جوع وإعدامات ونصف مليون نازح من الموصل

Displaced people flee their homes as Iraqi forces battle with Islamic State militants in Arabi neighborhood, north of Mosul, Iraq, January 23, 2017. REUTERS/Khalid al Mousily
نازحون فروا من بيوتهم بحي العربي غربي الموصل نجاة بجلودهم من مواجهة قتال محتدمة (رويترز)

قالت مصادر للجزيرة إن أعداد نازحي الموصل بدأت تقترب من نصف مليون، أغلبهم فر من غربها الذي يشهد وضعا إنسانيا كارثيا يغذيه الجوع وشح المياه وحملة إعدامات ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية بحق السكان ممن يحاولون الفرار.

ووفق المصادر، يتدفق شلال النزوح بسبب استمرار المواجهات المسلحة واستمرار استهداف المناطق الآهلة بالسكان بالقصف المدفعي والجوي العنيفين للقوات العراقية وطيران التحالف.

وأضافت أن مخيمات النازحين في منطقة حمام العليل بالمناطق الجنوبية للموصل اكتظت بالنازحين، ولم تعد قادرة على استقبال المزيد منهم رغم استمرار تدفق آلاف العائلات بشكل يومي إلى هذه المناطق.

وذكر رئيس لجنة إغاثة النازحين بجنوب الموصل الفريق باسم الطائي أن معدلات النزوح اليومية تتراوح بين ستة وسبعة آلاف يوميا.

المخيمات غصت بالنازحين الفارين بجلودهم من الموت
المخيمات غصت بالنازحين الفارين بجلودهم من الموت

أوضاع كارثية
وفي الأثناء، قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن سكان غربي الموصل يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة في مواجهة الجوع وحملات الإعدام المتزايدة التي ينفذها تنظيم الدولة بحق السكان ممن يحاولون الفرار من مناطق سيطرته.

وأشار المرصد الحقوقي إلى أن التنظيم أعدم العشرات من سكان المدينة بعد القبض عليهم أثناء محاولتهم الفرار إلى المناطق التي استعادتها القوات العراقية، مضيفا أن "عمليات الإعدام الجماعي التي يُنفذها التنظيم بالسكاكين في الموصل القديمة هي عمليات إبادة جماعية وجرائم حرب".

ونسب لمصادره في مدينة الموصل القديمة القول إنه في يوم الجمعة الماضي وحده (مطلع أبريل/نيسان) نفذ التنظيم حملة إعدام لـ 22 عائلة من منطقة المكاوي بالموصل القديمة "بعدما حاول 22 شابا الخروج من مناطق سيطرة التنظيم بمساعدة مهرب سوري".

كما تحدث سكان محليون بعد ذلك عن مجزرة قام بها التنظيم بإعدام عائلة المهرب السوري ويُدعى لبيب الدقاق، وهو تاجر للمواد الغذائية.

ونقل المرصد العراقي عن نازحين من مناطق العروبة وحي التنك القول إن لهم العشرات من الأصدقاء والأقارب "توفوا بسبب الجوع في أحياء الزنجيلي والتنك والرفاعي".

وقال نازح من العروبة وفق روايات المرصد إن طفليْ شقيقته وعمرهما ثلاثة وأربعة أعوام توفيا خلال الشهر الماضي في منطقة الرفاعي بسبب الجوع وعدم وجود ما يأكلانه و"أمهما أيضا وصلتنا أخبار أنها في حال صحية سيئة بسبب الجوع".

ووفق مرصد حقوق الإنسان فإن تنظيم الدولة "يستخدم الجوع سلاحا لإجبار المدنيين على القتال معه". ويطالب المرصد الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بضرورة فتح ممرات جوية لإلقاء الحليب والمواد الغذائية لأطفال الساحل الأيمن من مدينة الموصل لوقف تفاقم حالات الوفاة بسبب الجوع.

المصدر : الجزيرة