انخراط تركيا بالحرب يمهد لتدخل الناتو

NATO country flags wave outside NATO headquarters in Brussels on Tuesday July 28, 2015. For just the fifth time in its 66-year history, NATO ambassadors met in emergency session Tuesday to gauge the threat the Islamic State extremist group poses to Turkey, and the debated actions Turkish authorities are taking in response. (AP Photo/Geert Vanden Wijngaert)
أعلام الدول الأعضاء بشمال الأطلسي (ناتو) ترفرف أمام مقر الحلف في بروكسل ببلجيكا ومن بينها علم تركيا (أسوشيتد برس)

دخول تركيا الحرب إلى جانب التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا يترك أصداء متزايدة بالمنطقة، ويرى محللون أنه يشكل تحولا بالصراعات في الشرق الأوسط، وينذر بانضمام حلف شمال الأطلسي (ناتو) للمعادلة.

وفي هذا الإطار، تناولت صحف أميركية التطورات المحتملة للصراع بالمنطقة، وخاصة بعد موافقة تركيا رسميا على استخدام التحالف الدولي قواعدها الجوية -كقاعدة إنجرليك جنوبي البلاد قرب الحدود مع سوريا- في حربه ضد تنظيم الدولة، وبعد بدء مقاتلات تركية بقصف مواقع لتنظيم الدولة بسوريا وأخرى تابعة لحزب العمال الكردستاني شمال العراق.

فقد أشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور إلى أن تركيا وتنظيم الدولة يصعدان من الصراع ويسعيان إلى تحقيق أهدافهما في الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من أربع سنوات، وأن التطورات الأخيرة تكشف عن نقاط الضعف لدى الجانبين.

وأوضحت أن دخول أنقرة الحرب يعني تحولا بالسياسة التركية وأنه ربما ينطوي على مخاطر متعددة في ظل حدودها الممتدة مع كل من سوريا والعراق، والتي قد يسهل اختراقها، وأما بالنسبة لتنظيم الدولة فإنه وجه تهديدات مبطنة إلى تركيا، وبالتالي فإنه خاطر بالممر الحيوي لمقاتليه الأجانب، وخاطر كذلك ببيئة خصبة للتجنيد بالمنطقة.

إقليم كردي
كما أشارت ذي كريستيان ساينس مونيتور إلى أن تركيا تخشى قيام الأكراد في سوريا بإقامة إقليم قرب الحدود التركية يشبه ذلك الذي يقيمه الأكراد بشمالي العراق، وهي تخشى من الإرهاب الذي يمثله الأكراد أكثر من تخوفهم من المخاطر التي يشكلها تنظيم الدولة.

من جانبها، أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن سماح أنقرة لواشنطن باستخدام قواعدها العسكرية لقصف تنظيم الدولة ينذر بتورط حلف الناتو بالحرب في سوريا وبالصراعات الدائرة في الشرق الأوسط.

وأوضحت أن أنقرة تكون بخطوتها هذه ضمنت تلقي الدعم من الناتو، وبالتالي ضمنت مشاركة الحلف في الدفاع عن أمنها، وذلك بوصفها أحد أعضائه الذي يتعرض لمخاطر أمنية، وأن هذا يعني مناقشة الناتو للإستراتيجية المناسبة للدفاع عن تركيا والعمل على تنفيذها على أرض الواقع.

واعتبرت فورين بوليسي أن الوضع مع تنظيم الدولة معقد، وذلك في ظل انتشاره داخل أراضي أكثر من دولة، ووسط صراعات بين الشيعة والسنة، وبالتالي فإنه يجب على الناتو اتخاذ الخطوات اللازمة قبل البدء بتلبية حاجات تركيا الأمنية، خاصة في ظل امتداد الحدود التركية لقرابة ألف و120 كلم مع سوريا والعراق، والتي تعتبر حدودا للحلف أيضا.

وتساءلت، في تقرير منفصل "ماذا وراء التحول التركي ضد تنظيم الدولة؟". وقالت إن السبب يعود لتوجس أنقرة من التعاون الأميركي مع الأكراد بالمنطقة، ولخشيتها من تشكيل تنظيم الدولة كيانا يهدد تركيا نفسها. كما تساءلت في تقرير ثالث "هل باعت الولايات المتحدة الأكراد؟".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية