إسرائيل تطالب مصر بوقف إجراءاتها ضد سلاحها النووي

epa00883787 (FILES) A file photograph from 2000 shows the Israeli nuclear area outside the desert town of Dimona in the south of the country. Following Israeli Prime Minister Ehud Olmert's remark yesterday, Sunday, 11 December 2006 in Germany, that seemed to confirm that Israel had nuclear weapons - the first ever by Israel - the prime minister's aids tried to clarify what he said and added that Israel will never be the first to introduce nuclear arms in the Middle East, what Israel has been saying for decades. EPA/STRINGER
صورة من الخارج للمجال النووي الإسرائيلي خارج مدينة ديمونا (الأوروبية)

عوض الرجوب-رام الله

ذكرت صحيفة إسرائيلية أن إسرائيل طلبت من مصر الكف عن محاولاتها الدفع إلى الأمام بمشروع قرار لفرض الرقابة على منشآتها النووية، وذلك في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المقرر عقده بعد نحو أسبوعين في فيينا؛ موضحة أن محادثات قاسية جرت بين مسؤولي الطرفين.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين إسرائيليين وصفتهم بالكبار -رفضوا الإفصاح عن أسمائهم- أن الرسالة الإسرائيلية لمصر رفعت أثناء زيارة إلى القاهرة قام بها قبل ثلاثة أسابيع إسحق مولخو المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويوسي كوهن مستشار الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء.

ووفق الصحيفة، فقد التقى مولخو وكوهن في القاهرة بوزير الخارجية المصري سامح شكري ومسؤولين آخرين، وبحثا معهم الموضوع، موضحة أن شكري يتصدر الخطوة المناهضة لإسرائيل في الوكالة الدولية "كجزء من سياسة مصرية بعيدة المدى لصراع سياسي في الساحة الدولية ضد البرنامج النووي الإسرائيلي".

وتحدثت الصحيفة عن توتر وصفته بالشديد في العلاقات بين إسرائيل والقاهرة، رغم توقعات بأن يؤدي التعاون الأمني والاستخباري الوثيق بين الطرفين منذ صعود عبد الفتاح السيسي إلى الحكم إلى لجم المبادرات المصرية في الموضوع النووي الإسرائيلي.

إحباط شديد
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن مولخو وكوهن أوضحا لشكري ولباقي المسؤولين المصريين أن الإجراءات المصرية لا تعكس طبيعة العلاقات الحالية بين الدولتين، وأن الخطوة الحالية لم تعط أي نتيجة وستنجح إسرائيل في صدها مثلما فعلت عدة مرات في السنوات الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين أن الإحباط الشديد سيد الموقف في إسرائيل، لأن ما وصفتها بالمساعدة الجمة التي تقدمها إسرائيل لمصر في مكافحة ما سمتها تنظيمات الجهاد العالمي في سيناء، والموافقة على إدخال قوات غفيرة من الجيش المصري إلى شبه الجزيرة تتجاوز الأعداد المسموح بها حسب اتفاق السلام؛ لا تؤدي إلى تغيير السياسة المصرية.

ونقل عن موظف وصفته بالكبير قوله إنه "رغم كل ما يحصل في المنطقة في السنوات الأخيرة يواصل المصريون وكأن شيئا لم يتغير، ويعملون ضد إسرائيل في المحافل الدولية".

ووفق الصحيفة فقد بدأ الغضب في إسرائيل في شهر مايو/أيار، عندما حاولت مصر الدفع إلى الأمام بمشروع قرار مناهض لإسرائيل في لجنة الاستطلاع لميثاق منع نشر السلاح النووي التي انعقدت في نيويورك.

نزع السلاح
وأضافت أنه في إطار ذلك القرار طلب المصريون أن يتقرر موعد لانعقاد مؤتمر نزع السلاح النووي من الشرق الأوسط يركز على إسرائيل، لكن الاقتراح المصري رفض في حينه كنتيجة للتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.

وتكشف الصحيفة عن محادثات قاسية بين مسؤولين إسرائيليين ومصريين كبار في الموضوع، بما في ذلك بين رئيس الوزراء نتنياهو والسيسي، ومع ذلك تضيف أن المصريين بدؤوا العمل على اتخاذ خطوة ضد النووي الإسرائيلي في المؤتمر الذي سينعقد في فيينا بعد أسبوعين.

وتضيف أن مشروع القرار يحمل عنوان "قدرات إسرائيل النووية"، ويندد بإسرائيل ويطالبها بفتح منشآتها النووية أمام رقابة الأمم المتحدة، فضلا عن الدعوة إلى انعقاد مؤتمر دولي لتجريد الشرق الأوسط من السلاح النووي.

ووفق هآرتس، فإن الحديث لا يدور عن قرار ملزم من مجلس الأمن، ولكن من شأنه أن يلحق ضررا سياسيا بإسرائيل ويركز الانتباه الدولي على برنامجها النووي ويجر خطوات أخرى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل نجحت في السنوات الثلاث الأخيرة في إحباط القرار وتجنيد أغلبية دولية تعارضه.

المصدر : الجزيرة