بدء محاكمة "سفاح" النرويج

Bomb and terror suspect Anders Behring Breivik (red top) leaves the courthouse in a police car in Oslo on July 25, 2011, after the hearing to decide his further detention. Breivik will be held in solitary confinement for the first four weeks, with a ban on all communication with the outside world in a bid to aid a police investigation into his acts.
undefined

رفض اليميني المتطرف أنديرس بيرينغ بريفيك المتهم بارتكاب اعتداءين قتل خلالهما 77 شخصا الصيف الماضي في جزيرة أوتويا النرويجية، الاعتراف بشرعية المحكمة التي بدأت محاكمته اليوم الاثنين في أوسلو، في قضية يتوقف مصيره فيها على تقرير مدى سلامته العقلية ليحاكم بالسجن أم العزل في مصحة عقلية.
 
ويواجه بريفيك (33 عاما) تهماً بالإرهاب والقتل العمد. كما تشير صحيفة الدعوى إلى أنه ارتكب جريمة خطيرة "ليس لها شبيه في عصرنا الحديث في بلادنا"، وفق تعبير الصحيفة.

وتستمر المحاكمة على مدار عشرة أسابيع وسط مخاوف من أن يتحول بريفيك اليميني المتطرف والمعادي للإسلام إلى "أسطورة" من خلال عباراته العنصرية.

من جانبه قال جاير ليبشتاد محامي بريفيك إن موكله لا يعتزم الدفاع عن جريمته وحسب، بل سيعرب كذلك عن الأسف "لكونه لم يتمكن من مواصلتها". ومن المتوقع أن يطالب فريق الدفاع ببراءة موكله بدعوى أن تصرفه كان "دفاعا عن النفس".

بريفيك:
المحاكمة هي الإمكانية الوحيدة لأعلن للعالم أفكاري.

وعلى الرغم من أن الادعاء العام يعتزم محاولة قصر أقوال بريفيك على أهم الأشياء، فإن من المتوقع أن تكون بعض أقوال المتهم "صادمة".

وسيخصص اليوم الأول من المحاكمة -التي تتعلق بأخطر مجزرة شهدتها النرويج منذ الحرب العالمية الثانية- لتلاوة محضر الاتهام والملاحظات الأولية للادعاء الذي يلاحق بريفيك لارتكابه "أعمال إرهاب"، لكن ستسنح الفرصة للمتهم للدفاع عن نفسه.

بريفيك يبرر جريمته
ويعترف بريفيك بأفعاله مبرراً بأنها جاءت في إطار الدفاع المشروع عن النفس ضد من يسميهم "خونة للوطن"، ويرى أنهم تخلوا عن المجتمع النرويجي للإسلام والتعددية الثقافية، مضيفاً أن المحاكمة "هي الإمكانية الوحيدة لأعلن للعالم أفكاري".

ومن المنتظر أن يتم نقل أكبر محاكمة في تاريخ النرويج على الهواء مباشرة بتكلفة إجراءات أمنية مبذولة لتأمين المحاكمة تبلغ نحو ثلاثة ملايين يورو، وفقا لما تقوله محطة تلفزيون "أن آر كي". كما سيوضع بريفيك -الذي كان تلقى تهديدين بالقتل- خلف زجاج واق من الرصاص خلال المحاكمة. وأُعلن أن السلطات النرويجية حظرت حركة النقل في سبعة شوارع تقع في محيط المحكمة.

ويبقى السؤال الأكبر في هذه المحاكمة يتعلق بمسؤولية المتهم الجنائية بعدما أكد تقرير طبي أولي أنه مريض نفسياً، في حين أكد تقرير لاحق سلامته العقلية.

ومن المتوقع أن يؤثر التقييم الجديد على العقوبة التي ستصدرها المحكمة في حال ثبوت إدانة المتهم حيث من الممكن أن يواجه عقوبة السجن بدلاً من احتجازه في وحدة نفسية آمنة. كما أضاف طبيبان نفسيان عينتهما المحكمة أن بريفيك "لم يكن مريضا نفسياً" وقت ارتكابه الجريمة، ونوها إلى وجود خطر كبير من تكرار تلك الجريمة العنيفة.

آثار التفجير الذي قام به بريفيك بمجمع حكومي في أوسلو (رويترز)
آثار التفجير الذي قام به بريفيك بمجمع حكومي في أوسلو (رويترز)

تغطية واسعة
وفي ذات الاتجاه يعتقد ثلثا الشعب النرويجي أن وسائل الإعلام في البلاد خصصت تغطية أكثر من اللازم للهجومين اللذين وقعا العام الماضي وأسفرا عن مقتل 77 شخصاً جراء تفجير وإطلاق للنار، وفقا لاستطلاع نشرت نتائجه صحيفة أفتنبوستن اليومية التي تصدر في أوسلو الخميس الماضي.

وجاء نشر النتائج قبل أيام قليلة من مثول بريفيك -الذي اعترف بشن الهجومين القاتلين- للمحاكمة وسط حضور إعلامي كبير. وأظهر الاستطلاع أن 68% من متابعي وسائل الإعلام النرويجية شعروا بأن تغطية الهجومين اللذين وقعا يوم 22 يوليو/تموز كانت واسعة للغاية، في حين اعتبر 28% أن التغطية الإعلامية كانت على المستوى المناسب.  

يذكر أن بريفيك اعترف بتفجير قنبلة في منطقة تضم دوائر حكومية بالعاصمة أوسلو مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، وبقيامه بإطلاق النار على معسكر صيفي لحزب العمال في جزيرة قرب المدينة ليودي بحياة 69 شخصاً معظمهم من الشباب الذين لم يكن أمامهم مهرب سوى بحيرة ثلجية مما أدى إلى هذه المذبحة التي تعد الأكثر دموية التي يرتكبها شخص واحد بأسلحة نارية.

المصدر : وكالات