مقتل ثلاثة ومعارضة باكستان تواصل احتجاجاتها

تواصل المعارضة في باكستان احتجاجاتها ضد الحكومة بعد مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة المئات في اشتباكات وقعت مساء السبت وصباح الأحد بين أنصارها وأفراد الشرطة في العاصمة إسلام آباد.

وبحسب مصادر طبية فقد قتل ثلاثة على الأقل وجرح 481 -بينهم 118 امرأة وعشرة أطفال- ونقلوا إلى مستشفيين رئيسيين في المدينة، وكان من بين الجرحى 92 شرطيا على الأقل.

وقد اندلعت مواجهات في وقت متأخر من مساء السبت بالتوقيت المحلي بعد أن حاول آلاف المحتجين المعارضين تنظيم مسيرة إلى مقر إقامة رئيس الوزراء نواز شريف، فاستخدمت الشرطة الغاز المدمع لمنعهم.

ويعتصم الآلاف من أنصار الزعيميْن المعارضيْن طاهر القادري (عالم الدين المقيم في كندا) وعمران خان (لاعب الكريكت السابق) منذ 15 أغسطس/آب الحالي في العاصمة إسلام آباد، مطالبين باستقالة شريف، الذي يتهمونه بالوصول إلى هذا المنصب عبر التزوير.

المواجهات بين المعارضة والشرطة في إسلام آباد أوقعت مئات الجرحى (رويترز)
المواجهات بين المعارضة والشرطة في إسلام آباد أوقعت مئات الجرحى (رويترز)

توسع الاحتجاجات
وأفادت تقارير باندلاع مظاهرات أيضا الأحد في مدينتي لاهور وكراتشي، وذلك بعد أن دعت المعارضة أنصارها للخروج في مختلف أنحاء البلاد.

ودعا عمران خان أنصاره إلى الاحتجاج في أنحاء البلاد، وقال "إني على أهبة الاستعداد كي أموت هنا، علمت أن الحكومة تعتزم أن تضربنا بيد من حديد الليلة، أنا هنا حتى الرمق الأخير".

وتابع في كلمة إلى أنصاره "انتفضوا ضد هذه الحكومة، إنها ليست حكومة دستورية، إنهم قتلة". وأضاف "سنواصل حتى آخر نفس فينا"، ودعا جميع الباكستانيين إلى الاحتجاج، مؤكدا أنه سيرفع قضية ضد شريف يتهمه فيها بالقتل.

وبدوره، قال طاهر القادري إن الاحتجاجات لن تهدأ ما لم يرحل شريف، مستنكرا ما سماه "فظائع الدولة"، وأكد أنه هو وخان "يخوضان هذه الحرب معا".

واعتقلت السلطات مئات من المعارضين وفرضت قانون منع التجمعات في محاولة لكبح الاحتجاجات، ومن المتوقع أن يجتمع قادة الجيش في وقت لاحق اليوم لبحث الأزمة في مقر الجيش في مدينة روالبندي.

أنصار المعارضة يحتجون ضد الحكومة منذ أكثر من أسبوعين (الفرنسية)
أنصار المعارضة يحتجون ضد الحكومة منذ أكثر من أسبوعين (الفرنسية)

محاصرة مباني الدولة
وحاولت المجموعات المعارضة -التي تزعم حدوث عمليات تزوير واسعة النطاق في انتخابات عام 2013 أسفرت عن تولي شريف السلطة- اجتياح المقر الرسمي لرئيس الوزراء مساء السبت مستخدمة في ذلك رافعات لإزالة الحواجز التي تحيط به.

وقال وزير الإعلام برويز راشد الأحد إن الحكومة ما تزال منفتحة لاستئناف المفاوضات مع المعارضة من أجل إنهاء الوضع القائم سلميا.

وكان الزعيمان المعارضان خان والقادري طالبا في وقت متأخر السبت أنصارهما المعتصمين أمام مقر البرلمان بالتوجه للمقر الرسمي لرئيس الحكومة الواقع على مسافة قريبة.

واشتبك المتظاهرون مع الآلاف من أفراد الشرطة والأمن الذين أرسلتهم الحكومة لحراسة المباني المهمة.

وهاجم متظاهرون أيضا مكاتب قناة "جيو" التلفزيونية الخاصة، والتي تعتبر قريبة من الحكومة.

وفي وقت مبكر صباح الأحد بالتوقيت المحلي، انتقلت المواجهات إلى لاهور عاصمة إقليم البنجاب الأكثر اكتظاظا. وأفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية بالمكان أن أنصارا لعمران عمدوا لإحراق إطارات وإغلاق طرق في بعض أحياء المدينة، بينما حاولت الشرطة تفريق الجموع مستخدمة الغاز المدمع.

وقال وزير الدفاع خواجة آصف السبت "إن هناك ما بين 1600 وألفي إرهابي مدربين، ومائتي امرأة دربن على استخدام الأسلحة النارية، جاؤوا بنية احتلال مباني الدولة".

وأضاف أن "هذه المباني رموز الدولة"، مؤكدا أنه سيتم التصدي لمحاولاتهم "وسنقاوم ذلك بكل قوتنا".

واتخذت الأزمة بعدا جديدا مطلع الأسبوع الجاري، عندما طلبت الحكومة من الجيش -الذي يتمتع بنفوذ كبير- القيام بوساطة، مما أثار مخاوف من أن يستغل الجيش الوضع لتنظيم "انقلاب هادئ" وتعزيز هيمنته على السلطات المدنية.

المصدر : الجزيرة + وكالات