أوبزيرفر: الفلسطينيون بأكثر أوقاتهم عزلة

فلسطين- الضفة الغربية- الشبان اضرموا النيران بالاطارات واغلقوا الطرق وانتفضوا بوجه جنود الاحتلال وسقط أكثر من 35 اصابة بالرصاص الحي فقط - تصوير عاطف دغلس- الجزيرة نت11
الشباب الفلسطيني الثائر ينتفض ضد القمع الإسرائيلي (الجزيرة)

علق مقال تحليلي بصحيفة أوبزيرفر بأن فكرة أن النضال الفلسطيني من أجل تقرير المصير يمكن جعله يختفي، وإزالة قضية فلسطين من جدول الأعمال العالمي، قد ثبت عدم صحتها مرة أخرى.

وقال معين رباني في مقاله إنه بالرغم من الاضطرابات الإقليمية غير المسبوقة وأزمة اللاجئين العالمية والجهود الإسرائيلية الجبارة ورعاتها الغربيين لإعلان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بأنه "عرض جانبي ثانوي حتى إشعار آخر" تجده يفرض نفسه مرة أخرى في عناوين الصحف الرئيسية.

بموجب اتفاقات أوسلو عملت إسرائيل خلال العقدين الماضيين على تعزيز وإحكام سيطرتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى درجة لم يسبق لها مثيل

ويرى الكاتب أن الوصول إلى هذه النقطة ليس لغزا كبيرا لأنه بموجب اتفاقات أوسلو عملت إسرائيل خلال العقدين الماضيين على تعزيز وإحكام سيطرتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى درجة لم يسبق لها مثيل. وبالتزامن، يعيش الشعب الفلسطيني اليوم في عزلة وتجزئة أكبر مما كان عليه بأي وقت منذ الطرد الأول والتشريد عام 1948.

ويضيف أن العقد الحالي كان كارثيا للفلسطينيين بشكل خاص، وقال إن أي وهم متبق بأن إسرائيل تفاوض على تسوية تاريخية مع الشعب الفلسطيني تجبرها على التخلي عن الاحتلال لا يمكن أن يكتب لها الاستمرار. وبدلا من ذلك وقف زعماء المجتمع الدولي متفرجين بينما أنشأت حكومة بنيامين نتنياهو المستوطنة تلو الأخرى في الضفة الغربية وتشدقت دائما بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، كما شنت اعتداءات دورية قاتلة ضد غزة ساعدت في تحويلها إلى أكبر معسكر اعتقال بالعالم.

ويمضي رباني بأنه في الوقت الذي واجهت فيه مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين بالعالم العربي أزمات بشأن وجودها مرة أخرى انخرط قادة إسرائيل في حملة ممنهجة للتهميش ولاجتثاث الشرعية ضد فلسطينيي 48 (المواطنين العرب بإسرائيل). وقال إن هذا يساعد في تفسير سبب عدم اقتصار الاضطرابات الحالية على الضفة والقطاع وتجاوزها إلى القدس مع انطلاق شرارة الأحداث الحالية.

وتسهب الصحيفة البريطانية بمقالها -الذي نشر أول أمس الأحد- في ذكر الملابسات التي أوصلت الوضع بالأراضي المحتلة للحال التي هي عليه الآن، لتؤكد أن الشباب الفلسطيني اليوم لم يعد محاصرا ولا أقل عزما لتحقيق الحرية الجماعية من الأجيال السابقة.

ويختم الكاتب بأن الأزمة الحالية قد تثبت أنها حافز للعمل الجاد لإحياء حركة وطنية فلسطينية موحدة ومتماسكة وقادرة على النضال من أجل تقرير المصير الفلسطيني. والواقع الثابت، هو أنه إلى أن يتجاوز الفلسطينيون العقبات الداخلية المعيقة لقدرتهم على الانتفاض فإنهم سيظلون غير قادرين على تحدي إسرائيل بنجاح أو مواجهة الذين يدعمون سياساتها بفعالية.

المصدر : أوبزرفر