صحف سعودية: أصابع طهران وحزب الله بتفجير القديح

صحف سعودية
الصحف السعودية استنكرت التفجير ودعت للوحدة الوطنية (الجزيرة نت)

ياسر باعامر-جدة

لا تزال أخبار التفجير الذي استهدف أول أمس الجمعة مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح بمحافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية تتصدر الصحافة المحلية، خاصة بعد كشف وزارة الداخلية هوية منفذ الهجوم، وهو من المطلوبين أمنيا وينتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

وتركزت مضامين الصحف السعودية الصادرة اليوم الأحد على إدانة تفجير القديح واستنكاره والدعوة إلى المحافظة على السلم الاجتماعي، وعدم الانجرار خلف دعوات الانتقام والطائفية، كما أكدت على أهمية التلاحم الوطني بين المواطنين السنة والشيعة، خاصة في ظل المناخ الاستثنائي الذي تعيشه البلاد على شريطها الحدودي الجنوبي بسبب الاشتباكات مع مليشيا جماعة الحوثي.

إشراف إيراني
صحيفة "الوطن" أشارت إلى احتمال تورط إيران وحليفها حزب الله اللبناني في تفجير القديح، وجاء عنوان صدر صفحتها الأولى "تفجير القديح.. تنفيذ داعشي بإشراف إيراني".

وتقول الصحيفة إن "أداة الجريمة كشفت العلاقة المفترضة بين تنظيم الدولة (داعش) الذي ثبتت مسؤوليته عن العملية وبين حزب الله وإيران اللذين يشتبه بتورطهما في المحاولة الفاشلة لتهريب مادة الـ"آر دي إكس" (RDX) شديدة الانفجار إلى المملكة عن طريق البحرين".

وأضافت الصحيفة أنه تم الكشف عن أن "الحزام الناسف الذي كان يرتديه الانتحاري مصنع من المادة ذاتها"، كما لم ينكر الناطق باسم الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في رده على سؤال وجهته له الصحيفة "وجود الاحتمال السابق".

صورة أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف شقيق ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف التي بثتها وكالة الأنباء السعودية (واس) في زيارة للمصابين جراء التفجير والذين يرقدون في مستشفى القطيف المركزي كانت تقريبا معممة على جميع الصحف، وهي تحمل كما يشير مراقبون دلالات عديدة، أهمها رسالة طمأنة من الحكومة السعودية لمواطنيها الشيعة، خاصة بعد خروج مظاهرات في ضواحٍ عدة بالقطيف تنديدا بالتفجير.

undefined 

تجريم الطائفية
زاوية أخرى ركزت عليها المتابعات الإخبارية الواردة في الصحافة السعودية اليوم تتمثل في عدم إعطاء الحدث صورة الاختراق الأمني، حيث استنطق تقرير أعدته صحيفة "مكة" خبراء أمنيين أكدوا أن تفجير القديح "لا يمثل اختراقا أمنيا بقدر ما كان اختيارا لهدف سهل غير متوقع متمثل في دور العبادة".

كما أكد التقرير الذي أفرد مساحة واسعة للحديث عن القدرات الأمنية التي تتمتع بها الداخلية السعودية التي استطاعت خلال 24 ساعة كشف هوية "الانتحاري" منفذ التفجير الذي قالت إنه السعودي صالح القشعمي.

قانون يجرم الطائفية والتحريض على الفتنة عاد إلى واجهة المشهد الإعلامي بعد ساعات قليلة من هجوم "القديح"، حيث جاء ذكره في عدة مقالات صحفية، وهو مطلب سابق كانت قد تقدمت به قوى مدنية شيعية، من أبرزها مهندس عودة المعارضة الشيعية للمملكة في 1993 الدكتور توفيق السيف الذي أكد أكثر أن الحل الوحيد لإيقاف الفتنة الطائفية هو في وجود ذلك القانون.

صحيفة الرياض القريبة من التوجه الحكومي استدعت في تقرير مطول لها خطابات سابقة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز دعا فيها إلى التصدي لدواعي الفرقة واعتبار الوحدة الوطنية خط الدفاع الأمامي ضد الفتن الطائفية.

كما استدعت الصحيفة حادثة الدلوة التي وقعت بمحافظة الأحساء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إثر تعرض حسينية للشيعة لهجوم مسلح اتهمت به السلطات تنظيم الدولة. وقالت الصحيفة إن السعوديين في حينه أبدوا مستوى من التلاحم الوطني والشعبي والديني.

المصدر : الصحافة السعودية