مطالب إسرائيلية بتجنب حرب مع غزة
وأوضح أن القيادة العسكرية الإسرائيلية -بمن في ذلك رئيس هيئة الأركان وكبار الضباط- يعتقدون أن عكس كلام ليبرمان هو الصحيح، لأن استمرار الوضع القائم في غزة سيسفر خلال عامين عن أزمة إنسانية خانقة، وسيكون من الصعب منع اندلاع مواجهة عسكرية، وحينها سوف يدرك ليبرمان حدود القوة الإسرائيلية.
وأضاف كبير المحللين أن المنظومة الدولية لن تسمح بإسقاط حكم حماس في غزة كما يتمنى ليبرمان، لأن إمكانية الإطاحة بالحركة قد تتحقق بسبب صراعات فلسطينية داخلية.
مطالب وجاهزية
من جهته، قال الناطق العسكري السابق باسم الجيش الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" آفي بنياهو إن ليبرمان مطالب بوقف أي ذهاب إلى الحرب ضد غزة حتى لو توفرت جاهزية عسكرية كاملة لدى الجيش الإسرائيلي لخوضها.
وأضاف بنياهو "ليس المطلوب من ليبرمان تحقيق الانتصارات العسكرية بقدر ما هو تحقيق الردع اللازم أمام أعداء إسرائيل، وإقامة الترتيبات الأمنية المطلوبة، والعيش في ظل حالة من الاستقرار الأمني والسياسي، وكل ذلك بهدف خدمة أمن إسرائيل، وهو ما تسعى لتحقيقه عبر البر والبحر والجو والسايبر".
وأشار إلى أن ليبرمان ربما يعمل قريبا على تسويق فكرته الموجهة إلى سكان قطاع غزة، وتخييرهم بين أن تقوم في غزة سنغافورة جديدة أو تتحول إلى جحيم لا يطاق، مع أن تهديدات ليبرمان لحماس قد تحمل ضمنيا معالم مشروع معين لترتيب الأوضاع في غزة، ووضعه على طاولة النقاش في إسرائيل.
مشروع وخطة
وأوضح بنياهو أن المشروع الذي قد يسعى ليبرمان لترويجه تجاه غزة أمر جيد ومقبول حتى لو كان من خلال اتفاق مؤقت يجعل من الكفاح المسلح الذي تقوم به حماس غير ذي جدوى، وفي حال فشل حل ليبرمان تكون إسرائيل قد حصلت على شرعية دولية لتفعيل القوة العسكرية في قطاع غزة.
وأكد أن ما تطرحه خطة ليبرمان تجاه غزة يتطلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أخذه على محمل الجد، وتفصيل الخطة وفق أجندة زمنية وإشراك أطراف إقليمية وتخصيص موازنات مالية في ظل إمكانية توفر موافقة عليها من قبل الجهات الرسمية بالمنطقة، مثل رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، بحيث يمكن إطلاق اسم المبادرة المصرية الإسرائيلية عليها.
كما يمكن استجلاب موافقة الأردن والسلطة الفلسطينية عليها، وجميع هذه الأطراف ستكون رابحة من هذه المبادرة، مما قد يجعل إسرائيل عنصر استقرار في الشرق الأوسط المشتعل، مما سيعمل على تقوية تحالفها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك الأردني عبد الله الثاني.