إستراتيجية التحالف الدولي وتجارة السلاح

FILE - This undated file image posted on a militant website on Tuesday, Jan. 14, 2014 shows fighters from the al-Qaida linked Islamic State of Iraq and the Levant (ISIL) marching in Raqqa, Syria. The ISIL led by Abu Bakr al-Baghdadi, who is believed to have been operating from inside Syria in recent months, is the main driver of destabilizing violence in Iraq and until recently was the main al-Qaida affiliate there. Al-Qaida’s general command formally disavowed the group this week, saying it "is not responsible for its actions." (AP Photo/militant website, File)
مسلحو تنظيم الدولة في استعراض في مدينة الرقة بسوريا مطلع العام الجاري (أسوشتيد برس)

تناولت صحف بريطانية وأميركية التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وتحدث بعضها عن إستراتيجية التحالف، وأشارت أخرى إلى دور اللغة في وصف تنظيم الدولة، وتجارة السلاح التي تتسبب في قتل المدنيين.

فقد نشرت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية مقالا للكاتب شاشانك جوشي أشار فيه إلى أن استمرار تنظيم الدولة بالتقدم في كل من العراق وسوريا برغم الضربات الجوية على موقع انتشاره لا يعني أن الغرب يخسر في هذه الحرب.

وأوضح الكاتب أن الهدف من وراء العملية هو إضعاف تنظيم الدولة، ومن ثم القضاء عليه عن طريق قوات برية، وليس بفعل الضربات الجوية وحدها، وأن الحديث عن خسارة الغرب في الحرب يعتبر سابقا لأوانه.

وأضاف الكاتب أن المعضلة الآن تدور حول من هم هؤلاء الجنود الذين باستطاعتهم تدمير تنظيم الدولة برمته. وقال إن الولايات المتحدة أخطأت بتركيزها على مدينة عين العرب (كوباني) وذلك لأن تركيزها هذا وضع المبادرة بيد تنظيم الدولة وسمح له بتلقين أميركا درسا عن طريق اختياره الجبهة التي يجري القتال فيها.

كاتب أميركي:
 إحدى إستراتيجيات الإدارة الأميركية تتمثل في اللجوء إلى استمالة الجانب العاطفي في خطاب "الإرهاب"، وذلك بغية الإطاحة بالخصوم

إرهاب وخصوم
من جانبها، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالا للكاتب توميس كابيتان قال فيه إن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما ووصفه تنظيم الدولة بالمنظمة الإرهابية هو مثال آخر على استخدام كلمة "الإرهاب" في صياغة المفاهيم الشعبية في الصراعات السياسية المعاصرة، دون الوقوف على الأسباب الحقيقية وراء "الإرهاب".

وأشار إلى أن من إحدى إستراتيجيات الإدارة الأميركية اللجوء إلى استمالة الجانب العاطفي في خطاب "الإرهاب" بغية الإطاحة بالخصوم.

وفي السياق، نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب جاي دي غوردون انتقد فيه خطوة البيت الأبيض المتمثلة في تخفيض الميزانية المخصصة للصواريخ وأنظمة الدفاع.

وقال إنه يجدر بالإدارة دعم القوات الأميركية التي تناضل لمنع مزيد من الهجمات على الولايات المتحدة والأميركيين في الخارج.

وتساءل الكاتب عن سبب تعريض إدارة أوباما للقوات الأميركية في الخارج للخطر في ظل عمل الإدارة على إلغاء واستبدال أسلحة تساعد الجنود في أداء مهماتهم والعودة بسلام. ودعا الكاتب البيت الأبيض إلى إعادة النظر في مهمات أمنها القومي لتتناسب مع المعدات اللازمة لإنجازها، وذلك لأن حياة الأميركيين تعتمد على هذه المعدات.

صناعة السلاح
من جانبها، نشرت صحيفة ذي إندبندنت مقالا للكاتب روبرت فيسك قال فيه إن ارتفاع أسعار أسهم وأرباح مصانع الأسلحة والطائرات في أميركا بسبب الحرب على تنظيم الدولة هو أشبه بفيلم الهوليود.
 
وأضاف أن الحرب على تنظيم الدولة تتسبب في إنتاج المزيد من المقاتلين وانضمامهم له، وأنه بمقتل جهادي واحد، فإن ثلاثة إلى أربعة مقاتلين جدد يلتحقون بدلا منه بتنظيم الدولة.

كما دعا فيسك المدنيين إلى الاحتفاظ ببقايا القنابل التي قتلت إخوانهم وأقاربهم وأصدقاءهم على أمل أن يقاضوا من خلالها أصحاب مصانع السلاح يوما ما، تماما كما يفعل أهل غزة.

وتساءل الكاتب عن السبب الذي يجعل تجار الموت من أصحاب شركات تصنيع السلاح يفلتون من العقاب.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية