صحف إسرائيلية تناقش احتجاج الإثيوبيين ومغادرة ليبرمان الحكومة

Protesters, mainly whom are Israeli Jews of Ethiopian origin, shout slogans during a demonstration against what they say is police racism and brutality, after the emergence last week of a video clip that showed policemen shoving and punching a black soldier during a protest in Tel Aviv May 3, 2015. Israeli mounted police charged hundreds of ethnic Ethiopian citizens and fired stun grenades on Saturday to try to clear one of the most violent protests in memory in the heart of Tel Aviv. REUTERS/Baz Ratner
جانب من إحدى مظاهرات يهود الفلاشا الإثيوبيين في تل أبيب (رويترز)

عوض الرجوب-الخليل

لا زالت مظاهرات يهود الفلاشا ضد العنصرية في إسرائيل محل اهتمام أغلب الصحف الإسرائيلية التي يميل أغلبها لتأييد المظاهرات، كما حظيت مفاوضات تشكيل الحكومة ومغادرة رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان التشكيلة القادمة باهتمام صحف اليوم الثلاثاء.

فقد استعرضت صحيفة يديعوت الفوارق بين يهود الفلاشا وغيرهم، مؤكدة وجود عنصرية ضد ذوي الأصول الإثيوبية، واستندت إلى معطيات رسمية لتوضيح إقصائهم عن المواقع القيادية وتقاضيهم أجورا أقل من نظرائهم من العرقيات الأخرى.

وتساءلت الصحيفة "كم عدد المديرين في مكان عملكم من أصول إثيوبية؟ وكم من القادة العسكريين الكبار هم قادتكم في الاحتياط؟" ثم تجيب ذاتها بأن الإثيوبيين الذين شرعوا في احتجاج حاد "محقون 100%".

‪دعوات في إسرائيل لتواصل مظاهرات يهود الفلاشا‬ (الجزيرة)
‪دعوات في إسرائيل لتواصل مظاهرات يهود الفلاشا‬ (الجزيرة)

لا اندماج
وتضيف الصحيفة استنادا إلى معطيات مكتب الإحصاء المركزي للعام 2013 أن 135500 إثيوبي يعيشون في إسرائيل، وأن نحو ثلثهم ولدوا فيها، إلا أنهم ما يزالون بعيدين جدا عن الاندماج الكامل في المجتمع الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أن الأجر المتوسط للرجل الإثيوبي يبلغ نحو خمسة آلاف شيكل فقط (قرابة 1265 دولارا)، مقابل أجر شبه مضاعف بين عموم السكان، وذلك حسب معطيات التأمين الوطني.

وأضافت أنه بينما يمتلك 62% فقط من ذوي الأصول الإثيوبية حاسوبا و47% منهم يتصلون بشبكة الحاسوب، فإن 81% في عموم السكان لديهم حواسيب، و70% منهم متصلون بشبكة الإنترنت.

في السياق ذاته، نقلت صحيفة معاريف عن النائب السابق عن يهود الفلاشا إديسو مسالا دعوته إلى استمرار المظاهرات، معربا عن أسفه لعدم تغير وضع طائفته منذ سنوات.

وأعرب النائب، الذي يعمل الآن في إثيوبيا ويمثل شركات إسرائيلية، عن أسفه لفشل حكومات إسرائيل خلال الثلاثين سنة الأخيرة في استيعاب مهاجري إثيوبيا، مضيفا أن الشباب الذين يشاركون اليوم في المظاهرات تربوا في إسرائيل، ولا يعرفون أي شيء آخر غير الحاضر الإسرائيلي، ويخدمون في الجيش.

وفي الصحيفة نفسها، دعا عضو الكنيست السابق شلومو مولا إلى عصيان مدني وعدم دفع الضرائب، في ظل فشل المظاهرات السابقة للإثيوبيين، مضيفا أنه ما دام الإثيوبيون لا يهددون نظام الحكم فلن يتغير شيء.

وأشاد مولا بمظاهرات الأسبوع الأخير، مؤكدا فشل أبناء جيله من أصل إثيوبي في إحداث تغيير حقيقي. داعيا إلى التوقف عن التجنيد في الجيش، وعدم الانضمام للشرطة، والتوقف عن دفع ضرائب "لأنه إذا كانت الدولة لا تحسب حساباً لمواطنيها فمن المسموح أيضاً للمواطنين ألا يحسبوا حساباً للدولة".

أما في صحيفة إسرائيل اليوم المقربة من مكتب رئيس الحكومة فكانت اللغة مختلفة، حيث رأى بوعز بسموت أن المطلوب فقط إصلاحات، نافيا وجود "العبودية الواجب مسحها".

وتابع أن دولة إسرائيل أقيمت من أجل أبناء الشعب اليهودي، مهما كان لونهم، مذكرا الإثيوبيين بالجهد الذي بذل "لإعادتهم إلى الوطن".

‪ليبرمان سبق أن نفى نيته دخول الحكومة‬ (الجزيرة)
‪ليبرمان سبق أن نفى نيته دخول الحكومة‬ (الجزيرة)

مغادرة ليبرمان
وفي ملف مشاورات تشكيل الحكومة، أبرزت صحيفة يديعوت خروج أفيغدور ليبرمان من دائرة المشاورات لتشكيل الحكومة القادمة، مضيفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الطريق لتشكيل حكومة يدعمها 61 نائبا، أو سيختار إقامة حكومة وحدة مع المعسكر الصهيوني، رغم نفي ليبرمان نيته دخول الحكومة.

ورجحت الصحيفة أن تؤدي الحكومة اليمين القانونية يوم الاثنين القادم الموافق 11 مايو/أيار، وأن يحتفظ ليبرمان بحقيبة الخارجية وربما حقيبة الاستيعاب.

من جهتها، قارنت صحيفة هآرتس بين نتنياهو في ولايته الرابعة ونتنياهو عام 2003، موضحة أنه نفذ عام 2003 عندما كان وزيرا للمالية إصلاحات ثورية وسار بالاقتصاد إلى الأمام، لكنه اليوم يعيد إسرائيل إلى الوراء والعزلة الدولية.

ووفق الصحيفة، فإن إستراتيجية نتنياهو في إدارة المفاوضات الائتلافية كانت "البقاء بكل ثمن"، مضيفة أنها الحكومة الأولى التي لا يوجد في اتفاقاتها الائتلافية أي ذكر للمفاوضات مع الفلسطينيين.

أما ران أدليست فوصف -في مقاله بصحيفة معاريف– خطوة ليبرمان بأنها ليست أكثر من مناورة و"ضربة خفيفة على رأس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".

وتابع ساخرا "على ما يبدو فإن ليبرمان يستطيع استغلال العلاقات التي بناها خلال فترة وظيفته كوزير للخارجية، وخاصة في شرق أوروبا للقيام بعدد من الأمور التي يحبها: الأموال والاستمتاع بالحياة دون حراس أو لوم".

المصدر : الجزيرة