قدرة واشنطن محدودة بمواجهة تنظيم الدولة

Members of Kurdish People Defence Units (YPG) flash victory sign after coming from Syrian town of al-Raqqa, in Tel Abyad, Syria, 23 June 2015. Kurdish fighters backed by US-led airstrikes captured a strategic town from Islamic State on 23 June as they pushed towards the extremist group's Syrian heartland. The Kurdish People's Protection Units (YPG) and allied rebels took complete control of the town of Ain Issa, bringing them within 50 kilometres of Islamic State's de facto Syrian capital of al-Raqqa, the Syrian Observatory for Human Rights said.
الأكراد متهمون باستغلال الدعم الأميركي ضد تنظيم الدولة للتأسيس لدولتهم في سوريا (الأوروبية)

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا تسبب في نمو مواطن ضعف في التنظيم، وفي الوقت ذاته يكشف القدرة المحدودة للولايات المتحدة في مواجهته.

واعتبر التقرير -الذي كتبته ليز سلاي- أن المكاسب التي حققتها المجموعات الكردية المسلحة على الأرض في الأسابيع الأخيرة في محافظة الرقة السورية تعتبر دليلا على أن تمدد التنظيم على رقعة واسعة من الأرض أثّر على قدرته على الحفاظ عليها، حيث خسر التنظيم ثلث مساحة المحافظة التي كان يسيطر عليها بالكامل.   

وكانت المجموعات الكردية قد شنت هجمات على التنظيم في محافظة الرقة بدعم أميركي جوي قوي أدى إلى تمكن المجموعات الكردية من إخراج التنظيم من تل أبيض المعبر الحدودي المهم مع تركيا، كما دفعه إلى التقهقر واتخاذ موقف دفاعي في الرقة التي تعتبر عاصمته ومعقله.

واعتبرت الصحيفة أن هذه التطورات لم تكن تخطر على بال أحد منذ شهر واحد فقط، وأن تلك التطورات نقلت ثقل المعركة ضد التنظيم من العراق إلى سوريا لأول مرة منذ شهور.

‪التطورات الأخيرة نقلت ثقل المعركة من العراق إلى سوريا لأول مرة منذ شهور‬ (رويترز)
‪التطورات الأخيرة نقلت ثقل المعركة من العراق إلى سوريا لأول مرة منذ شهور‬ (رويترز)

لكن من جهة أخرى، يلفت التقرير إلى أن الافتقار إلى قوات محلية يعتمد عليها لخوض قتال في عمق الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم يكشف ضعف الإستراتيجية الأميركية في مواجهته بحسب المحللين، وأن التوتر المتصاعد بين المجموعات الكردية المسلحة والعرب من سكان المناطق التي دخلوها يضع المكاسب التي تحققت على الأرض في وضع هش.

ويواجه برنامج وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) لتدريب المعارضة السورية المعتدلة صعوبات في إقناع المقاتلين السوريين بتقديم الحرب ضد التنظيم على الحرب لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولم يلتحق بالبرنامج إلى الآن إلا 200 مقاتل فقط رغم مرور أكثر من سنة على إطلاقه.

وكانت المجموعات الكردية المسلحة قد تقدمت إلى مناطق بعيدة عن مناطقها الأصلية التي تسكنها غالبية عربية، الأمر الذي أثار اتهامات من الحكومتين التركية والسورية بأن الأكراد يستغلون الدعم الأميركي للتأسيس لدولة كردية يطمحون إليها.

ولم تقتصر الاتهامات للأكراد على النظام السوري، بل امتدت إلى المعارضة السورية التي اتهمت الأكراد بتهجير العرب من قراهم لترسيخ سيطرتهم على المناطق العربية التي دخلوها.

وينقل التقرير عن الناشط السوري المعروف أحمد الحاج صالح من الرقة قوله "إن هدف الأكراد هو تغيير التركيبة السكانية للمنطقة وتكوين دولة كردستان، والحقيقة أن هذه التطورات تحدث تحت غطاء جوي أميركي".

وبيّن التقرير أن هناك من يعترض بشدة على ما يقوم به الأكراد واستشهد بقول صالح "أنا علماني، ولكن إن لزم الأمر سأحمل السلاح والتحق بتنظيم الدولة ولن أسمح بتغيير التركيبة السكانية لهذه المنطقة".

أنا علماني، ولكن إن لزم الأمر سأحمل السلاح والتحق بتنظيم الدولة ولن أسمح بتغيير التركيبة السكانية لهذه المنطقة

وينكر الأكراد قيامهم بتهجير السكان العرب من مناطقهم في شمال شرق سوريا، وينقل التقرير عن متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إصراره على عدم وجود أي مخطط للأكراد لإعلان دولتهم في سوريا، وأن المناطق التي دخلوها هي مناطق سورية وستظل كذلك إلا إذا قررت القوى الدولية غير ذلك.

واعتبر شادي حميد من معهد بروكنغز أن ما يحدث هو نتيجة التركيز على المكاسب السريعة على الأرض، وقال إن "الولايات المتحدة لا تفكر في الذي سيحدث بعد إخراج تنظيم الدولة من المنطقة".

ويتحدث التقرير عن ارتباك كبير في صفوف تنظيم الدولة في الرقة ولجوئه إلى حفر الخنادق واستخدام المساجد للمناداة على متطوعين، كما أمر الأقلية الكردية بالرحيل عن المدينة.

وينقل التقرير عن رجل أعمال سوري في الرقة تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته أن "الأمر يبدو وكأنهم في حالة صدمة".

وشدد التقرير على الآثار السلبية لرمي الولايات المتحدة ثقلها وراء مجموعة (أكراد) تكن العداء للسكان المحليين، ويرى محللون أن المجموعات الكردية كانت واحدة من الحلفاء الرئيسيين لواشنطن في الحرب على تنظيم الدولة في سوريا، لكن المشكلة أنهم أصبحوا الحلفاء الوحيدين، الأمر الذي يشل قدرة التحالف الدولي على استثمار الضعف الذي يدب في أوساط التنظيم.

المصدر : واشنطن بوست