عائلة بوش تتسابق نحو البيت الأبيض للمرة الثالثة
جِب بوش هو ابن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب والشقيق الأصغر لبوش الابن. دخل معترك السباق الرئاسي بقوة قبل شهور وبشكل مفاجئ، عندما أعلن أنه يسعى لنيل بطاقة الحزب الجمهوري للترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة عام 2016.
وتتساءل الصحيفة، رغم أن بوش -الحاكم السابق لولاية فلوريدا- يملك ثروة هائلة، ولكن لماذا لا يبدو على منافسيه أي نوع من القلق؟
مرشحو الماضي
جاء أول تحد للدعم المالي الضخم والرصيد السياسي لعائلة بوش من السيناتور ماركو روبيو الذي كان الكثير من الجمهوريين يتوقعون أنه لن ينافس لنيل بطاقة الحزب لأن بوش يعتبر مثلا أعلى بالنسبة له سياسيا، إلا أن المفاجأة جاءت قبل أسبوعين عندما أعلن ماركو أنه ينوي الترشح وقدم نفسه بشكل يهدد فرص بوش، ووصف نفسه بأنه مرشح الجيل الجديد ضد مرشحي "الماضي".
ورغم أن مشوار بوش لا يزال في بدايته، فإنه يواجه تحديات مبكرة وعددا من الجبهات المفتوحة أكبر بكثير من انتخابات عام 2012، وقد أظهرت استطلاعات الرأي المبكرة جوا عاما بين السياسيين يتمثل في قناعة آخذة بالانتشار هي "لماذا لا أكون أنا؟".
ويبرز هذا التحول في السلوك بين السياسيين وخاصة الجمهوريين، أن بوش يواجه معركة يخوضها أمام ثلاثة مشرعين على الأقل وثلاثة من حكام الولايات الذين لا يزالون في مناصبهم، وهو أمر يحسب له حساب في عالم المعارك الانتخابية.
ورغم أن بوش مدعوم بإمبراطورية مالية عملاقة، فإن ذلك لا يبدو كافيا ليختار منافسوه الانسحاب من حلبة التحدي، وترى الصحيفة أن بوش وفريقه يعتبر هذه المرحلة مرحلة بناء وليست مرحلة حسم، ويريدون أن يكونوا على أتم الاستعداد عندما يبدأ الناخبون في تقييم خياراتهم.
يقول أحد المختصين بالحملات الانتخابية لدى أحد منافسي بوش -والذي اشترط عدم الكشف عن هويته- "هناك نمور من ورق في السباق الانتخابي الآن، ولكن ليس من المستبعد أن يفوز أحدهم. ولكن من الصعب أن نضع جِب (بوش) تحت هذا التصنيف في هذه المرحلة، وذلك بسبب المؤسسة المالية التي يمتلكها".
قيم الحزب
وفي المعسكر الديمقراطي، تقول الصحيفة حول هيلاري كلينتون التي من المتوقع أن تصبح مرشحة الحزب الديمقراطي، بأنها ستواجه معركة صعبة.
ورغم أن حظوظها تبدو جيدة، خاصة أنها خارج السلطة وهي نقطة قوة لصالحها، فإن معركتها أمام أقرانها الديمقراطيين لانتزاع بطاقة الترشح لا تبدو هينة.
وقبل أيام تجمع أعضاء الحزب الديمقراطي في لقاء سنوي غابت عنه المرشحة الأولى لنيل بطاقة الديمقراطيين لانتخابات عام 2016، وغيابها كان أول نقطة تسجل ضدها في الحفل كرست ما في قلوب البعض من عدم ارتياح لترشيحها.
حكم الأقلية
ورغم الجهد الإعلامي والدعائي الذي كان فريق كلينتون يقوم به خلال الحفل، فإن المتحدثين والجو العام دلّ بجلاء على أن ترشيح كلينتون لا يبدو مقبولا بين أعضاء الحزب.
وقد تضمن اللقاء انتقادات علنية وضمنية ضد كلينتون التي احتلت عناوين الصحف في وقت قريب عندما تبين أنها استخدمت بريدها الإلكتروني الشخصي لأغراض العمل عندما كانت وزيرة للخارجية، وهو أمر يعتبره الكثيرون دلالة قوية على عدم المهنية.
وحذر السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز من ضعف دور الطبقة الوسطى، وتحول المجتمع الأميركي بشكل مطرد نحو الإيمان بـ"حكم الأقلية" الذي يعطي الأثرياء وأقطاب المال والأعمال اليد العليا، وهو عكس ما يؤمن به الحزب الديمقراطي تماما.
كلمات ساندرز الاشتراكي غير المنتمي للحزب الديمقراطي كان لها وقع الصاعقة على الجمهوريين الذين يعدون حراس القيم التي تحدث عنها ساندرز، وعلق جيمس إي كلابرن -وهو أحد كبار الديمقراطيين- "كلماته تدل على أن الناس بحاجة إلى رسالة حقيقية".
وأوردت الصحيفة ردود أفعال إعلاميين حضروا التجمع السنوي للديمقراطيين في كولومبيا بولاية ميريلاند، ولدى سؤال أحدهم عن المقارنة بين ما قاله ساندرز وبين ما تقوله كلينتون أجاب "هل (كلينتون) هنا أصلا؟ أعتقد أنه مختلف بكل ما تعنيه الكلمة".