الوضع المشتعل بالقدس يهيمن على الصحف الإسرائيلية

شرطة الاحتلال تعتقل مقدسيا خلال احتجاج على هدم منازل العرب في القدس(الصورة من 2012)
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل مقدسيا أثناء احتجاج على هدم منازل العرب بالقدس (الجزيرة)

عوض الرجوب-الخليل

ما زال الوضع المشتعل في مدينة القدس محور اهتمام الصحف الإسرائيلية وأغلب كتابها، فقد نشرت تصريحات متباينة لسياسيين إزاء تقدير الأزمة وسبل التعامل معها، كما انتقد بعضها ما اعتبرته عدم تقدير حقيقي من قبل الحكومة لما يجري.

فقد أبرزت صحيفة "إسرائيل اليوم" تصريحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعهد فيها بإعادة الهدوء إلى القدس، مشيرة إلى إصداره -عقب اجتماع شاركت فيه قيادات أمنية- أوامر للدفع بقوات كبيرة إلى المنطقة، و"تحقيق السيادة في كل أجزاء المدينة"، كما تنقل الصحيفة عن نتنياهو.

وجدد نتنياهو هجومه على الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقوله إنه "يعظم القتلة ويعانق المنظمة التي ينتمي إليها المخربون". في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اتهم منفذ عملية الدهس بالقدس بالانتماء إليها.

وفي رأي مخالف من الحكومة، نقلت الصحيفة عن وزيرة العدل المكلفة بملف التفاوض مع الفلسطينيين تسيبي لفني دعوتها "لوقف التصريحات الحماسية ومشاريع القوانين غير المسؤولة واستفزازات البناء أو الاحتفالات في ظلمة الليل بالاستيلاء على منازل في مناطق إسلامية"، مضيفة أن خطوة زائدة واحدة الآن من شأنها أن تدهور القدس وتدهورنا كلنا معها".

شرارة العنف
أما صحيفة "هآرتس" فقالت في افتتاحيتها إن شرارة "موجة العنف" الحالية كانت اختطاف وقتل الطفل محمد أبو خضير مطلع تموز/يوليو الماضي.

ورأت أن الحل في القدس لن يتحقق فقط عبر قوة جديدة أو إنفاذ آخر للقانون، مضيفة أن العنف في القدس لم يولد في فراغ ولن ينتهي أمام "التصميم" الذي يظهره رئيس الوزراء.

وأضافت الصحيفة أن جذور العنف منغرسة في إحساس اليأس والخوف لدى سكان المدينة الفلسطينية، موضحة أن انهيار المسيرة السياسية والدعوات المتعاظمة لتغيير الوضع الراهن في الأقصى والإهمال المستمر للأحياء الفلسطينية من جهة والتشجيع الحكومي للتوسع الاستيطاني في قلب تلك الأحياء من جهة أخرى "كل هذه تخلق المستنقع الذي ينبت فيه العنف والإرهاب".

وخلصت إلى أن تجاهل جذور المشكلة والتركيز على إنفاذ القانون والعقاب لن يحل المشكلة، بل من شأنه أن يفاقمها، مجددة تأكيدها ضرورة وجود أفق سياسي لإنهاء الصراع.

نحو الهاوية
في الملف ذاته، وتحت عنوان "الاندفاع نحو الهاوية" رأى بن كاسبيت في صحيفة "معاريف" أن الأمر الوحيد الذي يجب عمله الآن هو محاولة خفض اللهيب بسلسلة سريعة من الخطوات الرامية إلى تهدئة الخواطر وتعطيل أبخرة البنزين التي تندفع في الهواء، بانتظار الشرارة، وهو عكس ما يفعله نتنياهو تماما.

واعتبر المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت" أليكس فيشمان أنه لا حاجة إلا إلى إحراق بساط داخل المسجد الأقصى لإشعال المنطقة كلها، مضيفا أنهم في إسرائيل لا يتأثرون بالانتفاضة المصغرة في القدس وكأنهم في سبات الدب، وفق فيشمان.

المصدر : الجزيرة