بينهم مواطن ثمانيني.. غضب بمنصات التواصل لإعدام متهمي كرداسة

الحقوقي المصري خلف بيومي اعتبر أن الإعدامات جاءت مخيبة للآمال ومحبطة لكل الجهود والمحاولات المبذولة لتحسين صورة الملف الحقوقي المصري، في ظل تنامي وتصاعد وتيرة الاتهامات الموجهة له.

الشيخ عبد الرحيم جبريل أحد الذين تم إعدامهم على خلفية قضية "اقتحام قسم كرداسة" (الجزيرة)

حظيت أنباء تنفيذ حكم الإعدام بحق متهمين في قضية اقتحام مركز شرطة كرداسة، بتفاعل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لقيت استنكارا واسعا من نشطاء وحقوقيين، بينما احتفى بها قطاع من مؤيدي النظام القائم بمصر.

وتضاربت، الاثنين، الأنباء حول عدد من تم إعدامهم، ففي الوقت الذي ذكرت فيه مصادر حقوقية بأنه تم إعدام 17 من المدانين في القضية، نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية بأن عدد من نفذ فيهم الحكم 9 ممن أدينوا في القضية.

وضمن هذا التفاعل، برز في قائمة الوسوم الأكثر تداولا بموقع تويتر في مصر، وسوم عبرت عن الجانبين، بعضها هاجمت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واتهمته بالمسؤولية عن قتل من تم إعدامهم، وأخرى عبرت عن دعمه وتأييد خطوة التنفيذ.

ونعت ابنة الشيخ عبد الرحيم جبريل -أبرز من تم إعدامهم- والدها في منشور عبر حسابها بموقع فيسبوك، حيث كتبت "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.. أبي إلى جنة الخلد.. عدموك وأنت صايم حسبي الله ونعم الوكيل".

ولقي خبر إعدام الشيخ الثمانيني استنكارا واسعا، خاصة مع تداول أخبار مشاركته في حرب 1973 وتفرغه لتعليم القرآن وإقرائه، كما تداول نشطاء وحقوقيون مستندات تثبت أنه لم يكن حاضرا خلال أحداث اقتحام القسم.

وكتب الشيخ محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف وعضو مجلس الشورى المصري السابق، عدة تغريدات أظهر فيها استنكاره الشديد لإعدام الشيخ عبد الرحيم جبريل، لسابق معرفته به، وقال إن "كل من يعرفه يعلم أنه عاش للقرآن معلما ومحفظا، وجاب بلاد الله قارئا تعلقت بصوته الأسماع وبأخلاقه القلوب".

 

بينما تداول نشطاء وحقوقيون شهادة لأحد شهود الإثبات ينفي فيها وجود الشيخ عبد الرحيم جبريل في مكان الأحداث، وهو الأمر الذي تم تجاهله من المحكمة وصدق حكم الإعدام عليه.

بينما كتب الإعلامي مسعد البربري، والذي كان معتقلا سابقا بسجن العقرب، في سياق استنكار تنفيذ الإعدام خلال رمضان، "اتسجنت (سُجنت) في عنابر قريبه من عنبر الإعدام.. وشوفت قد إيه حجم الرعب اللي بتمثله أي حركة في العنبر قبل الفجر لأنه وقت سحب أي واحد للتنفيذ.. أول ليلة من رمضان بتمثل إعلان عن النوم العميق وتوقف الفزع لمدة 40 يوما مع أيام العيد لأن العُرف مفيش (لا يتم فيها) تنفيذ!"

وفي هذا السياق، يقول مدير مركز "الشهاب" لحقوق الإنسان، خلف بيومي، إنه ليس من المعتاد تنفذ أحكام الإعدام في رمضان نظرا لطبيعة الشهر ومكانته لدى المصريين بصفة خاصة؛ إلا أنه لا يوجد نص قانوني يحول دون ذلك.

واعتبر في حديث للجزيرة نت أن هذه الإعدامات جاءت مخيبة للآمال ومحبطة لكل الجهود والمحاولات المبذولة لتحسين صورة الملف الحقوقي المصري، في ظل تنامي وتصاعد وتيرة الاتهامات الموجهة له، مشيرا إلى أن القضية افتقدت لكل ضمانات المحاكمة العادلة.

الاستنكار لم يكن محصورا في الإسلاميين، حيث استنكره عدد من النشطاء المعروفين بتوجهات غير إسلامية، كما حرص آخرون على إعلان الرفض العام لتنفيذ أي أحكام إعدام إثر تداول نبأ الإعدام.

وإلى جانب استنكار تنفيذ الحكم خلال رمضان، ربط آخرون تنفيذ الحكم بمسلسل "الاختيار 2″، الذي شهدت إحدى حلقاته تصويرا للرواية الأمنية المتداولة للحادث، وهو الأمر الذي اعتبره مغردون تهيئة للرأي العام ليتقبل تنفيذ الحكم، فيما توقع آخرون أن يتم إدراج تصوير الإعدام في حلقات لاحقة للمسلسل.

وفي السياق، اعتبرت مديرة منظمة "هيومن رايتس مونيتور" (HUMAN RIGHTS MONITOR‎) سلمى أشرف تزامن تنفيذ الحكم مع إذاعة مسلسل "الاختيار 2″، ربما دافعه شحن الشارع المصري، كما لم تستبعد أن يكون هو في حد ذاته له أثر في اتخاذ القرار.

وأبدت في حديثها للجزيرة نت تخوفها من تنفيذ أحكام إعدام أخرى خلال شهر رمضان، لاستغلال الشحن الذي وقع لقطاع من المصريين، في سياق محاولة إنهاء هذه القضايا وإغلاقها، لافتة إلى أنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك توجه النظام لتنفيذ الكثير من أحكام الإعدام، حتى إن ظهرت براءة المدانين.

بينما في المقابل، احتفى مغردون بنبأ تنفيذ الإعدام، معتبرين ذلك "قصاصا عادلا" تأخر 8 أعوام، وأنه جاء في سياق طبيعي بعد أن استنفد المتهمون كل درجات التقاضي المتاحة، فيما رد عدد منهم على استنكار تنفيذ الحكم في رمضان، بالإشارة لأعمال إرهابية تم تنفيذها خلال الشهر ذاته.

المصدر : الجزيرة