أزمة اللجوء تدق إسفين الفرقة في أوروبا

Migrants, hoping to cross into Hungary, sleep on a field outside the village of Horgos in Serbia, towards the border it shares with Hungary, September 1, 2015. Hundreds of angry migrants demonstrated outside Budapest's Eastern Railway Terminus on Tuesday demanding they be allowed to travel on to Germany, as the biggest ever influx of migrants into the European Union left its asylum policies in tatters. REUTERS/Marko Djurica
اللاجئون ينامون في العراء ودعوات لتوحيد السياسات الأوروبية الخاصة بتنظيم اللجوء (رويترز)

تستمر الصحافة الغربية في تغطيتها المكثفة لمشكلة اللاجئين في أوروبا، حيث أعادت المجر إغلاق الطريق بوجه اللاجئين الذين وصلوا إليها في طريقهم إلى دول أوروبية الغربية.

ورأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن إغلاق المجر الطريق أمام اللاجئين بعد فتحه لفترة قصيرة جدا لا يعكس ارتباكا مجريا فحسب، بل يجسد تخبطا أوروبيا عاما في مواجهة معضلة اللاجئين الذين تدفقوا على القارة العجوز هذا الصيف.

وعلقت الصحيفة على وصول أكثر من 330 ألف لاجئ هذا العام بأنه نتيجة للتساهل في تجاوز سياسات اللجوء لدول الاتحاد الأوروبي وتغاضي الدول التي تقع في الخطوط الأولى لهجرة اللاجئين.

ويقع عبء تحمل تلك الموجات البشرية الضخمة من اللاجئين على حفنة من الدول الأوروبية، بينما تنأى باقي دول الاتحاد بنفسها عن القضية برمتها.

ونقلت الصحيفة عن عنصر شرطة مجري رفض الكشف عن هويته أن المنع جاء على خلفية عدم حيازة الأفراد الراغبين بالسفر إلى ألمانيا على تأشيرة دخول أو هويات تثبت شخصياتهم.

‪غابرييل نائب مستشارة ألمانيا اتهم دولا أوروبية بعدم المشاركة في حل الأزمات إلا بمقابل مادي‬ (أسوشيتد برس)
‪غابرييل نائب مستشارة ألمانيا اتهم دولا أوروبية بعدم المشاركة في حل الأزمات إلا بمقابل مادي‬ (أسوشيتد برس)

ولخصت الصحيفة المشكلة بأن قوانين الاتحاد الأوروبي تقضي بأن يقدم اللاجئ طلبه في أول دولة يصلها من دول الاتحاد، وفي هذه الحالة فإن أولئك الموجودين بالمجر عليهم أن يتقدموا بطلبات لجوئهم إليها، ولكنهم لا يريدون ذلك بل يريدون الوصول إلى الدول الأوروبية الأكثر غنى مثل ألمانيا والنمسا حيث الترحيب الأكثر دفئا والوظائف الأسهل منالا.

ولطالما تغاضت البلدان التي تقع في الخطوط الأولى عن هذه القاعدة مثل إيطاليا واليونان والمجر، وهي دول تعتبر أول محطة يصلها اللاجئ الذي يقصد أوروبا، ولكنها لطالما سمحت للاجئين بمواصلة السفر شمالا للوصول إلى الدول الغنية.  

وقد أشعلت أزمة اللاجئين الخلاف بين القادة الأوروبيين الذين قدموا رؤى مختلفة جذريا حول سبل التعامل مع الأزمة.

وقالت صحيفة غارديان البريطانية بهذا الصدد إن الدول الأوروبية تتبادل الملامة فيما بينها بشأن المسؤولية عن هذا التدفق غير المسبوق للاجئين على أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وبينما تصدرت ألمانيا قائمة الدول الأوروبية التي تُغلّب القيم الإنسانية على القوانين والتعليمات بفتحها أبوابها بدون شروط للاجئين السوريين، توجهت نحوها الاتهامات من المجر والنمسا بالتسبب في فوضى عارمة نتيجة هذا السلوك حيث يتجمع آلاف اللاجئين الراغبين في العبور إلى ألمانيا في شوارع البلدين وعلى نقاطهما الحدودية.

واتهمت برلين بعض الدول الأوروبية بعدم الانخراط في العمل الجماعي أوقات الأزمات إلا إذا كانت هناك مكاسب مالية، وقال زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية إن الاتحاد الأوروبي يقدم نفسه في صورة "محرجة ومربكة للغاية" بتعامله مع أزمة اللاجئين التي يواجهها.

وقال غابرييل للصحفيين في كولونيا إن إحدى الصعوبات تتمثل في أن بعض بلدان الاتحاد الأوروبي لا تنضم إلى المشروع بنشاط إلا عندما تكون أمامها مكاسب مالية، ولا تقوم بدور نشط في المجتمع خلال الأوقات العصيبة.

وأفاد في تصريحات منفصلة لصحيفة فيستدويتشه ألجماينه تسايتونغ بأن "التخلي عن سياسة الحدود المفتوحة سيكون خطوة كبيرة إلى الوراء في التاريخ الأوروبي".  

وأضاف المسؤول الألماني "فيما يخص اليونان يوجد خطر خسارة أموال. لكن أوروبا الآن تواجه خطر أن تخسر احترامها".

المصدر : الصحافة الأميركية