها آمنة؟ لقد كان إرسالي لمزيد من القوات إلى العراق أمرا سيئا للغاية.

يبدو أن حظي سيئ أنني تعرضت لكل هذا. أكره ذلك. أفضل الحديث عن التغيّر المناخي أو بورما، أو حتى أوكرانيا. صحيح أن رئيسا جديدا، بعد جيل من الآن، ربما يسافر إلى ما سيبقى من حلب ويعبّر عن الأسف، مثلما فعلتُ في لاوس وهيروشيما وكل المناطق الأخرى.

أين جون؟ أريد أن يعطيني أربعة أشهر أخرى. أربعة أشهر أخرى، وستنتقل سوريا إلى أن تكون جحيم شخص آخر".

المصدر : نيويورك تايمز