نيويورك تايمز: حرب السيسي على الصحفيين مستمرة

Egyptian journalists tape their mouths during a protest demanding press freedom in front of the Syndicate of Journalists building in Cairo, Egypt, Wednesday, March 5, 2014. Arabic reads "Freedom to journalists, we are not criminals." (AP Photo/Amr Nabil)
صحفيون يطالبون بالحرية لعشرات من زملائهم المعتقلين في وقفة أمام مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة (أسوشيتد برس-أرشيف)

تؤكد الكاتبة منى الطحاوي في مقال بصحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "حرب السيسي على الصحفيين"، أن مصر تعيش فترة حالكة، لا يتورع فيها النظام المصري عن إلقاء المزيد من الصحفيين في غياهب السجون، بينما تكافئه حكومات غربية بالمساعدات والأسلحة تحت ذريعة الحفاظ على الاستقرار.

هذا البؤس الطاحن الذي تعيشه مصر وصحفيوها في ظل هذا النظام "المدعوم من العسكر" -حسب وصف الكاتبة- جسدته دموع إسراء الطويل (23 عاما)، وهي طالبة ومصورة صحفية معتقلة انهارت أمام المحكمة ولم تستطع مغالبة دموعها، في صورة اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي مطلع الشهر الجاري، لكنها لم تمنع القاضي من تجديد حبسها 45 يوما.

تسلط الكاتبة الضوء على محنة إسراء التي أصيبت برصاصة في الظهر عام 2014 أثناء تفريق الشرطة مظاهرة لإحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، عندما كانت تقوم بالتصوير، هذه الرصاصة أصابتها بشلل جزئي أجبرها على استخدام عكاز حتى تتمكن من السير.

اختفت إسراء قسرا في يونيو/حزيران الماضي، وخضعت للاستجواب في أحد أقبية جهاز الأمن الوطني، وهي الآن معتقلة قيد الحبس الاحتياطي منذ أكثر من 170 يوما بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين ونشر أخبار كاذبة، وهو ما تنفيه إسراء.

وتشير الطحاوي إلى حجم الظلم الواقع على هذه الصحفية الشابة، حيث نشر جهاز الأمن الوطني في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري اعترافات منسوبة إلى إسراء، من بينها اعتراف بمحاولة اغتيال مسؤول كبير لم يرد اسمه، بعبوة ناسفة مخبأة في كاميرا، في محاولة لتشويه صورتها.

إسراء معتقلة منذ أكثر من 170 يوما (الجزيرة)
إسراء معتقلة منذ أكثر من 170 يوما (الجزيرة)

محنة عامة
محنة إسراء هي واحدة بين عشرات الصحفيين والإعلاميين المعتقلين في سجون عبد الفتاح السيسي، الذين يبلغ عددهم 62 معتقلا، بحسب إحصائية نسبتها الكاتبة للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.

أما عن القمع الذي تعانيه شتى الفئات في ظل هذا النظام، فإن هناك ما يقدر بنحو أربعين ألف معتقل سياسي في مصر، وقد تم تسجيل أكثر من 1411 حالة اختفاء قسري في العام الجاري فقط، بحسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات التي استندت إليها الطحاوي. ومن بين الحالات الصارخة مؤخرا، اختطاف شاب في الإسكندرية أثناء حفل زفافه.

وأشارت الطحاوي أيضا إلى حالة الشاب مصطفى ماصوني (26 عاما) الذي يعمل في مونتاج الفيديو، والذي اختفى قسرا منذ عدة أشهر.

وبالرغم من عنف النظام المصري وظلمه، كما ترى الكاتبة، فإن هذا لم يمنع دولا من مدّ البسط الحمراء للترحيب بالسيسي الذي زار في الأشهر الأخيرة الهند وبريطانيا. وبدوره يقوم هذا النظام حاليا بإجراء انتخابات برلمانية تراها الكاتبة مجرد ورقة توت يستر بها نفسه، حتى يتمكن حلفاؤه الدوليون من القول -كذبا- إنه يمضي قدما على درب الديمقراطية.

المصدر : الصحافة الأميركية