خطاب عباس يشغل الصحافة الإسرائيلية

Palestinian president Mahmud Abbas addresses the 69th Session of the UN General Assembly September 26, 2014 in New York. Abbas accused Israel of waging 'war of genocide.' AFP PHOTO / Timothy A. CLARY
عباس خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل يومين (غيتي/الفرنسية)

عوض الرجوب-الخليل                                                                                            

ما بين الهجوم والتبرير والموقف المحايد عقبت الصحف الإسرائيلية اليوم الأحد على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول الجمعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما تطرقت للاتفاق الفلسطيني-الفلسطيني في القاهرة الذي نص على تمكين حكومة الوفاق من العمل في غزة.

ووصفت صحيفة يديعوت الخطاب بأنه هجوم غير مسبوق على إسرائيل، مشيرة إلى غضب إسرائيلي في الأوساط الرسمية إزاء الخطاب.

فبعد أن أدرجت مقتطفات منه نقلت الصحيفة عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القول إن "هذا خطاب تحريضي مليء بالأكاذيب"، مشيرة إلى هجوم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على الرئيس الفلسطيني الذي نعته بأنه "لا يريد ولا يمكنه أن يكون شريكا لتسوية سياسية منطقية".

اتهامات بالكذب
في افتتاحيتها اتهمت يديعوت عباس بالكذب، وكتبت تقول: اتهم (عباس) إسرائيل في جملة كلامه بالقيام بمذبحة وإبادة شعب في غزة، وهو يعلم بأن ذلك كذب، مثنية على أقوال وزير الخارجية ليبرمان بأن عباس ليس شريكا.

 صحيفة إسرائيل اليوم:
  يجب أن يكون دأب نتنياهو وحكومته خدمة الحلم الصهيوني لا السلام المتوهم وإنشاء دولة فلسطينية في قلب البلاد

وبناء على حجم الهوة بين الجانبين خلصت الصحيفة إلى أن "ما يسمى مسيرة السلام أو مسيرة أوسلو أو التفاوض السياسي أسقط من برنامج العمل، فالفرق بين الطرفين كبير جدا، والقوى الداخلية التي تعارض تنازلات قوية جدا".

في السياق ذاته، رأى رون برايمن في صحيفة إسرائيل اليوم -المقربة من الحكومة- وجوب أن يكون دأب نتنياهو وحكومته خدمة الحلم الصهيوني لا السلام المتوهم وإنشاء دولة فلسطينية في قلب البلاد، حسب تعبيره.

وأضاف أنه يجب أن يكون أهم ما يشغل الحكومة هو جمع الشعب اليهودي في وطنه الذي سيزيد في احتمال السلام الحقيقي.

بديل لعباس
أما شمعون شيفر فاعتبر في صحيفة يديعوت أنه مع وجود بديل مثل (رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس) خالد مشعل، وإسماعيل هنية (نائب رئيس مكتبها السياسي) فليس لإسرائيل بديل أفضل منه في إشارة إلى عباس.

واعتبر الكاتب أن الخطابات التي تلقى كل سنة على منصة الأمم المتحدة هي بالأساس رمزية وفي معظم الحالات عديمة الأهمية السياسية، مضيفا أنه "رغم الأقوال القاسية التي أطلقها أبو مازن، هو وقادة أجهزة الأمن الفلسطينية يتعاونون بشكل جارف مع أجهزة الأمن الإسرائيلية في هدف مشترك: منع عمليات الإرهاب".

من جهتها، تساءلت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها: ما الذي بالضبط توقعته إسرائيل ممن وضع أمامه 2200 قتيل فلسطيني؟ مضيفة أن إسرائيل اجتهدت منذ انتخابه رئيسا قبل عقد لتثبت بأنه ليس شريكا مناسبا للمفاوضات وأنه "ضعيف جدا" أو "متطرف جدا".

وتابعت أن عباس لم يدر ظهره للمسيرة السياسية، وأنه أوضح أنه يتطلع لأن يجري المفاوضات التالية مع إسرائيل رئيس دولة معترف بها وليس كرئيس منظمة، حركة أو سلطة.

صحيفة هآرتس: حماس مهتمة باستمرار وقف إطلاق النار حتى الاجتماع السنوي للدول المانحة على الأقل، حرصا منها على إعمار القطاع ومنح السكان مجال تنفس

من جهته، عنون الصحفي جدعون ليفي مقالا تحت عنوان "ما الذي كان يجب أن يقوله عباس؟" اعتبر فيه أن الغضب الأميركي والإسرائيلي عليه مرده أن عباس قال الحقيقة التي لا يودون سماعها.

وكتب ليفي في هآرتس نصا ساخرا مفترضا تقبل به إسرائيل، وفيه "أنا أقف هنا أمامكم بعد أن انتهت حرب دفاعية أخرى حتمية لإسرائيل التي هي دولة صغيرة ضعيفة تناضل عن وجودها.. الشكر للجيش الصغير الذي هزم الجيوش الفلسطينية..".

وخلص إلى أن الجوق القومي كله من حزب العمل وما سواه مع أصوات مصاحبة من الخلف من الولايات المتحدة انطلقوا في صراخ التنديد والشعور بالزعزعة كون عباس يتجرأ على ما قاله.

صعوبات كبيرة
في الشأن الفلسطيني، رأى عاموس هرئيل في صحيفة هآرتس أن حماس مهتمة باستمرار وقف إطلاق النار حتى الاجتماع السنوي للدول المانحة على الأقل، حرصا منها على إعمار القطاع ومنح السكان مجال تنفس.

ورأى في الاتفاق بين فتح وحماس أمس الأول الجمعة "استجابة من حماس للإملاء المصري"، لكنه أضاف أنه ليس من الواضح إلى الآن كيف سيطبق بالفعل، نظرا لوجود صعوبات كبيرة.

وتساءل "هل سترى حماس أجهزة السلطة غطاءً فقط لأجل الاتصالات بالإدارة المصرية المعادية أم تمكنها من وجود حقيقي في المعابر؟ ومن تجديد تأثيرها في القطاع بعد سبع سنوات من طرد حماس لفتح من غزة بالقوة؟

المصدر : الجزيرة